بسط مقاتلو "طالبان" سيطرتهم على اقليم قلعة موسى في ولاية هلمند المحاذية للمثلث الحدودي مع باكستان وايران، جنوبافغانستان أمس. وشكل هذا التطور حدثاً بارزاً، إذ أحبط أبرز محاولة للقوات الدولية لتشجيع القبائل الافغانية على ادارة شؤونها من دون الاعتماد على دعم التحالف، بعد هجوم شنه مقاتلو"طالبان"على مقر حاكمية الولاية ليل الخميس - الجمعة. تزامن ذلك مع تأكيد الرئيس الباكستاني برويز مشرف أمس، أن"الحرب على الإرهاب"في افغانستان واجهت"فشلاً استراتيجياً"بسبب تجاهل واشنطن وكابول والمجتمع الدولي محاولة كسب ثقة الشعب الأفغاني الذي"بات يؤيد حركة طالبان ويحمي مقاتليها في الولاياتالجنوبية". راجع ص 8 وأكد محافظ قلعة موسى، حسب الله وفا، ان عشرات من مقاتلي"طالبان"قدرهم شهود بين 200 و300 دخلوا الى مركز الاقليم ليل الخميس - الجمعة، وجردوا الشرطة من السلاح وأطلقوا النار على مبنى الحاكمية فأصابوه بأضرار بالغة. وأضاف ان زعماء القبائل الذين ابرموا اتفاق سلام مع الجيش البريطاني في ايلول سبتمبر الماضي، فروا من المبنى حيث شكلوا مجلساً محلياً لإدارة شؤون المنطقة. وكانت القوات البريطانية انسحبت من الاقليم بعد تعهد هؤلاء الزعماء ابقاء"طالبان"بعيداً من الولاية. واعترفت السلطات الافغانية العام الماضي بأنها فقدت السيطرة على بلدات في ولايتي هلمند وقندهار الجنوبيتين، قبل ان تستعيدها بدعم من القوات الأجنبية. في غضون ذلك، اعترف مشرف للمرة الاولى بأن باكستان اخفقت في قطع الدعم ل"طالبان"من أراضيها، واحتواء تأييد الاوساط الباكستانية واللاجئين الأفغان للحركة، لكنه تعهد ان تواصل بلاده جهودها"حتى النصر، في هذه الحرب الطويلة". وشدد مشرف في مؤتمر صحافي على ان"مسؤولية الفشل مشتركة، خصوصاً أن طالبان تخوض معركتها الأصلية في أفغانستان وليس باكستان التي لا يمكن اتهامها بالتقصير، باعتبارها ساهمت في تقديم نسبة المعلومات الأكبر للقوات الأميركية، ما ساهم في اعتقال قادة في الحركة وحلفائها في تنظيم القاعدة". وأشار الى ان باكستان أقامت 985 مركز مراقبة ونقطة تفتيش داخل حدودها"فيما لم تتجاوز نقاط المراقبة الأميركية والأجنبية والأفغانية، في الجانب الآخر، مئة". في بريطانيا، فتحت وزارة الدفاع تحقيقاً لكشف كيفية تسرب بيانات ل25 جندياً مسلماً مصنفة بأنها"سرية"، الى"إرهابيين"اعتقلوا في برمنغهام الاربعاء الماضي، ومهدت لوضعهم مخططاً لخطف جندي وذبحه. وفي واشنطن أخلي مركز المؤتمرات في البيت الابيض، الذي يستخدم موقتاً كمركز صحافي، بعد الاشتباه في وجود طرد مريب تبين لاحقاً عدم احتوائه مواد خطرة.