دخل المغرب، رسمياً، زمن التلفزيون الأرضي الرقمي، في قفزة تاريخية، أعلن عنها القطب الإعلامي العمومي المكون من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون وشركة"صورياد القناة الثانية"، إذ أماطا اللثام عن إطلاق التلفزة الرقمية الأرضية خلال الأسبوع الجاري في العاصمة الرباط. ويعد المغرب أول بلد عربي وإفريقي، يستخدم هذه التقنية بشكل عملي على أرض الواقع. وأعلن مدير عام القطب الإعلامي العمومي والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون فيصل العرايشي، خلال ندوة صحافية، أن انطلاق التلفزة الرقمية الأرضية، يندرج في إطار مشروع تحديث التقنيات في التلفزيون المغربي، مشيراً إلى أن بث برامج القطب الإعلامي العمومي، سيخص في المرحلة الأولى محافظات محدودة، لتشمل التغطية في ما بعد المغرب كله. وخلال المرحلة الأولى، ستشمل التغطية نحو 54 في المئة من سكان المغرب. أما في المرحلة الثانية، التي ستبدأ في حزيران يونيو 2007، فستشمل التغطية تسعة مواقع جديدة، لتصل الى 77 في المئة من السكان. وبهذا الرقم تبقى التغطية غائبة عن بعض النقاط الجغرافية التي تحتاج إلى فك عزلة المشاهدة المحلية عنها، عوضاً من تركها تهجر القنوات المحلية الى الفضائيات. وتعتمد تقنية الاستقبال الجديدة، على ضرورة توافر جهاز رقمي للاستقبال في كل بيت مغربي، علماً ان وعداً رسمياً قطع بتوفير هذا الجهاز في السوق المغربية بثمن لا يتعدى 50 دولاراً. وإضافة إلى هذا الجهاز لا بد من توافر جهاز لفك الشفرة الرقمية، وهو شبيه بالمستقبلات الرقمية للقنوات الفضائية. ومن المرتقب ان تحدث هذه التقنية ثورة في عالم المشاهدة، إذ ستقرب عدداً من القنوات التلفزيونية المنتمية إلى ما يسمى بالخدمة العمومية، إلى كل البيوت، حتى في المناطق البعيدة والنائية، علماً أن كلفة أجهزة الاستقبال لا تساعد جميع الأسر على شرائها، لتدني القدرة الشرائية.