في الميثولوجيا المصرية، "أبوفيس" كان هو الروح القديمة للشر والدمار المصممة على جر كوكب الأرض إلى عهد من الظلام الأبدي. وهذا الاسم اعتبر ملائماً، بحسب علماء هذا العصر، لإطلاقه على نيزك يشكل تهديداً لكوكب الأرض، وقد يُخلف في حال اصطدامه بكوكبنا دماراً يماثل مئة ألف مرة ما فعلته القنبلة الذرية الأميركية التي أُلقيت فوق هيروشيما نهاية الحرب العالمية الثانية. و"أبوفيس"اكتُشف عام 2004 عندما كانت مجموعة من علماء الفلك ترصد الفضاء في ولاية أريزونا الأميركية، وقيل وقتها إن احتمال اصطدامه بالأرض في 13 نيسان أبريل عام 2036 هو بنسبة واحد الى 45 ألفاً، إضافة الى احتمال اصطدام ثان عام 2037، بنسبة واحد الى 12.3 مليون. وعلى رغم أن إدارة الطيران والفضاء الأميركية ناسا قدرت بأن يصدر عن مثل هذا الارتطام غبار سيؤثر في كامل كوكب الأرض، على أن تُصاب آلاف الكيلومترات المربعة بأذى مباشر، لكن الاحتمال الضئيل لهذا الاصطدام دفع بالقضية الى الاهمال. إلا أن مجموعة من رواد الفضاء والمهندسين والعلماء رأت أول من أمس أن على الاممالمتحدة الاضطلاع بمسؤولية ارسال بعثة الى الفضاء لتحويل مسار النيزك الذي يقترب من كوكبنا. ويقول رائد الفضاء السابق روستي شويكارت إنه على رغم ضآلة احتمال الاصطدام فإن من المتوقع أن يكشف تفويض منحه الكونغرس أخيراً لوكالة الفضاء الاميركية ناسا لتطوير تعقبها للكويكبات القريبة من الأرض، عن مئات إن لم يكن ألوف الصخور الفضائية المهددة للأرض في المستقبل القريب. ويقول شويكارت الذي كان أحد أفراد مركبة الفضاء"أبولو 9"التي دارت حول القمر في آذار مارس عام 1969 لمؤتمر للجمعية الأميركية لتقدم العلوم في سان فرانسيسكو:"لا نتابع ابوفيس فقط. نحتاج الى مجموعة من المبادئ العامة لمعالجة هذه القضية". ويعتزم شويكارت أن يقدم الى لجنة الاممالمتحدة في شأن الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي أحدث التطورات في خطط وضع ورقة عمل لرد فعل عالمي على تهديد النيزك هذا الاسبوع. وتعتزم جمعية مستكشفي الفضاء التي تضم رواداً سابقين، استضافة سلسلة من ورش العمل على مستوى عال هذا العام لاستعراض الخطة والتقدم باقتراح رسمي للأمم المتحدة عام 2009.