عادت صالونات ومراكز التجميل في الاحياء "الساخنة" من بغداد لتفتح ابوابها امام الزبائن بعد ان لجأت غالبية العاملات في تلك الصالونات الى ممارسة المهنة في منازلهن، بعيداً من عيون المسلحين والمتشددين ممن كانوا يتقاضون "اتاوات" شهرية عن تلك الصالونات. العنف لم ينسِ المرأة العراقية اهتمامها بجمالها وإبراز انوثتها. يقول ياسر محمد، صاحب مركز ياقوت للتجميل في حي المنصور:"مشكلات العنف وهموم الحياة اليومية لم تثنِ المرأة عن الاهتمام بجمالها ومظاهر انوثتها، بل هناك اصرار غريب منها على الاهتمام بهذا الجانب". ويؤكد تزايد عدد النساء اللواتي يزرن المركز حيث يستقبل بين 15 و20 امرأة يومياً، وتقبل غالبيتهن على اقتناء مواد تجميل تحمل ماركات عالمية معروفة للعناية بالبشرة والجسم، مشيراً الى ان 90 في المئة من النساء اللواتي يزرن المركز هن بين 30 و55 سنة من العمر، وهي المرحلة التي تشعر فيها المرأة بالحاجة الى الاهتمام بجمالها خوفاً من مظاهر تقدم السن. ويستقبل مركز بغداد لمواد التجميل في الكرادة عشرات الزبائن من اصحاب وصالونات التجميل في مناطق بغداد، كما ترتاده النساء بحثاً عن مواد تجميل من الأنواع الفاخرة. وتقول"نهرين"، وهي احدى العاملات في المركز، إن انتشار العنف والتفجيرات لا يمنع النساء عن الحصول على مبتغاهن من مواد التجميل، وتؤكد ان نساء يتصلن بها لطلب انواع محددة من المكياج على رغم ارتفاع اسعارها، فيما تطلب أخريات مشورتها في استخدام ماركات معينة. وتحظى صالونات التجميل الفاخرة في بعض مناطق العاصمة مثل شارع فلسطين والكرادة والمنصور، بإقبال واسع من النساء، وبعضهن يفضلن الصالونات التي يديرها الرجال على رغم انحسار عددها في السنوات الاخيرة، مثل أميرة عبدالمهدي بالقول: انهم - أي الرجال - يبدون اهتماماً اكبر في التعامل وينجزون العمل في شكل افضل وخصوصاً ما يتعلق بتنسيق المكياج وتصفيف الشعر. وواقع الحال لا يمنع"أميرة"من الاهتمام بمظهرها والحفاظ على سر جمالها وانوثتها، كما تقول، بل انها تجد في العناية بجمالها"منفذاً للخلاص من ضغوط الحياة اليومية". اما"جنات"التي تجاوزت الاربعين فلم تدرك اهمية العناية بجمالها والحفاظ على انوثتها في وقت مبكر، كما تقول، لكنها صدمت بخطوط التجاعيد الصغيرة تغزو بشرتها، وتقول انها تنبهت في وقت متأخر فلجأت الى أحد مراكز التجميل لمساعدتها في اقتناء المستحضرات المطلوبة لعلاج هذه الحال وحصلت على مبتغاها. وتؤكد ان زميلاتها من الموظفات اقدمن على اقتناء مواد التجميل والعناية بالبشرة من مدير الدائرة التى يعملن بها، وهو يملك مركزاً للعناية بالبشرة ومواد التجميل، لافتة الى ان المرأة العاملة في العراق اكثر اهتماماً بجمالها وطبيعة مكياجها واناقتها من"ربة البيت"ويعود السبب، في رأيها، الى"كثرة ظهور المرأة العاملة في المجتمع قياساً مع ربة البيت التي غالباً ما تغرق في هموم حياتها الخاصة وتذوب ذاتها مع مشكلات اطفالها وعائلتها. لكن"رنا"التي تعمل في صالون المربد في شارع فلسطين ترفض هذه الفكرة وتقول ان"غالبية النساء اللواتي يرتدن الصالون هن من ربات البيوت والطالبات الجامعيات". وترى ان التصور السائد حول عدم اهتمام ربات البيوت بجمالهن غير دقيق.