رحبت إسرائيل بحرارة بالموقف الأميركي من المصالحة الفلسطينية التي جرت في القاهرة الأسبوع الماضي، الذي طالب أي حكومة وحدة فلسطينية يمكن أن تشكلها حركتا «فتح» و»حماس» بالاعتراف بإسرائيل ونزع سلاح «حماس». وعكست تعقيبات الوزراء الإسرائيليين المشيدة بالولاياتالمتحدة وعناوين المواقع الإخبارية هذا الترحيب، إذ كتب موقع «واللا» الإخباري في عنوانه: «الولاياتالمتحدة تتبنى حرفياً الموقف الإسرائيلي». وجاء الموقف الأميركي على لسان موفد الرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، الذي أكد أنه يجب على حكومة الوحدة الفلسطينية العتيدة أن تتعهد نبذ العنف وأن تعترف بإسرائيل. وأضاف البيان أن الولاياتالمتحدة تؤكد من جديد أهمية التقيد بمبادئ اللجنة الرباعية (للشرق الأوسط)، «وهي أن أي حكومة فلسطينية يجب أن تلتزم التزاماً لا لبس فيه بنبذ العنف والاعتراف بدولة إسرائيل، وقبول الاتفاقات والالتزامات السابقة الموقعة بين الطرفين، بما في ذلك نزع سلاح الإرهابيين والتزام المفاوضات السلمية». وشدد البيان على أنه «إذا كانت حماس معنية بأي دور في حكومة فلسطينية، فيجب عليها أن تقبل هذه المتطلبات الأساسية». وزاد أن «جميع الأطراف توافق على أن ثمة حاجة حيوية لعودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة وتسلم المسؤولية الأمنية والمدنية، وعلينا العمل معاً من أجل تحسين الوضع الإنساني للفلسطينيين الذين يعيشون هناك». وأقر مسؤولون إسرائيليون بأن هذا البيان حرر رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزراءه المتشددين من أعصاب مشدودة، إذ كانوا يخشون أن تطالب الولاياتالمتحدة ومصر الحكومة الإسرائيلية باستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين من خلال «حكومة الوحدة»، في أعقاب اتفاق المصالحة. وكانت الحكومة الأمنية المصغرة أضافت، في أعقاب جلستين متتاليتين هذا الأسبوع، مطالب خاصة من الفلسطينيين اعتبرتها «خطوطاً حمراء» على شروط الرباعية الدولية، منها فك ارتباط «حماس» بإيران و «إجهاض السلطة نشاط حماس الإرهابي في الضفة الغربية وقطاع غزة»، وإعادة جثتي الجنديين الإسرائيليين والمواطنيْن اللذين دخلا إلى قطاع غزة قبل ثلاث سنوات، واستعادة السلطة سيطرتها الأمنية على القطاع. واعتبر مسؤولون سياسيون هذه المطالب «رسالة واضحة لكل من واشنطنوالقاهرة، بأن إسرائيل لن تتقدم نحو العملية السلمية ولن تجري أي تفاوض من دون تطبيق المطالب والشروط». ورحب وزير شؤون الاستخبارات يسرائيل كاتس بالبيان الأميركي، وقال أنه «رد واضح على جميع أنبياء الغضب» الذين توقعوا ضغطاً أميركياً على إسرائيل، وقال: «ها هي الولاياتالمتحدة تدعم قرار الحكومة المصغرة عدم الاعتراف بهذه المصالحة وعدم إجراء أي تفاوض حتى تتخلى حماس عن سلاحها». وأشاد زعيم المستوطنين وزير التعليم نفتالي بينيت بالبيان، وقال: «لا بد من الإشادة بالموفد غرينبلات والإدارة الأميركية على «بيانهما الصريح» بأنه ينبغي على الحكومة الفلسطينية تجريد المنظمات الإرهابية الفلسطينية من سلاحها والاعتراف بإسرائيل»، وأكد أن «إسرائيل لن تُجري أي تفاوض مع حكومة فلسطينية تستند إلى منظمة إرهابية تدعو للقضاء على إسرائيل إلى حين تخليها عن سلاحها والاعتراف بإسرائيل وإعادة الأسرى وجثتي الجنديين».