يقف بطلا النسختين الاخيرتين برشلونة الاسباني وليفربول الانكليزي وجهاً لوجه اليوم، على ملعب"نو كامب"في ذهاب الدور ثمن النهائي من مسابقة دوري ابطال اوروبا لكرة القدم. وبقدر اهمية اللقاء بين الفريقين العريقين يطرح سؤال اهم حول امكان إشراك مدرب برشلونة الهولندي فرانك رايكارد لمهاجمه الكاميروني صامويل ايتو، بعدما طلب الاخير استبعاده من مباراة الفريق الاخيرة امام فالنسيا في الدوري المحلي. وكان هداف الدوري الاسباني في الموسم الماضي اوعز قراره الى سعيه لاستعادة كامل لياقته البدنية بعد ابتعاده عن الملاعب لمدة 4 اشهر تقريباً بسبب اصابة في الركبة، بينما ربطت تقارير صحافية القرار بالمشادة العلنية التي حصلت بينه وبين رايكارد وشارك بها نجم الفريق البرازيلي رونالدينيو. عموماً، يبدو برشلونة في حاجة ماسة الى ايتو بعدما بدا العقم على خط هجومه امام فالنسيا 1-2 الاحد الماضي، اذ فشل الايسلندي ايدور غوديونسون في تشكيل خطر حقيقي على المرمى، وجاء هدف الفريق الكاتالوني الوحيد من كرة ثابتة سددها رونالدينيو. الا ان رايكارد ابدى ثقته من قدرة فريقه على العودة الى مستواه المعهود امام ليفربول لتخطي كبوته على الصعيد المحلي، إذ يحتل المركز الاول بفارق الاهداف عن اشبيلية الوصيف. ولا تختلف الحال كثيراً ناحية ليفربول بعد تردد انباء عن مشادة كبيرة حدثت بين مهاجم الفريق الويلزي كريغ بيلامي وزميله النروجي جون ارنه ريزه خلال معسكر الفريق في البرتغال. الا ان ليفربول يبدو معنوياً افضل من برشلونة، كونه حقق سلسلة من النتائج الجيدة في الدوري الانكليزي الممتاز، ما جعله يحتل المركز الثالث على لائحة الترتيب، وهو في حال بدنية جيدة كونه لم يلعب في نهاية الاسبوع الماضي لتوقف بطولة الدوري افساحاً في المجال امام مباريات مسابقة كأس انكلترا. واعتبر قائد"الحمر"ستيفن جيرارد ان المشكلات الطارئة لن تؤثر في فريقه الذي يحتاج الى التركيز امام جمهور برشلونة العريض، مضيفاً:"نملك الخبرة اللازمة للتعايش مع اجواء نو كامب، لذا ليس هناك اي داع للخوف. اذا قلقنا من المواجهة فان برشلونة سيجعل ليلتنا كابوساً حقيقياً لأنه فريق رائع". وتحمل الموقعة طعماً خاصاً لمدرب ليفربول الاسباني رافايل بينيتيز، لأنه سيواجه احد ابرز الفرق في وطنه الام، وينطبق الامر عينه على الحارس بيبي راينا ولاعب الوسط المميز شابي الونسو، فيما سيفتقدها مهاجم برشلونة السابق لويس غارسيا المصاب. ويعود البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب تشلسي الانكليزي مرة اخرى لمواجهة فريقه السابق بورتو على ملعب"استاديو دو دراغاو". ومعلوم ان مورينيو قاد الفريق البرتغالي الى كأس الاتحاد الاوروبي عام 2003، وأتبعه بلقب دوري الابطال في 2004، قبل ان يحط به الرحال في الفريق اللندني، الذي يقدم مستوى مرتفعاً في الاونة الاخيرة محرزاً 6 انتصارات متتالية من دون ان يدخل مرماه اي هدف، وهو لم يتذوق طعم الخسارة منذ سقوطه امام ليفربول صفر-2 في نهاية الشهر الماضي. ويأمل مورينيو الذي اراح بعض لاعبيه الاساسيين امثال مواطنه ريكاردو كارفاليو والفرنسي كلود ماكيليلي، تحقيق نتيجة افضل من زيارته الاخيرة الى بلاده، إذ سقط امام بورتو ضمن الدور الاول في الموسم قبل الماضي. ولا يخفى ان الفريق البرتغالي قادر على تحقيق المفاجأة هذه المرة أيضاً، والدليل سحقه لنافال 4- صفر الجمعة الماضي في بطولة الدوري، ليتربع على القمة بفارق 4 نقاط عن اقرب ملاحقيه، وهو يعتمد في شكل اساسي على سرعة جناحه ريكاردو كواريسما وحنكة لاعب وسطه الارجنتيني لوتشو غونزاليز، الذي ينتظر دخوله في معركة محتدمة ضمن دائرة الوسط مع لاعب تشلسي الالماني ميكايل بالاك، العائد من الاصابة لتدعيم التشكيلة التي يبرز منها المهاجم العاجي القوي ديدييه دروغبا ولاعب الوسط الهداف فرانك لامبارد. ويعتمد انتر ميلان الايطالي على نتائجه القياسية في الدوري المحلي لتخطي عقبة فالنسيا عندما يستضيفه على ملعب"سان سيرو"بحضور عدد محدد من الجماهير 36 الف متفرج لاسباب امنية. ولطالما شكل انتر عقدة للفريق الاسباني، اذ سبق ان اخرجه من الدور ربع النهائي لمسابقة كأس الاتحاد الاوروبي موسم 2001-2002، ومن الدور عينه في دوري الابطال موسم 2002-2003، قبل ان يلحق به هزيمة مذلة 5-1 على ملعب"ميستايا"ضمن الدور الاول الموسم قبل الماضي. ويرى كثيرون ان انتر المنتشي بانتصاراته المتتالية في"سيري ا"والتي بلغ عددها 16 محطماً الرقم القياسي الاوروبي، سيكون قادراً على خطف اللقب القاري هذا الموسم للمرة الثالثة في تاريخه بعد عامي 1964 و1965، خصوصاً انه اثبت جدارته بابقائه على سجله نظيفاً خلال 29 مباراة في المسابقات المختلفة، اذ تعود اخر خسارة له الى 27 ايلول سبتمبر الماضي، وكانت امام ضيفه بايرن ميونيخ الالماني صفر-2. ومما لاشك فيه ان مدافعي فالنسيا سيقفون امام مهمة صعبة لايقاف البرازيلي ادريانو والصربي ديان ستانكوفيتش والسويدي زلاتان ابراهيموفيتش، فيما سيضطلع مدافعو انتر بالمهمة عينها امام دافيد فيا وميغيل انخيل انغولو وفرناندو مورينتيس، الذين يدخلون المواجهة بأعصاب باردة بعد فووزهم اللافت على برشلونة، والذي اعادهم الى دائرة المنافسين الاساسيين على لقب الدوري الاسباني. وعلى الملعب الاولمبي في العاصمة الايطالية روما، يلتقي روما مع ضيفه ليون بطل فرنسا في المواسم الخمسة الماضية، وهو يأمل في إظهار مستواه الطيب محلياً على الصعيد الاوروبي على رغم انه لقي نكسة الاسبوع الماضي بسقوطه امام امبولي بهدف وحيد، ما جعله يبتعد بفارق 14 نقطة في المركز الثاني عن انتر المتصدر. وقال مدرب روما لوتشيانو سباليتي:"ليون فريق قوي تقنياً وبدنياً، لكنني متأكد من تقديمنا مباراتين كبيرتين امامهم". ويعول سباليتي في شكل اساسي على قائده فرانشيسكو توتي متصدر ترتيب هدافي الدوري برصيد 14 هدفاً، والذي يدير المجموعة، وعمادها سيموني بيروتا ودانييلي دي روسي والبرازيلي مانسيني بطريقة رائعة لا تخلو من المتعة والفعالية في آن معاً. ويعود الى روما مدافعه الفرنسي فيليب ميكسيس، فيما تحوم الشكوك حول مشاركة زميله الروماني كريستيان شيفو وقد يحل مكانه ماتيو فيراري. في المقابل، حقق ليون فوزاً معنوياً على ليل في الدوري المحلي، ليستعيد شيئاً من توازنه المفقود في الفترة الاخيرة، الامر الذي جعل مدربه جيرار هوييه يعتبر ان فريقه ليس مرشحاً بقوة لتخطي منافسه بل يتقاسم حظوظ الفوز وإياه. ويأمل هوييه عودة لاعب الوسط البرتغالي تياغو لتدعيم صفوفه، وهو ربما يدفع بالثنائي الهجومي البرازيلي فريد والتشيخي ميلان باروش، لتشكيل قوة ضاربة مع صانع الألعاب المميز البرازيلي جونينيو والدولي فلوران مالودا.