تراجع الشاب المصري الكندي المتهم بالتجسس لحساب إسرائيل محمد عصام العطار عن اعترافاته في أولى جلسات محاكمته أمس، مؤكداً أنه أدلى بها تحت وطأة التعذيب. وأرجأت محكمة أمن الدولة العليا طوارئ في القاهرة إلى الأربعاء المقبل محاكمة العطار وثلاثة من ضباط الاستخبارات الإسرائيلية"موساد"، يحاكمون غيابياً، بناء على طلب الدفاع إمهاله للإطلاع على أوراق القضية. وبدأت أمس في مجمع محاكم القاهرة الجديدة أولى جلسات محاكمة العطار وسط حضور إعلامي كبير وإجراءات أمنية مشددة. وانسحب محامي الدفاع رجب العسال من المحاكمة. وانتدبت المحكمة محامياً آخر، هو إبراهيم البسيوني، حضر الجلسة وطلب إمهاله للاطلاع على ملف القضية. وأثبت القاضي حضور العطار 31 عاماً، وهو طالب سابق في جامعة الأزهر، وغياب المتهمين الثلاثة دانيال ليفي وكمال كوشبا وتونجاي توباي. وأكد رئيس نيابة أمن الدولة العليا هاني حمودة أن السلطات أعلمت المتهمين الفارين بالاتهامات الموجهة إليهم. وتلا لائحة الاتهام، مشيراً إلى أن العطار"تخابر مع من يعملون لحساب دولة أجنبية بقصد الإضرار بالمصالح القومية للبلاد، خلال الفترة من آب اغسطس 2001 وحتى كانون الثاني يناير 2007، خارج مصر وداخلها". وأضاف أنه"اتفق مع المتهمين الثلاثة من ضباط الاستخبارات الاسرائيلية على التعاون معهم وإمدادهم بتقارير ومعلومات عن بعض المصريين والعرب المقيمين في تركياوكندا وانتقاء من يصلح منهم للتخابر مع إسرائيل". وأضاف أن المتهم تلقى 56 ألف دولار مقابل تعاونه. وأنكر العطار الاتهامات من وراء القضبان، عندما سأله عنها رئيس المحكمة المستشار السيد الجوهري. وأكد أن اعترافاته أمام النيابة جاءت تحت التعذيب، مشيراً إلى أنه تعرض لضغوط شديدة دفعته إلى الاعتراف. وطلب من المحكمة السماح له بالتحدث، إلا أن الجوهري نصحه بعدم التحدث إلا بعد العودة إلى محاميه حتى لا يضر موقفه القانوني. وكانت التحقيقات في القضية أشارت إلى أن العطار سافر إلى تركيا في 2001، حيث التقى أحد الضباط الثلاثة المتهمين واتفق معهم على إمداده بمعلومات عن الجاليات العربية هناك، قبل أن يسافر إلى كندا ويغير ديانته إلى المسيحية واسمه إلى جوزيف رمزي العطار. وأشارت التحريات إلى أن هذه الخطوة جاءت لاختراق صفوف أقباط المهجر في كندا، سعياً إلى تجنيد بعضهم لحساب الاستخبارات الإسرائيلية.