اعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن قناعته بضرورة وضع "آلية عمل دائمة في اطار الرباعي الدولي للمساعدة اقتصاديا وسياسيا للتسوية في الشرق الاوسط" وقال ان اللجنة ستعود الى الاجتماع قريبا، فيما اشارت اوساط روسية الى ان الاجتماع الاخير في واشنطن اظهر وجود خلافات كبيرة بين اعضاء اللجنة الرباعية، وان التباين في المواقف يزيد من تعقيد الوضع في الاراضي الفلسطينية. واعتبر لافروف ان اجتماع"الرباعي الدولي"روسياوالولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة الاخير في واشنطن كان ايجابيا لأنه"يوجد ادراك عام وحتى اتفاق على ضرورة الانتقال بعمل اللجنة نحو آلية اكثر فعالية". وقال في اول تعليق بعد عودته من واشنطن الى العاصمة الروسية ان المطلوب هو وضع آلية دائمة للمساعدة اقتصاديا وسياسيا في دفع عملية التسوية في الشرق الاوسط، معتبرا ان اللقاءات الحالية ليست فعالة بشكل كاف ويجب دفعها نحو مستوى جديد. وزاد انه نوقشت خلال الاجتماع الاخير ضرورة عقد لقاءات دورية مع طرفي النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي كذلك اشراك الدول المعنية في المنطقة وبالدرجة الاولى السعودية ومصر والاردن. واعرب الوزير الروسي عن اعتقاده بأن اللجنة الرباعية ستعود الى الانعقاد بعد جولة نظيرته الاميركية كوندوليزا رايس في المنطقة حيث من المقرر ان تلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت. وبرغم تركيز لافروف على جوانب الاتفاق داخل"الرباعي"اعتبرت اوساط روسية ان المحادثات الاخيرة اظهرت خلافا كبيرا في المواقف. ولفت رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الروسي ميخائيل مارغيلوف إلى ان الحصار المالي المفروض على الفلسطينيين شكل العنصر الخلافي الاساسي خلال الاجتماع، موضحا أن روسيا تقف ضد العقوبات المفروضة على"حماس"وتعتقد انها سبب اساسي لتأجيج الازمة الداخلية الفلسطينية في حين تعارض واشنطن هذا الرأي. ورأى مارغيلوف ان التباين في مواقف اعضاء الرباعي الدولي يمكن ان يفاقم الازمة الداخلية الفلسطينية ويؤدي الى نقلها الى الضفة الغربية. واشار برلمانيون روس الى أن محادثات واشنطن أظهرت أن الجانبين روسياوالولاياتالمتحدة لا يستطيعان إيجاد لغة تفاهم مشتركة حيال غالبية القضايا الدولية المحورية، وخصوصا قضية الشرق الأوسط. اذ رفض الجانب الأميركي دعوة روسية إلى بدء حوار مع حركة"حماس"وإشراك سورية وإيران في العملية السلمية. وتجاهل البيان الصادر في ختام الاجتماع الاشارة الى ذلك اصلا. واعتبرت المصادر البرلمانية ان موسكو اضطرت الى قبول البيان الصادر بتمديد الحصار على الفلسطينيين برغم اعتراضها عليه من اجل اظهار موقف موحد. كما تم خلال اجتماعات واشنطن تجديد رفض الاقتراح الروسي بعقد مؤتمر دولي خاص بالشرق الأوسط والذي قوبل منذ طرحه قبل عامين باعتراضات قوية من جانب الولاياتالمتحدة واسرائيل .