تشهد الايام المقبلة تحركات ديبلوماسية ناشطة على الساحة الدولية من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، الاول يحاول تسويق"اتفاق مكة"وحكومة الوحدة من اجل رفع الحصار، والثاني يسعى الى اقناع المجتمع الدولي بالتمسك بالشروط التي حددتها اللجنة الرباعية للاعتراف بأي حكومة فلسطينية. في هذا الصدد، قال الرئيس محمود عباس ان على اسرائيل ان تتعامل مع"الامر الواقع"في ما يخص الحكومة المقبلة التي سيكلف رئيس الوزراء اسماعيل هنية بتشكيلها وفقا ل"اتفاق مكة"، في وقت نأت اسرائيل بنفسها عن رفض الاتفاق، معوّلة على أن تقوم اللجنة الرباعية الدولية بمهمة الرفض من خلال التسمك بشروطها. في الوقت نفسه، تجاهلت اسرائيل الاحتجاجات العربية والاسلامية على اعمال البناء والحفريات قرب المسجد الاقصى، وصادقت حكومتها رسميا وبالإجماع على مواصلة"أعمال الترميم في طريق باب المغاربة". راجع ص 4 و5 في هذا الوقت، نفت الرياض ما تردد عن أن المملكة العربية السعودية وعدت بتقديم مساعدات بمبلغ بليون دولار لحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية بعد إعلان تشكيلها. وقال المحرر السياسي لوكالة الأنباء السعودية إن المصادر السعودية أكدت أنه لا صحة على الإطلاق لما رددته بعض وكالات الأنباء من تصريحات لمسؤول فلسطيني بأن المملكة وعدت بتقديم مساعدات بمبلغ بليون دولار لحكومة الوحدة. وأضاف أن اتفاق مكةالمكرمة"تم بلقاء القادة الفلسطينيين في رحاب بيت الله الحرام في مكةالمكرمة، وبتفاهمهم وإرادتهم الصادقة الأمينة المتجردة، ومن دون شروط مسبقة، ولا تدخلات خارجية من أي طرف، ومن دون أي وعود من أي جهة، ولم يكن له من دافع سوى إخلاص القادة الفلسطينيين لشعبهم وقضيتهم". وفي عمان، نقلت وكالة الانباء الاردنية الرسمية بترا عن عباس قوله عقب لقائه رئيس الوزراء الاردني معروف البخيت:"على الاسرائيليين ان يتعاملوا مع الامر الواقع"بالنسبة الى حكومة الوحدة، و"اذا كانت القضية تتعلق بمفاوضات، فستتولاها الرئاسة ومنظمة التحرير". وكان عباس وصل الى عمان ظهر امس قادما من القاهرة حيث اكد عقب لقائه الرئيس حسني مبارك ان"الضمانات اللازمة لتطبيق اتفاق مكة منوطة بالأشخاص الذين وقّعوه، بمعنى أنه إذا كانت هناك نيات طيبة ورغبات بتثبيت الوضع الفلسطيني، فستكون هناك ضمانات لتحقيق الاتفاق". وأوضح أن اللقاء الثلاثي الذي سيجمعه مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت سيضعُ معالم الطريق من أجل بدء عملية السلام النهائي، وقال:"نرفض الدولة ذات الحدود الموقتة"، موضحا أنه اتفق مع رايس على الذهاب مباشرة إلى الحل النهائي... ثم نضع جدولاً زمنياً للتطبيق، وهذا ما اتفقنا عليه من حيث المبدأ، وسيرسم في الاجتماع الثلاثي". ومن المقرر ان يلتقي عباس اليوم العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، على ان يلتقي غدا الرئيس فلاديمير بوتين خلال زيارته المرتقبة للاردن. اسرائيليا، قال اولمرت إن"إسرائيل لا ترفض ولا توافق على اتفاقات مكة... بل ندرس تفاصيلها على أن نعلن موقفنا لاحقاً". لكنه تابع ان إسرائيل تتوقع من أي حكومة فلسطينية التمسك بشروط الرباعية الدولية الثلاثة"بشكل واضح ومن دون التذاكي". واشار إلى أنه ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني أجريا نهاية الأسبوع سلسلة اتصالات مع نظرائهما في العالم لاستبيان مواقفهم من"إعلان مكة".