جاءت حسابات بيدر القمة الثلاثية التي جمعت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت اقل كثيرا من حسابات الحقل. فقد تبددت جميع الآمال التي علقتها الاطراف على هذه القمة اثناء زيارة رايس السابقة، وحلت محلها تفاهمات عامة ليس لها رصيد يذكر في الواقع. وقال مسؤول فلسطيني رفيع شارك في القمة ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ابلغ رايس وعباس صراحة انه لا يستطيع الانخراط في مفاوضات الوضع النهائي في هذه المرحلة بسبب وضعه الداخلي"الحساس". وقدم اولمرت جملة من المطالب التعجيزية الى الرئيس عباس في هذه القمة مثل: اطلاق سراح الجندي غلعاد شاليت ووقف اطلاق الصواريخ من غزة، ومحاربة ما اسماه الارهاب. اما الرئيس عباس فطالب بالشروع في مفاوضات نهائية ذات مغزى، والافراج عن الاموال المحتجزة، وفتح المعابر التي تصل قطاع غزة بالعالم الخارجي. وفي محاولة لانقاذ القمة قدمت رايس مجموعة من الاقتراحات لتفاهمات عامة وافق عليها الطرفان تمثلت في: - الالتزام بمبدأ الحل القائم على اساس الدولتين وفق رؤية الرئيس بوش، والعمل على تحويل هذه الرؤية الى مسار سياسي. - احترام الهدنة والعمل على توسيعها لتشمل الضفة. - العمل على تنفيذ خريطة الطريق. - ضرورة التزام الحكومة الفلسطينية بشروط اللجنة الرباعية. واتُفق في القمة على عقد لقاء قريب بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت. ووعدت رايس بالعودة لعقد قمة ثانية مستقبلا. واُتفق على ان تجتمع لجنة مشتركة فلسطينية - اسرائيلية للتحضير للقاء بين عباس واولمرت في غضون عشرة أيام. وبعد محادثات استمرت اكثر من ساعتين مع عباس واولمرت في فندق في القدس قالت رايس في ايجاز صحافي:"لقد اكدنا نحن الثلاثة التزامنا بالحل السياسي القائم على اساس الدولتين، واتفقنا على ان الدولة الفلسطينية لا يمكن ان ترى النور وسط الارهاب والعنف". وأضافت:"الحكومة الفلسطينية يجب ان تلتزم نبذ العنف والاعتراف باسرائيل والالتزام بالاتفاقات السابقة". واعلنت ان اولمرت بحث مع عباس موقف اللجنة الرباعية بشأن ضرورة تعهد الحكومة الفلسطينية بعدم اللجوء الى العنف والاعتراف باسرائيل وقالت:"بحث الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء ايهود اولمرت القضايا الضرورية للاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية وموقف اللجنة الرباعية الذي يؤكد وجوب تعهد اي حكومة للسلطة الفلسطينية بعدم اللجوء الى العنف والاعتراف باسرائيل وقبول الاتفاقات الموقعة والالتزامات بما فيها خريطة الطريق". واضافت"تبادل الرئيس عباس ورئيس الوزراء اولمرت وجهات النظر بشأن الافق السياسي والديبلوماسي وكيفية التوصل من خلال ذلك الى تحقيق رؤية الرئيس جورج بوش بشأن الدولتين". وأكدت ان عباس واولمرت طلبا مساعدة الولاياتالمتحدة للتقدم في المفاوضات وقالت:"انهما كررا رغبتهما في مشاركة وقيادة اميركية بغية تسهيل الجهود الرامية الى تجاوز العقبات وحشد دعم اقليمي ودولي والتقدم نحو السلام. في هذا السياق اتوقع العودة قريبا الى المنطقة". وستكون زيارة رايس المقبلة الى المنطقة هي العاشرة منذ توليها منصب رئيسة الديبلوماسية الاميركية قبل سنتين. ورفض اولمرت تحويل الاموال المحتجزة لمكتب الرئيس عباس في هذه المرحلة. كما رفض السماح بإعادة"فتح"معبر رفح رابطاً ذلك باطلاق سراح الجندي الاسرائيلي الاسير. وكانت رايس حددت موعد هذه القمة قبيل توصل الفلسطينيين الى اتفاق مكة. وقالت مصادر ديبلوماسية غربية ان رايس تلقت نصائح بالغاء القمة بدلاً من عقدها من دون تحقيق اي نتائج، لكنها فضلت الخيار الأخير خشية حدوث فراغ سياسي. وابدت حركة"حماس"ارتياحها لموقف الرئيس عباس الرافض الاستجابة للضغوط الاميركية. وقال الدكتور اسماعيل رضوان الناطق باسم الحركة ل"الحياة":"القمة كانت فاشلة ولم تفلح الولاياتالمتحدة في الضغط على الرئيس محمود عباس لوضع عراقيل امام تشكيل حكومة الوحدة الوطنية". وكررت"حماس"مطالبتها الادارة الاميركية بفتح حوار مع الحكومة بدلاً من مقاطعتها. وقال رضوان:"ندعو الادارة الاميركية الى احترام ارادة الشعب الفلسطيني وفتح حوار مع الحكومة التي اختارها هذا الشعب".