سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عباس : الحكومة خلال اسبوع ونأمل في تجاوب دولي - مشعل : نعتمد لغة سياسية جديدة - صدامات عنيفة في الاقصى توقع 35 جريحا . ترحيب عربي ودولي باتفاق مكة وآمال باختراق ينهي الحصار
لقي "اتفاق مكة" الذي رعته المملكة العربية السعودية بين حركتي "فتح" و"حماس" بهدف تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، ترحيباً عربياً ودوليا، في وقت تريثت اميركا واسرائيل في اعلان موقفهما قبل الاطلاع على تفاصيله. وكشف الرئيس محمود عباس ل"الحياة" ان إجراءات تشكيل الحكومة ستبدأ بعد عودته إلى الأراضي الفلسطينية الاثنين المقبل وتوجهه إلى غزة، معرباً عن أمله في أن تكون الحكومة جاهزة خلال اسبوع، وسط آمال عريضة بأن تلقى الحكومة الجديدة قبولا دوليا يمهد لرفع الحصار، في وقت اشارت"فتح"و"حماس"الى ان السعودية ستعمل على تسويق الاتفاق دوليا. راجع ص 4 و5 ومع تنفيس الاحتقان الداخلي، اشتد التوتر على صعيد العلاقة مع اسرائيل، اذ لبى نحو 8 آلاف فلسطيني نداء ل"نصرة الاقصى"الذي تهدد اساساته الحفريات التي تقوم بها اسرائيل. واقتحمت الشرطة الاسرائيلية باحة الاقصى بعد صلاة الجمعة بحجة ان شباناً القوا حجارة على عناصرها، فوقعت صدامات عنيفة اسفرت عن جرح 35 فلسطينيا واعتقال 20 آخرين. بموازاة ذلك، تصاعدت التنديدات في اكثر من عاصمة عربية واسلامية بالحفريات الاسرائيلية قرب الاقصى، في حين رُفع هذا الملف الى مجلس الامن بتحرك من المجموعة العربية. في غضون ذلك، اكد رئيس المكتب السياسي ل"حماس"خالد مشعل في مقابلة مع"الحياة"أن حركته"ملتزمة ما جاء في كتاب تكليف الحكومة"الذي ينص على"احترام قرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية"مع اسرائيل. وأقر بأن الحركة"اعتمدت"لغة سياسية جديدة"، وقال:"نعم اتفاق مكة لغة سياسية جديدة لحماس، واحترام الاتفاقات لغة جديدة، لان ذلك ضرورة وطنية ويجب ان نتحدث بلغة تتناسب مع المرحلة وفي اطار رؤية مشتركة مع جميع الفصائل"، لكنه اضاف انه"يبقى لكل فصيل قناعاته السياسية". وتابع ان"القوة التنفيذية"الامنية التابعة للحركة ستصبح جزءاً من"مؤسسة أمنية غير حزبية"عندما يعاد بناء الأجهزة الأمنية. وعلمت"الحياة"أنه سيعاد العمل بنظام مجلس الأمن القومي الفلسطيني الذي سيكون مسؤولاً ومشرفاً على جميع اجهزة وقوى الأمن ويكون برئاسة رئيس السلطة. وكان الناطق باسم"حماس"اسماعيل رضوان اعلن امس ان اتفاق مكة الذي تعهدت بموجبه باحترام الاتفاقات الموقعة من قبل منظمة التحرير الفلسطينية،"لا يعني اعترافا"باسرائيل. وكشف الناطق باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد انه تم الاتفاق مع السعوديين على تسويق الاتفاق دوليا، مضيفا ان الاشقاء السعوديين على اتصال مستمر مع الاميركيين والاوروبيين. وفي السياق نفسه، قال ل"الحياة"عضو وفد"فتح"عزام الأحمد إن"المسؤولين السعوديين أكدوا لنا ان هذا الاتفاق سيساعدهم في اتصالاتهم ومساعيهم مع الاطراف الدولية، خصوصاً الولاياتالمتحدة، لفك الحصار ولحض المجتمع الدولي على التحرك لحل القضية الفلسطينية". وأرخى"اعلان مكة"بظلاله على لقاء كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أمس، وسط ترحيب أميركي بجهود المملكة العربية السعودية للتوصل الى الاتفاق وجدواه في وقف الاقتتال الداخلي، من دون الافصاح عن الخطوات المقبلة للادارة الأميركية في شأن رفع الحصار عن الفلسطينيين. وأكدت مصادر ديبلوماسية في واشنطن ل"الحياة"أن الجانب الأميركي يبدي"حذرا بالغا في التعاطي مع الاعلان عن الحكومة الجديدة"والتي طغى البحث فيها على جدول الاجتماع بين عريقات ومسؤولين أميركيين، أبرزهم رايس ومساعدها ديفيد ويلش، و"حولت الاهتمام"بحسب المصادر عن"البحث بالترتيبات للقاء المرتقب بين الرئيس عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت بحضور رايس الأسبوع المقبل". وقالت مصادر في وزارة الخارجية الأميركية ل"الحياة"أن واشنطن ترحب بجهود المملكة للتوصل الى الاتفاق، وترى فيها"بادرة ايجابية لوقف الاقتتال الداخلي بين الفلسطينيين"، انما تريد"التزاما واضحا"من الحكومة الفلسطينية بشروط اللجنة الرباعية"قبل رفع الحصار". وأضافت أن الجانب الأميركي يقوم باتصالاته مع أعضاء الرباعية للخروج"بموقف موحد"حول هذا الأمر. ومن المقرر ان تجتمع اللجنة الرباعية الدولية الخاصة بالشرق الاوسط في 21 الجاري في برلين، حسب ما اعلنت الناطقة باسم الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا امس. وأجرت"الرباعية"امس لقاء هاتفياً بادرت اليه وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس وشارك فيه الأمين العام للأمم المتحدة ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ومفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية خافيير سولانا، وصدر في ختامه بيان"رحب"باتفاق مكة، واشاد"بمبادرة الملك عبدالله ومساعدته في تحقيق هذه الخطوة المهمة الى أمام". فلسطينيا، قال عباس ل"الحياة"في مكة أنه سيلتقي الرئيس فلاديمير بوتين غدا في عمان. وأبدى ارتياحه لرد الفعل الأولي الذي أبدته بريطانيا على الاتفاق الفلسطيني، معرباً عن أمله في"أن يتبلور رد الفعل هذا بشكل أكثر إيجابية"، ومشيراً إلى أنه ينتظر رد فعل إيجابي من دول الاتحاد الأوروبي. لكنه أضاف"إن قبول المجتمع الدولي لاتفاقنا يحتاج إلى جهد سياسي فلسطيني وعربي كبيرين من أجل أن نستطيع في النهاية أن نفك الحصار عن شعبنا بعد أن حققنا ما نتمناه من اتفاق بشأن تشكيل حكومة الوحدة".