من ينظر الى محاورنا السياسية المتخندقة في هذا الوطن العجيب الغريب المسكين لبنان يرَ عجباً. على خيط رفيع جداً ينط بهلوان سياسي لينظّر: الشفافية اللفظية تغطّيها أطنان من خلفيات جدارية سخامية ? النطناط ثابت، والثابت نطناط، الصادق مخادع والمخادع صادق. الأسيجة المحيطة بتلافيف أدمغة بعض السياسيين تراها وروداً وأضواء إنعاش. هزىء المتكبّر بالمتواضع والخائن بالوطني، والجبان بالشجاع وأصبح لنا قاموس يمتد من خارج الوطن الى داخله وندُر اللبناني. ليس ببعيد استبحنا الأدب والدماء ثم عُدنا وفسرّنا الماء بالماء والسلام من ينسى؟ حدود وطوائف وعلم وتراث وحضارة تمتد... خفقان الأدمغة يذوي جهل وتعنّت وتكبّر وأثَرَة الوطن أصبح واحداً أوحد رجلاً لا يسع الكثرة والتعدد والاختلاف المواطنين ... وأرتالٌ أرتال من متفوّهين ومتفقهين ومتعنترين ومتزنطرين، واسمعْ وشاهدْ أو صمّ أذنيك وأغمض عينيك وارحل... لا رئاسة ولا سياسة... تعنّت واستضعاف ل ... واستقواء على... يؤلمك أن تستعيد ذكريات ليست بالبعيدة عندما أتى حاملاً غرفة الإنعاش للوطن، فإذ به يئده أعمق الأعماق في خيبة المنتظرين وآلام المفجوعين، وآمال المتوهمين أن"الآلام الكبار تصنع العظماء"خسئ الفرد دوموسيه... الشاعر الفرنسي لكل قاعدة استثناء واستثناء هذه القاعدة"هو".. جوزف نعمة الله دعبول - لبنان