أبدى الفلسطينيون استغرابهم امس لتلميح ليبيا الى احتمال ترحيلها آلاف الفلسطينيين المقيمين فيها، بذريعة محاربة التوطين. وطالبوا العقيد معمر القذافي بالعدول عن ذلك. ونشرت صحيفة"الجماهيرية"الرسمية الليبية امس تحت عنوان"الصفقة السوداء"ان"ملايين اللاجئين الفلسطينيين تجري الآن محاولة لبيعهم بالجملة كثمن لاقناع الاسرائيليين بقبول ما يسمى مبادرة بيروت"العربية. وقالت:"بموجب هذه الصفقة السوداء سيتم توطين كل فلسطينيي الشتات في البلدان التي يقيمون فيها... على هذا النحو سيصبح الفلسطينيون في لبنان لبنانيين وفي سورية سوريين وفي ليبيا ليبيين وفي مصر مصريين، وبهذه الطريقة سيتم تصفية القضية الفلسطينية". اضافت ان ليبيا"لن تكون شريكاً في التنازل عن حق عودة اللاجئين وتوطينهم بعيداً عن وطنهم"، وهي"تجري اتصالات لتمكين آلاف الفلسطينيين المقيمين فيها من الذهاب الى قطاع غزة عن طريق مصر قبل تنفيد مؤامرة توطينهم في الدول العربية". يذكر ان ليبيا طردت في ايلول سبتمبر 1995 آلاف الفلسطينيين كتعبير عن عدم الرضى على اتفاق الحكم الذاتي بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وعلق مئات منهم في الصحراء في"مخيم العودة"على الحدود المصرية - الليبية والمصرية - الاسرائيلية بعدما رفضت مصر السماح لهم بالعبور. كما علق المئات في السفن في عرض البحر ورفضت سورية ولبنان دخولهم الى أراضيهما. وابدى الفلسطينيون استغرابهم لتلميح ليبيا الى نيتها ترحيل العاملين منهم فيها الى غزة. وقال الناطق باسم كتلة"فتح"في المجلس التشريعي النائب جمال الطيراوي"ان ابعاد الفلسطينيين المقيمين في ليبيا سينقلهم من شتات الى آخر هو الشتات في مصر او على الحدود حيث لن تسمح لهم اسرائيل بالدخول". واعرب عن امله بأن"يتراجع العقيد القذافي عن قراره الذي سيكون في حال تنفيذه تشريدا جديدا للفلسطينيين وليس اعادة لهم الى وطنهم المحتل والمحاصر". وقال الناطق باسم حركة"فتح"فهمي الزعارير:"ما يحز في النفس ان يجري طرد الفلسطينيين العاملين في ليبيا من حين لآخر لتحقيق اهداف سياسية على حساب هؤلاء الغلابة الذين لا حول لهم ولا قوة والذين لن يجدوا غير الصحراء ملاذا لهم في حال طردهم من جديد لأن دولة الاحتلال لن تسمح لهم بالعبور الى وطنهم".