قالت كبرى الصحف الإسرائيلية "يديعوت أحرونوت" ان انشقاق النائب السابق لوزير الدفاع الايراني الجنرال علي رضا أصغري الذي اختفى بشكل غامض في اسطنبول الشهر الماضي، وتحدثت معلومات عن تعاونه مع اجهزة الاستخبارات الغربية، "يمثل أهم انجاز استخباراتي في المعركة المتواصلة ضد ايران خلال السنوات ال28 الأخيرة". وكرست الصحيفة امس غلاف ملحقها السياسي الأسبوعي ل"أسرار الجنرال"يقول عن العملية انها"انجاز استخباراتي مهم لإسرائيل والولايات المتحدة"، مقتبسة عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية قوله ان"موساد رتّب عملية فرار الجنرال الايراني ... الذي في يده مفاتيح حل ألغاز تاريخية دموية كثيرة في مقدمها مصير الطيار الحربي رون أراد"الذي اختفت آثاره في لبنان منذ العام 1986، فضلاً عن"علاقة ايران بعدد من العمليات الإرهابية". ونقل المحلل في الشؤون الاستراتيجية رونن برغمان عن مسؤول كبير سابق في"موساد"اعتباره أصغري"درة التاج"بالنسبة الى الاستخبارات الغربية، فيما قال المسؤول السابق في الجهاز عن اختفاء أراد إنه"إذا كان أصغري موجودا حقاً في أيدي الأميركيين بمحض إرادته فإن هذا هو الحلم الأجمل الذي يتمناه كل مسؤول استخباراتي". ولمح برغمان إلى احتمال أن تكون الاستخبارات البريطانية"التي سجلت في الماضي نجاحات أكبر من نجاحات نظيرتها الأميركية في عمليات لجوء مسؤولين إلى دول غربية"لعبت الدور الرئيس في لجوء أصغري إلى دولة غربية. ونقل عن مسؤول استخباراتي بريطاني كبير قوله إن الاستخبارات البريطانية رصدت في الشهر الأخير حال هستيريا في طهران منذ اختفاء أصغري في اسطنبول. وتابع ان مسؤولين استخباراتيين إسرائيليين وبريطانيين تحدث إليهم يتفقون على انه إذا صح ان أصغري فر الى الغرب"فإننا بصدد أهم انجاز استخباراتي في المعركة المتواصلة ضد ايران خلال السنوات ال28 الأخيرة". واضاف ان"القنصل الإيراني العام في دبي، وهو في الحقيقة مندوب جهاز الامن التابع للحرس الثوري الإيراني فر إلى الغرب هو الآخر بالتزامن مع فرار أصغري، ويبدو أنه الآن في أيدي الاستخبارات البريطانية وأعطى شهادة مفصلة عن نشاط إيران في منطقة الخليج بهدف زعزعة الأنظمة العربية في تلك المنطقة". ونقل برغمان عن مسؤول سابق في الاستخبارات البريطانية أم أي 6 قوله إن"البريطانيين جيدون في تهريب مسؤولين يريدون الفرار من دولهم". ويستذكر برغمان الإفادات التي أدلى بها المسؤول الأمني السابق في حركة"أمل"مصطفى الديراني للاستخبارات الإسرائيلية بعد خطفه من منزله العام 1994. وكتب ان الديراني تحدث عن الضغوط الايرانية عليه وعلى حركته لتسليم أراد إلى طهران لأسباب سياسية وأخرى للاستفادة من حقيقة ان أراد طيار"فانتوم"ولديه معلومات استخباراتية مهمة جداً. وروى الديراني لمحققيه ان عناصر من"الحرس الثوري"دخلوا الى بيته أثناء غيابه وأخذوا أراد إلى ايران. وبحسب برغمان فإن الديراني أبلغ محققيه بموقع معتقل أراد قرب ايران وأنه تحت مسؤولية أصغري. وينسب التقرير الصحافي إلى أصغري انه كان متورطا في عمليتي التفجير الكبيرتين في الأرجنتين عامي 1992 و1994. وتابع ان أصغري، وبعد احداث 11 ايلول سبتمبر 2001 وحين إشغاله منصب نائب وزير الدفاع مال إلى التيار المعتدل في القيادة الايرانية الذي أيد عدم تقديم الحرس الثوري الدعم الى تنظيم"القاعدة"لاعتقاده بأن من الخطأ تجاوز الخط الأحمر بين ايران والغرب. وأوردت"يديعوت احرونوت"تفاصيل عن طريقة تهريب أصغري بعد وصوله اسطنبول من دون الإشارة إلى مصدرها. وقالت انه"كان بالتأكيد تحت مراقبة الجهات التي ساعدته على الفرار فور هبوط طائرته في اسطنبول فيما ساعدته مجموعة من المقاتلين التي انتشرت مسبقاً على طول الطريق التي تم إبلاغه بسلوكها، ومن المؤكد أنه لم يحتج إلى سيارة أجرة للوصول إلى المدينة". وأضافت أن"عامل الوقت لعب دوراً مصيرياً فمنذ وصوله الى مطار اسطنبول بدأت عملية إخفاء آثاره، وكل حركة قام بها رافقتها عن بعد أطقم مراقبة مهمتها التأكد من أنه لا يخضع لمراقبة معادية". وتابعت:"يمكن الافتراض بأنه تم إعداد جواز سفر له في وقت سابق وبعد وقت قصير من وصوله لاسطنبول أصبح اصغري شخصاً آخر... وبعد ساعات من قدومه كان في طريقه إلى مكان جديد خارج تركيا".