في أول خطوة من نوعها منذ بدء الحرب العام 2003، طعن مجلس النواب الأميركي باستراتيجية الرئيس جورج بوش لزيادة عدد القوات الأميركية في العراق وصوت بأكثرية ملحوظة على قرار غير ملزم يرفض خطة البيت الأبيض ويعد لخطوات اشتراعية اضافية لسحب القوات. ووافق المجلس بأكثرية 246 نائبا 182 ضد القرار ليل الجمعة على قرار يعترض على الاستراتيجية الجديدة التي ترسل تعزيزات اضافية بحوالي 21 ألف جندي الى العراق، ويمتنع عن اعطاء البيت الأبيض الغطاء الاشتراعي الضروري لأي رئيس في فترة الحرب. وجاء القرار، غير الملزم في نصه، بعد تأييد ساحق من الديموقراطيين الذين سيطروا على الغالبية أول السنة، وانقسام في صفوف الجمهوريين الذين صوت 17 منهم لتمريره. وشكلت الخطوة التحدي الأول الذي يطلقه الكونغرس ضد البيت الأبيض في موضوع الحرب وشبهها الخبراء بتصويت السلطة الاشتراعية في 1970 لسحب الموافقة حول حرب فييتنام أيام الرئيس الراحل ريتشارد نيكسون. ودعا القرار المقتضب في نصه صفحة واحدة بوش الى عدم زيادة القوات الأميركية في العراق واعلن رفضه للخطوة وشدد على ضرورة الوقوف وراء الجنود الأميركيين واعطائهم الحماية اللازمة. وقالت زعيمة الديموقراطيين في المجلس نانسي بيلوسي إن القرار"غير الزامي انما تعبير عن توجه جديد في مسار الأمور في العراق لانهاء القتال ولعودة القوات الأميركية الى ديارها". وجاء القرار بعد أسبوع من المناقشات في الكونغرس استمرت 44 ساعة و55 دقيقة، وتحدث فيها 392 نائبا. وفقدت الحرب في العراق تأييد أكثرية الأميركيين 63 في المئة وبعدما ذهب ضحيتها 3100 جندي أميركي. ومع رفض الرئيس بوش التعليق على القرار، حض الناطق باسم البيت الأبيض توني سنو الكونغرس على عدم عرقلة الموازنة السنوية للحرب، التي لوح الديموقراطيون، على لسان النائب جون مرثا بوضع قيود عليها، بعضها يتعلق بالاستراتيجية الجديدة. وقال مرثا، وهو رئيس اللجنة النيابية التي تشرف على الموازنة، إن الموافقة على ال93 بليون دولار للحرب سترتبط بشروط منح القوات المعدات اللازمة والفرص بين دورات التعبئة. ولحق تصويت مجلس النواب اجتماع استثنائي لمجلس الشيوخ أمس لدرس قرار مماثل، حظي بموافقة الأكثرية أيضاً. وغاب عن جلسة مجلس الشيوخ المرشح الجمهوري الأبرز للرئاسة في 2008 جون ماكاين المؤيد لاستراتيجية بوش، فيما حضرته النائب هيلاري كلينتون ومرشحون آخرون مثل باراك أوباما وجوزيف بايدن، والمعارضون لخطة البيت الأبيض، اضافة الى نواب جمهوريين بارزين مثل تشاك هاغل وجون وارنر.