بدأ الكروات في البوسنة محاولات جديدة للانفصال عن الاتحاد الفيديرالي الذي يجمعهم مع المسلمين البوسنيين، واستحداث كيان خاص بهم يتمتع بالحقوق الواسعة نفسها الممنوحة للكيان الصربي الجمهورية الصربية الذي يسيطر على 20 في المئة من الأراضي البوسنية. واتخذت المساعي الكرواتية هذه المرة نهجاً جديداً، باعتمادها حملة شاملة لجمع التواقيع في العاصمة ساراييفو والمناطق الكرواتية جنوب البوسنة وجنوب غربيها، بعدما كانت تقتصر سابقاً على مذكرات الاحزاب القومية الى المسؤولين الدوليين والمطالب البرلمانية والتصريحات الصحافية. وأفاد تلفزيون مدينة موستار جنوب البوسنة التي يعتبرها الكروات البوسنيون عاصمتهم أمس، أن"الحملة تحظى بتأييد واسع، وتمّ جمع آلاف التواقيع المؤيدة لحق الشعب الكرواتي بتقرير مصيره داخل جمهورية البوسنة - الهرسك، اعتماداً على اتفاق دايتون المبرم برعاية أميركية بين المسلمين والصرب والكروات نهاية 1995 لوقف الحرب الأهلية الذي يمثل الدستور النافذ للبلاد". وأضاف أن"الحملة تجرى من دون مشكلات، وتلقى مساندة كبيرة من المجالس البلدية والاحزاب السياسية". وحظيت المساعي الكرواتية للانفصال عن المسلمين، بدعم متواصل من الصرب، لأنها ستؤدي الى تقويض وحدة البوسنة وتوفير فرص النجاح للأهداف الانفصالية الكاملة التي يتطلع اليها الصرب والكروات البوسنيون. وكان الكروات البوسنيون قبلوا في اتفاق دايتون بالتقسيم الحالي لجمهورية البوسنة - الهرسك، بضغط من الرئيس الكرواتي الراحل فرانيو توجمان الذي كافأته الولاياتالمتحدة على ذلك بمساعدته في القضاء على الحركة المسلحة الصربية التي اندلعت في منطقة كرايينا جنوب غربي كرواتيا منذ بدء انهيار يوغوسلافيا السابقة عام 1991 واستمرت لغاية 1995، في حين تمت مكافأة الكروات البوسنيين بمنحهم جنسية جمهورية كرواتيا مزدوجة مع جنسيتهم البوسنية.