كشفت تقارير في موريتانيا أمس أن الهجوم الذي أودى بحياة أربعة فرنسيين نفذه "إسلاميون سلفيون"، لكن السلطات التي اعتقلت خمسة من المشتبه بهم أمس رفضت توجيه الاتهام إلى جهة محددة. وأصدرت وزارة الداخلية مذكرات توقيف دولية بحق ثلاثة يُعتقد أنهم منفذو الهجوم، بعدما فروا إلى السنغال المجاورة التي أبدت استعدادها التعاون في توقيفهم وتسليمهم إلى نواكشوط. وقالت الوزارة في بيان إن"عصابة مسلحة"هاجمت مجموعة من السياح الفرنسيين صباح الاثنين شرق مدينة ألاك 250 كلم شرق نواكشوط، وقتلت أربعة منهم وجرحت خامساً نُقل إلى دكار أمس للعلاج. وأشارت إلى أن منفذي الهجوم ثلاثة أشخاص"فاجأوا هؤلاء السياح العزل المتجهين إلى مالي، وطالبوهم بمبلغ مالي قبل القضاء عليهم في شكل وحشي". وأعلنت أنها"عبأت كل الوسائل الضرورية للبحث عن الجناة ومعاقبتهم"، وعثرت على"سيارة تحمل مواصفات كتلك التي استخدمها المجرمون، وهي الآن في حوزة الدرك في مدينة ألاك". وقللت من تأثير الحادث، مؤكدة"لكل الذين يرغبون في زيارة موريتانيا أو الإقامة فيها، أن صورتها ستبقى كما كانت بلداً آمناً منفتحاً ومضيافاً". غير أن وكالة"الأخبار"الموريتانية المستقلة نقلت عن مصادر قضائية أن أجهزة الأمن اعتقلت أمس"مجموعة من ناشطي التيار السلفي يُعتقد أن لهم علاقة بالمجموعة"التي نفذت الهجوم، بينهم متهم بالارتباط بتنظيم"القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي". وقالت المصادر إن"السلطات أصدرت مذكرات اعتقال دولية بحق ناشطين سلفيين متهمين بالوقوف وراء اغتيال الفرنسيين الأربعة، وأبدت السلطات السنغالية استعدادها التعاون من أجل توقيفهم"، بعدما أكد سائق سيارة اجرة أنه نقلهم ليل الاثنين - الثلثاء إلى مدينة بوغي الحدودية. وذكرت مصادر أمنية أن السلطات اعتقلت في ألاك مساء أول من أمس المصطفى ولد عبدالقادر، وهو ناشط سلفي كان اعتقل في السنغال وصدر بحقه حكم بالسجن عامين مع وقف التنفيذ في موريتانيا بتهمة"حمل أفكار متشددة والارتباط بتنظيمات خارجية". وقالت عائلته إنه كان يمضي عطلة عيد الأضحى عند أصهاره في المدينة. لكن الأجهزة الأمنية تستجوبه للاشتباه بأنه"أحد مخططي العملية، وساعد الجناة على الهرب". بيد أن النيابة العامة في نواكشوط ما زالت تتهم"جهات إجرامية"بالوقوف وراء الحادث، وترفض توجيه الاتهام إلى"القاعدة"أو أي جهة متشددة، معتبرة أن الوقت لا يزال مبكراً لتحديد المسؤولين عن الهجوم. ومشطت السلطات مناطق"في مداخل نواكشوط، خوفاً من وجود خلايا نائمة للجماعات المتشددة في البلاد"، بحسب الوكالة التي أشارت إلى أن"أجانب يشاركون في تفتيش بعض مناطق العاصمة". وفي باريس، نفت وزارة الخارجية الفرنسية وجود طفلين بين القتلى الأربعة. وأشارت إلى أن القتلى هم ابنان بالغان للرجل الذي جُرح في الهجوم 70 عاماً، إضافة إلى شقيقه وصديق للأسرة. ونقلت وكالة"فرانس برس"عن ناطق باسم الوزارة أنه"لم يكن هناك أطفال قصر بين الضحايا"، بعدما أشارت معلومات أولى إلى مقتل طفلين في الاعتداء.