هذا السؤال طرحته على نفسي وانا اشاهد واسمع هذا "الاحتراب" او "الانتحار" الفلسطيني - الفلسطيني، هل فلسطين من حق الفلسطينيين وحدهم ؟! نشأت في عرعر شمال المملكة العربية السعودية، وكانت معلماتي أنا وجيل كامل فلسطينيات، وتم تأصيل"القضية الفلسطينية"في وجداننا ومشاعرنا... الشعب المظلوم، اللاجئ، نهتز ونحن نسمع حكايات معلماتنا آمنة من القدس رئيفة من رام الله فايزة من البيرة باسمة من نابلس، هذا ما بقي في الذاكرة. زرعن داخل جيل كامل القضية وحق العودة والأقصى الحلم، وفلسطين المغتصبة، حفظت منهن قصائد فدوى طوقان ومحمود درويش وغيرهما! ان فلسطين لا تخص قادة "فتح" و "حماس" وحدهم، لقد صدعوا رؤوسنا وذوبوا احلامنا وشرخوا ذكريات الانتفاضة، وسحبوا بساط الثقة من تحت اقدامنا، وشعرنا بدوار وألم وذهول... صور النعوش التي قتلها العدو الاسرائيلي هي هي، ولكنها الآن بين الاخ واخيه، وعليه اتخذت قراراً داخلياً برفع قضية على كل من شارك في قتل"الحلم الجميل"، للشكل الجميل للمناضل الفلسطيني في ذهني وذهن كل اطياف المجتمعات العربية، ما هذا الذي يحصل؟ من سيترافع في قضيتي هذه؟ أريد ان ارفع قضية ضد من قتلوا هذا الحلم، ومن اراقوا دماء شباب وأضاعوا جهودهم في احزاب واحزاب، لنا في فلسطين شيء كثير كثير. كل العرب اشتركوا مع الفلسطينيين في الألم وسحر العودة وقصائد الحياة، ترى ما القصيدة القادمة لشاعر فلسطين الكبير محمود درويش؟ وماذا سنسمع من الشاعر سميح القاسم؟! وهل سنستمتع ب"أخي جاوز الظالمون المدى"بعد ان تجاوز الإخوة المدى؟ أريد محامياً يرفع قضيتي وقضية العرب ليصمت هذا الهزل. تعبنا، فلسطين ليست حقاً مكتسباً لا ل"فتح"ولا ل"حماس"ولا لغيرهما، هم نسجوها في خيالنا ومشاعرنا، ثم بعد ذلك يأتون ليشوهوا الحلم في خيالنا، ليس من حق أي فلسطيني من المسؤولين ان يتصرف وكأن فلسطين تخصه وحده، لقد زرعتم داخلنا منذ مقاعد الدراسة القضية، ثم تأتون لتنزعوا الحلم، حلم جيل عربي، بل أجيال. أحتاج إلى محام يترافع بالنيابة عني وعن جماهير الشعوب العربية المذهولة والمندهشة مما يحصل، هل هذا هو الحلم؟! عندما سمعت نداء الملك عبدالله بن عبدالعزيز شعرت كأنه يقول ما أريد ان اقوله، وانه ايضاً عاش الحلم الفلسطيني الجميل، وغضبت لمحاولة تشويه الحلم داخله وداخلنا، شكراً يا ملكنا! تعبنا فأنصفونا، نريد ان نكسب قضيتنا معكم ايها الفلسطينيون، لماذا هذا ولماذا ذاك؟ استحضرت صور كل معلماتي المكافحات في الغربة بقوة واعتزاز وشرف، وحديثهن الصادق لزرع القضية داخلنا. كفى... هذا الشباب الواعد يضيع، شباب فلسطين من حق كل العرب، لا تضللوهم بأي شعار. نشعر بحزن، وحال الحزن تلعب هذه الايام بأرض العرب، فلا لبنان لبنان، ولا العراق العراق، ولا فلسطين فلسطين، أما الغريب فحلال عليه الدهشة معنا نحن العرب، سنرفع القضية هذه المرة لنحاكم من قتل الحلم داخلنا من كل المتقاتلين. وعندما يصدر الحكم لن نعفو ولن نصفح، لأن قتل الحلم يعني القضاء على كل تخطيط لحلم مقبل. فلسطين ليست من حقهم وحدهم. تذكروا ايها الزعماء اننا لم نضلل بحبها، لكننا ضُللنا بكم. وتبقى فلسطين في وجداني، بالضبط كما علمتني معلماتي. لكنني سأربح القضية عندما تتوقف المهزلة الارضية، مع الاعتذار لروح الاديب يوسف ادريس رحمه الله، فحقاً انها مهزلة ارضية! وأما محامي الدفاع فلا بد من ان يتبرع بجهده، لأننا - كل العرب - الآن بلا جهد! * كاتبة سعودية