بدأت القوات الاميركية والعراقية تطبيق خطة امن بغداد المنتظرة لانهاء اعمال العنف التي تودي بحياة العشرات يوميا منذ حوالي العام عبر حملات دهم لاماكن يشتبه بوجود مطلوبين او اسلحة فيها. وقتل 8 جنود أميركيين، بينهم 7 بسقوط مروحية من طراز "شينوك" أعلن تنظيم"القاعدة"مسؤوليته عن اسقاطها. واعلن المتحدث باسم الجيش الاميركي الميجور جنرال وليام كالدويل ردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي حول موعد البدء بتطبيق الخطة الامنية، ان"الخطة تنفذ بشكل كامل في الوقت الذي اتحدث فيه معكم". لكن مصدرا مقربا من رئيس الوزراء نوري المالكي اكد في وقت لاحق ان العملية"تتعلق بتشديد الامن حول منطقة الاعظمية اثر تلقي معلومات عن وصول مقاتلين الى هناك". وتتضمن الخطة نشر حوالي 85 الف عسكري اميركي وعراقي في شوارع بغداد لفرض الامن وكبح اعمال العنف المذهبي التي تودي بحياة عشرات العراقيين يوميا. وشدد على ان العملية تجري بقيادة اللواء عبود قنبر موضحا ان"الجيش العراقي ما يزال ينقل المزيد من الجنود الى المدينة". من جهته، قال الميجور جنرال كينيث هانزكر المسؤول عن تدريب قوات الشرطة"هناك 54 مركزا للشرطة في بغداد حاليا سيتم استخدامها في تنفيذ الخطة"موضحا ان عدد عناصر الشرطة المشاركين في الخطة"يبلغ حوالي 25 الفا". واضاف كالدويل"ان القوات الاميركية ستدخل الاحياء هذه المرة"بعد ان كانت تقوم فقط بدوريات او حملات دهم قبل ان تغادر. وتابع:"هناك 10 مراكز امنية مشتركة بدأت العمل على ان يكون العدد النهائي ثلاثة اضعاف هذا الرقم". وكان مصدر اميركي اعلن ان قوة مشتركة قوامها الفا جندي اميركي وبضع مئات من الجنود العراقيين بدأت عملية عسكرية في حي الاعظمية مساء الثلثاء موضحا انها بداية خطة اعادة الامن الى العاصمة. وقال الميجور روبي بارك من لواء"سترايكر"ان"القوة الاميركية والعراقية تقوم بعملية تمشيط في الاعظمية كجزء من الخطة الامنية الجديدة بمشاركة ثلاث كتائب من الفرقتين السادسة والتاسعة من الجيش العراقي والشرطة الوطنية". واضاف ان"القوة اعتقلت ما لا يقل عن 20 شخصا في نطاق عملياتها في مناطق الشعب واور والاعظمية". وتضمنت العملية تفتيش عشرات المنازل في الاعظمية وحولها حيث عثرت على"كميات كبيرة من الاسلحة". واكد سكان في مناطق اور والشعب والبلديات شرق ان قوات مشتركة شنت حملة دهم وتفتيش اعتقلت خلالها عددا غير محدد من الاشخاص طوال الثلثاء. كما انتشرت الثلثاء قوات تابعة للشرطة بكثافة قرب مداخل مدينة الصدر، معقل"جيش المهدي"التابع للزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر. كما لوحظ تمركز دبابات وعربات مدرعة تابعة لقوات الجيش في شوارع متفرقة في مناطق اخرى. واعلن ضابط اميركي رفيع المستوى ان خطة امن بغداد والتحضيرات المرافقة لها"تمضي قدما وهذا كله جزء منها وبالتالي لا يمكن القول انها تبدأ في يوم محدد". واوضح رافضا ذكر اسمه"انها عملية على مراحل، وكل مرحلة تساهم في تشكيل الخطة". واضاف ان"العملية بدأت، وستستغرق خطة امن بغداد وقتاً، ومدتها لن تكون ثلاثة ايام او ثلاثة اسابيع". وتابع المصدر ان"الخطة الامنية عبارة عن عملية متكاملة تتضمن تحركات للجنود وشؤون لوجستية ... يجب النظر الى العملية بمجملها بدلا من ان تفكر انها حملة دهم او عملية في احد الاحياء. انها اكبر من هذا بكثير". وتابع:"هناك لواء سترايكر ومزيد من الجنود يصلون الى بغداد الى معسكر فيكتوري قرب المطار كما هناك الامدادات والمزيد من الجنود العراقيين بحيث ان الفرق في اعدادهم شاسع جدا مقارنة مع السابق". واكد الضابط ان"كل هذه العناصر تشكل العملية ومجموعها يجعل منها خطة امن بغداد". من ناحية اخرى أكد مسؤول عسكري أميركي رفض كشف اسمه مقتل 7 جنود أميركيين جراء سقوط مروحيتهم أمس، وتبنى تنظيم"القاعدة"في العراق في بيان على الانترنت اسقاط مروحية من نوع"شينوك"في منطقة الكرمة قرب بغداد. وذكر المسؤول الأميركي ان المروحية سقطت في منطقة بين بغداد والفلوجة بسبب خلل فني على الأرجح، فيما ذكر ضابط عراقي ان المروحية أسقطت بصاروخ مضاد للطائرات. وجاء في بيان موقع باسم"دولة العراق الاسلامية"التي يهيمن عليها تنظيم"القاعدة":"في صبيحة هذا اليوم .. وفي تمام الساعة العاشرة وأربعين دقيقة تمكنت كتيبة الدفاع الجوي التابعة لدولة العراق الاسلامية في منطقة الكرمة من اسقاط طائرة من نوع شينوك واحراقها بالكامل". واضاف البيان الذي لا يمكن التأكد من صدقيته"شاهد اسقاط المروحية المئات من الناس وعلت أصواتهم بالتكبير والتحميد". واكد المتحدث باسم الجيش الاميركي الميجور جنرال وليام كالدويل في وقت سابق سقوط احدى مروحيات القوات الاميركية أمس في العراق من دون ان يحدد عدد الاصابات او مكان الحادث. وقال ان"الجيش يحقق في تقارير تشير الى تحطم مروحية نقل من طراز شينوك"قرب بغداد. وأضاف أن الطائرة سقطت على بعد نحو 19 كيلومترا شمال غربي بغداد. ولم يوضح ما اذا كانت أسقطت بسبب خلل فني أو بفعل نيران أرضية. وبامكان هذا النوع من المروحيات نقل 30 جنديا وطاقمها مكون من ثلاثة اشخاص. والحادث هو الخامس من نوعه خلال ثلاثة اسابيع. وكان الجيش الاميركي اكد الاحد الماضي ان مسلحين اسقطوا خلال الاسابيع الثلاثة الماضية ثلاث مروحيات كانت تقل 20 جنديا بالاضافة الى مروحية اخرى تابعة لشركة أمن اميركية خاصة. وقال كالدويل"تبين ان المروحيات الاميركية الاربع اصيبت كما يبدو بنيران المسلحين ما ادى الى سقوطها". الى ذلك، اعلن الجيش الاميركي وفاة احد عناصر مشاة البحرية المارينز بنيران مسلحين في محافظة الانبار غرب العراق. وبذلك يرتفع الى 3099 عدد العسكريين الاميركيين الذين قضوا في العراق منذ بدء الحرب في اذار مارس 2003. من جهة أخرى، قتل خمسة اشخاص وأصيب آخرون بجروح في اعمال عنف طالت مناطق متفرقة في العراق. واوضح مصدر أمني ان"شخصا قتل واصيب آخر بجروح من العاملين في مجلس الوزراء جراء اطلاق نار استهدف سيارتهم على الطريق الرئيسي قرب جامع ابن تيمية ام الطبول سابقا، غرب بغداد". واضاف ان"اربعة اشخاص بينهم ضابط شرطة اصيبوا بجروح بانفجار عبوة ناسفة في منطقة بغداد الجديدة شرق بغداد". كما اعلن مصدر في وزارة الدفاع"مقتل شخص واصابة ثلاثة آخرين من موظفي وزارة الداخلية بانفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارتهم في حي الكرادة وسط بغداد". واضاف ان"شخصا قتل واصيب سبعة آخرون بجروح جراء سقوط قذيفتي هاون في منطقة الراشدية، عند الاطراف الشمالية الشرقيةلبغداد". وفي الموصل 370 كلم شمال بغداد، اعلن العقيد عبدالكريم الجبوري من الشرطة"مقتل رجل وزوجته بنيران مسلحين في حي العريبي غرب". الى ذلك، قال مصدر مسؤول في قناة"العراقية"الحكومية ان ثلاثة من حرس المقر العام في الكرخ غرب دجلة قتلوا واصيب رابع بجروح عندما اطلق افراد حماية تابعون لشركة امنية خاصة النار عليهم ظهر أمس. واعلنت وزارة الدفاع العراقية في بيان ان قوات الجيش تمكنت خلال عمليات عسكرية في مختلف المناطق من"قتل 14 ارهابياً بينهم 10 في الرمادي 110 كلم غرب بغداد و2 في بغداد و2 في الموصل، واعتقال 13 آخرين"واعتقال عشرات المشتبه بهم خلال فترة 24 ساعة.