بعثت كوريا الشمالية أمس إشارات متضاربة حول برنامجها النووي، أعربت فيها عن عزمها وقف نشاطاتها النووية، لكن أي خطوة لن تتخذ ما لم يُفرج عن أرصدتها المجمدة في ماكاو. ولدى وصوله إلى بكين للمشاركة في الجولة الرسمية الجديدة من المحادثات المتعددة التي تبدأ غداً في العاصمة الصينية بناء على اتفاق تم التوصل إليه الشهر الماضي، قال كبير المفاوضين الكوريين الشماليين كيم كيي غوان إن بلاده"لن توقف نشاطاتها النووية"حتى تستعيد ال 25 مليون دولار المجمدة في مصرف"بنكو دلتا إيجيا". وبعد ساعات على هذا التصريح، أعلن المفاوض الكوري الجنوبي شان يونغ وو أن بيونغيانغ بدأت الاستعدادات لإغلاق مجمع يونغبيون وأنها ترغب في الإعداد لوقف تشغيل منشآتها النووية بناء على اتفاق الثالث عشر من شباط فبراير الماضي، الذي ينص على وقف النشاطات النووية الكورية الشمالية خلال 60 يوماً. وقال الموفد الكوري الجنوبي بعيد عقد اجتماع فريق العمل حول نزع الأسلحة النووية برئاسة نظيره الصيني وو داوي والذي يمهد للمفاوضات السداسية، إن"كوريا الشمالية قالت إنها بدأت الاستعدادات لإغلاق منشآت يونغبيون النووية. قالت إنها ستقوم بوقف العمل في منشآتها ما أن يتم الإيفاء بالشروط"التي وُضعت. وعقد المفاوض الأميركي كريستوفر هيل لقاء مع نظيره الكوري الشمالي، تمهيداً لجولة المحادثات المتعددة. وقال كيم:"إذا لم ترفع الولاياتالمتحدة مجمل الإجراءات التي تتعلق بأموالنا في مصرف"بنكو دلتا إيجيا"مقره ماكاو، لا يمكننا أن نغلق منشآتنا النووية في يونغبيون". ويشكل مجمع يونغبيون الكوري الشمالي وهو في أساس الاتفاق الذي أبرم في 13 شباط خلال مفاوضات بكين حول الأزمة النووية الكورية الشمالية، العمود الفقري للترسانة الذرية التي يمتلكها النظام الستاليني. وبحسب الاتفاق، تلتزم بيونغيانغ بإغلاق منشآتها النووية مقابل تزويدها بالفيول الثقيل. ووافقت كوريا الشمالية من حيث المبدأ على عودة المراقبين الدوليين الذين طردتهم عام 2002. وأبلغ مسؤولون كوريون شماليون ديبلوماسيين بأن الوفاء بتعهدهم بإغلاق مفاعل يونغبيون النووي مقابل الحصول على مساعدات في مجال الطاقة وضمانات أمنية يتوقف على الإفراج عن الحسابات في"بنكو دلتا إيجيا". وكانت وزارة الخزانة الأميركية أعلنت الأربعاء أنه لن يحق للمصارف الأميركية"فتح حسابات مصرفية ل"بنكو دلتا إيجيا"أو الإبقاء عليها"، مشيرة إلى أن القرار"لا يستهدف ماكاو كسلطة". وبموجب القرار، يحظر على المصارف الأميركية التعامل مع بنكو دلتا إيجيا بسبب تحقيق أمرت الخزانة بفتحه في 2005. لكنه سيسمح لسلطات ماكاو بإعادة قسم من الأموال إلى بيونغيانغ. وأدت هذه العقوبات إلى تجميد حوالى 25 مليون دولار لكوريا الشمالية في حسابات بهذا المصرف الذي اتهم بتبييض أموال لحساب بيونغيانغ. ووضعت كوريا الشمالية باستمرار شرطاً مسبقاً يقضي برفع هذه العقوبات قبل نزع أسلحتها النووية. يأتي ذلك فيما أجرى مساعد وزير الخزانة الأميركي دانيال غلاسر محادثات في ماكاو حول إمكان إنهاء تجميد الأموال الكورية الشمالية في مصرف"بنكو دلتا إيجيا". وكان كريستوفر هيل أوضح أن هذا الملف"سيحل"ولكن الرفع النهائي أو الجزئي للتجميد ما زال ينتظر. وقال غلاسر بعد اللقاء الذي وصفه ب"الإيجابي والمفيد"إن على السلطات في ماكاو تقرير إذا كانت ستفرج عن الأرصدة الكورية الشمالية. ولفت إلى أن"المكاويين تعاملوا مع القضية بمسؤولية... ناقشنا مسألة الأرصدة، ومن المهم التشديد على أن تجميدها كان قراراً ماكاوياً وعلى ماكاو تحديد الإجراءات التالية". وكانت الصين دانت الإجراء الأميركي لعزل المصرف. تزامن ذلك مع إعراب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي،عقب عودته من كوريا الشمالية، عن تفاؤله بقرب عودة المفتشين الدوليين إلى الدولة الشيوعية منتصف الشهر المقبل.