اشترطت طهران إعادة ملف برنامجها النووي إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مقابل سعيها إلى إعادة الثقة مع المجتمع الدولي، في وقت حذرت موسكو من "نتائج لا يمكن التراجع عنها" في قضية بناء مفاعل بوشهر النووي، بينما دعا نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز إيران إلى معالجة الفقر والفساد بدلاً من الانشغال بالتخصيب. وقال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أمام مؤتمر نزع السلاح في جنيف:"إذا نقلت الدول الست الملف النووي الإيراني من مجلس الأمن إلى الوكالة الدولية، ستكون بلادي على استعداد لتوفير الضمانات الضرورية لإحلال الثقة بعدم تحويل برنامجها النووي"لأغراض عسكرية، وأعلن السفير البريطاني لدى الأممالمتحدة إيمير جونز باري أن سفراء الدول الست حققوا"تقدماً كبيراً"للتوصل إلى مشروع قرار يشدد العقوبات على إيران. راجع ص 8 في غضون ذلك، قال الناطق باسم الخارجية الروسية ميخائيل كامينين إن موسكو تصر على ان تنفذ إيران قرارات مجلس الأمن ومجلس حكام الوكالة، وأكد أن هذه المسألة طرحت خلال زيارة نائب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي حسيني تاش العاصمة الروسية أول من أمس. تزامن ذلك مع تواصل المفاوضات في طهران في شأن إرجاء مشروع مفاعل بوشهر. وحذر فلاديمير بافلوف رئيس القسم المكلف بناء المفاعل في شركة"اتومسترواكسبورت"الروسية، من أن رفض طهران دفع المستحقات المالية سريعاً قد يؤدي الى"نتائج لا يمكن التراجع عنها". واستدرك إن المفاوضات في طهران"بناءة جداً"و"الجانب الايراني يؤكد نيته تسوية مشكلات التمويل سريعاً". وعبر كبير المفاوضين الايرانيين علي لاريجاني عن اسفه لتأخر روسيا في استكمال بناء المفاعل، وأضاف:"الوضع يثبت ان لا ضمانة في الحصول على وقود، ومطالب طهران لانتاج وقودها ناجمة عن هذا الوضع". وبلغة تهديد لفت القائد العام لقوات"الحرس الثوري"الجنرال يحيى رحيم صفوي إلى ان"ايران ذات ال 70 مليون شخص واقتصاد ال50 بليون دولار والتي تتمتع بموقع جيوسياسي وقوات مسلحة مقتدرة و10 ملايين من عناصر التعبئة البسيج هي ضمانة أمن منطقة الخليج الفارسي". وزاد:"اذا تعرضنا لهجوم، سيكون ردنا مدمراً". وفي نيويورك، أسفرت تعليمات جديدة من موسكو امس الى السفير الروسي لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين الى تعثر التقدم الذي أحرز ليل الاثنين في محادثات الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن زائد المانيا، في شأن ما سيتضمنه قرار تعزيز العقوبات على ايران. ووصف تشوركين التعليمات بأنها"مجموعة تعليمات ايجابية"وقال:"نحن مستمرون في المحادثات حول ما تبقى من عناصر في مشروع القرار بهدف التوصل الى رزمة"موضحاً انه"ما زالت هناك بعض الأمور التي تحتاج للعمل قبل اتمامها". وحسب مصادر غربية مطلعة على المواقف التي نقلها السفير الروسي فان"للروس مشاكل اضافية"مع مشروع القرار،"بعضها جديد وبعضها قديم". ورفضت مصادر الدول الست الكشف عن تفاصيل المواقف الروسية الجديدة بهدف الحفاظ على سرية المفاوضات حرصاً على التوصل الى الاجماع المنشود. وكان السفير الصيني، وانغ غوانغيا، قال قبل الاجتماع"هناك حاجة للمزيد من الوقت لايضاح"جوانب من مشروع القرار سيما النواحي المعنية ب"العقوبات التجارية". في طوكيو، امتنع نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز عن الإدلاء بأي"تصريح عدواني"تجاه إيران، على رغم تقارير أفادت بأن الدولة العبرية تخطط لتوجيه ضربات جوية وقائية لمنشآت نووية إيرانية. وقال:"إيران بلد فقير أساساً. الفقر متفش فيه وكذلك الفساد، ولا يمكنهم إطعام أولادهم اليورانيوم المخصب. وشدد على أن"القنابل لا تحل المشكلات بل تثير متاعب، ليس لبقية العالم فحسب بل كذلك للشعب الذي يملكها". في هذا الوقت، بدأ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي زيارة الى بيونغيانغ للمرة الأولى، على امل التوصل الى اتفاق معها يسمح لمفتشي الوكالة بالعودة الى كوريا الشمالية بعد اربع سنوات من الغياب. وقال الناطق باسم الخارجية الصينية كين غانغ ان"تحسن العلاقات بين وكالة الطاقة وكوريا الشمالية مرحلة مهمة والاتصالات يمكن ان تؤدي الى تطبيق الاجراءات الاولى التي يتضمنها الاعلان المشترك". واضاف:"ننتظر نتائج ايجابية".