أظهرت أوّل دراسة وبائية عالمية، أُعِدّت في إطار الرعاية الصحية الأولية، وجود صلة بين قياس الخصر والأمراض القلبية، وخصوصاً إصابة الشرايين التي تُغذّي عضلة القلب. وأكذّت الدراسة أن الزيادة في قياس الخصر، أو"البدانة البطنية"، تعطي مؤشراً عن خطر ذلك النوع من الاصابات، بغض النظر عن وزن الجسم وكتلته. وكذلك دلت الدراسة على ارتفاع نسبة البدانة البطنيّة عالمياً. وعُرضت نتائج الدراسة أخيراً، في مؤتمر صحافي رعته شركة"سانوفي - افنتس"Sanofi Aventis في بيروت. وبيّنت الدراسة أيضاً ان البدانة، بمعنى الزيادة المفرطة في وزن الجسم، من العوامل المساعدة على ظهور أمراض القلب والشرايين. وشددت على أن العلاقة بين قياس الخصر وزيادة احتمال حدوث أمراض قلبية وعائية، لا ترتبط بالعمر أو المنطقة الجغرافية. وأظهرت النتائج تساوي الرجال والنساء في خطورة"الكرش"على قلوبهم. وأوضحت ان الزيادة المُفرطة في وزن الجسم، أو البدانة الشاملة، ترتبط بأنواع من الأمراض تختلف عن تلك التي ترافق الزيادة في بروز"الكرش"! وفي المقابل، أوضحت الدراسة أن بقاء"الكرش"فترة طويلة، يرفع من خطورة الإصابة بأمراض القلب. فمثلاً، تتضاعف تلك الخطورة 3 مرات، إذا استمر الكرش مدة تزيد على 16 سنة. واقترحت الدراسة ان يُدرج قياس الخصر ضمن الممارسات السريرية الروتينية في مراكز الرعاية الصحية الأولية. ولفتت الى ان الشحم، عموماً، له فوائد عدّة للانسان، إذ يعتبر خزّاناً للطاقة ومصدراً للكثير من الهرمونات. وتظهر الخطورة عندما يتزايد معدل تراكم الشحم بصورة مفرطة، وخصوصاً عند منطقة الخصر. وتعتبر أمراض القلب والشرايين أحد أهم أسباب الوفيات عالمياً، ولذا تمثّل مشكلة كبرى للصحة العامة. وفي البلدان الأوروبية يقضي رجل من 8 رجال وواحدة من 17 امرأة بفعل مرض في القلب والشرايين قبل بلوغ سن ال 65 . وفي الولاياتالمتحدة، تُشكّل الأمراض عينها السبب الأول للوفيات، بحسب احصاءات"الجمعية الأميركية للقلب"American Heart Association. وسبق لكثير من الدراسات الطبية الإشارة الى ان الدهنيات ليست مخروناً لفائض ما يتناوله المرء من سعرات حرارية فحسب، بل تفرز أيضاً دهوناً تتراكم في الشرايين والكبد والعضلات. وأوضحت الدراسة أن العلاج الأساسي للبدانة البطنية يتمثّل في تغيير نمط الحياة وممارسة الرياضة، إضافة الى تغيير نمط الأكل عبر تناول الفاكهة والخضر والسمك والحبوب الكاملة، والتخفيف من الدهون الحيوانية والسكاكر. ويعود الفضل في صوغ المفهوم الطبي عن البدانة البطنية إلى العالم الفرنسي جان فاغ، الذي رصدها كظاهرة في العام 1948. ولاحظ نوعين من البدانة: بدانة أسفل الجسم أو بدانة الأرداف"و البدانة البطنية. وفي تصريح الى وسائل الإعلام اللبناني، شرحت مديرة القسم الطبي في شركة"سانوفي - أفنتس"الدكتورة ماري تريز صوايا اختصاصية في الغدد الصماء، أن قياس الخصر يصلح مؤشراً إلى خطورة الإصابة بأمراض القلب والشرايين. وقد أُجريت الدراسة الوبائية الدولية في 63 بلداً، تتوزع في القارات الخمس. وهي تُعتبر الجزء الأول من برنامج واسع، يليها جزءان آخران. ويعمل الأول على التدقيق في البراهين المستخدمة في الربط بين البدانة، وخصوصاً"الكرش"، وبين أمراض القلب والسكري. ويتواصل الثاني مدة 3 سنوات، ويطاول العلاقة بين البدانة البطنية والتغييرات في التغذية.