فيما يبدو أشد انتقاد لأداء حلفائنا على الطرف الآخر من الحدود بين باكستانوأفغانستان، دعا حاكم إقليم الحدود القوات الأميركية وقوات الناتو لمجاراة الخطوات التي قامت بها الحكومة الباكستانية في الحرب على الإرهاب. وتزامنت تصريحات الحاكم مع تقارير عن وشك قيام قوّة من طالبان، تقدّر بعشرة آلاف مقاتل، بشنّ هجمات الربيع. والحاكم، وهو أوركزي، أبرم اتفاق أيلول سبتمبر مع قبائل وزيرستان الشمالية. وهو ثاني أبرز شخصيّة باكستانية تنتقد، في شكل لاذع، أداء قوّات التحالف في أفغانستان بعد الانتقادات التي وجّهها الرئيس برويز مشرّف في مؤتمره الصحافي في 2 شباط فبراير. وبينما وجّه الرئيس مشرّف نقده إلى الأداء التكتيكي للحرب على الإرهاب، قال إنّ تسييج الحدود مع افغانستان يخصّ باكستان وحدها، حصر الجنرال أوركزي نقده على الوضع السياسي الأفغاني. وحذّر من أنّ الحرب بأفغانستان بدأت تنحو نحو حرب تحرير وطنية جرّاء الإحباط الذي أصاب قوم الباشتون. وعلى رغم أن الرئيس الأفغاني، حامد كرزاي، هو من قوم الباشتون، فغالبية أعضاء حكومته, والدوائر الرسمية الأفغانية، من الأقلّيات العرقيّة الأخرى، وخصوصاً الطاجيك والأوزبك. وكان كرزاي أنعم على قادة الحرب السابقين، المتّهمين بالفساد، بتركهم يصولون ويجولون في ولاياتهم. فردّوا جميله عليهم، بتحويل ولايات أفغانستان إلى أملاك خاصة، على خلاف الحال في الجنوب والشرق الأفغانيين. وأبرز ما ذهب إليه حاكم بيشاور هو دعوته إلى السعي في حل سياسي. فهزيمة طالبان تقتضي أعواماً. فعلى حكومة كابول، في الأثناء، مفاوضة طالبان على القضايا التي ينفع الحوار في حلّها. ولكن والحق انه يتعذّر على إدارة الرئيس بوش قبول حوار مع طالبان. فالتهوّر، في العراقوأفغانستان، هو ما يحكم سياسة إدارة بوش الخارجية. ولكن على باكستان أن تثبت للعالم أنّ سياسة العصا والجزرة تؤتي ثمارها، وأنّ تسييج بعض المناطق على الحدود يوقف عمليات التسلّل، من الطرفين، عبر الحدود. عن "دون" الباكستانية ، 18 /2/ 2007