تعود المطربة فيروز الى جمهورها السوري بعد غياب اثنين وعشرين عاماً وتقدم مسرحية "صح النوم في دار الأوبرا في دمشق بدءاً من 28 كانون الثاني يناير المقبل. هذه العودة تملك دلالة خاصة وتؤكد ان غياب فيروز عن الجمهور السوري فرضته الظروف الصعبة التي شهدها لبنان. وكانت آخر إطلالة سورية لها في مهرجان بُصرى عام 1985 وغدت الحفلة تلك بمثابة حدث فني كبير ذكّر بالنجاح الذي كانت تحصده الأعمال المسرحية الغنائية التي كانت تقدمها فيروز والأخوان عاصي ومنصور في احتفالات"معرض دمشق الدولي"في الستينات والسبعينات من القرن المنصرم. تعود فيروز إذاً الى دمشق لتساهم في الاحتفال بدمشق عاصمة للثقافة العربية الذي يبدأ مطلع السنة المقبلة، وبدا الجمهور السوري متحمساً بشدة لهذه العودة منذ ان تلقى النبأ عبر وسائل الإعلام، حتى ان كثيرين من هواة الأغنية الفيروزية ظنوا النبأ إشاعة. وبعد تقديم"صح النوم"في بيروت آخر العام الماضي 2006 في ظرف سياسي شائك، وفي عمان قبل شهرين ها هي فيروز تستعد للإطلالة في دمشق في شخصية الصبية"قرنفل"التي تجرؤ على مواجهة"الوالي"ومستشاره زيدون، معلنة ما يشبه الثورة العفوية ضد أنانيته ولا مبالاته بهموم الناس وقضاياهم. فالوالي اعتاد ان ينام شهراً بكامله ولا يستيقظ إلا يوماً واحداً يوقع خلاله ثلاث معاملات فقط. وذات ليلة ينام في الساحة فتعمد"قرنفل"الى سرقة الختم وتبدأ بتوقيع معاملات الناس وتقع البلبلة. هذه المسرحية الطريفة بأجوائها كان من المقرر ان تقدم في مهرجانات بعلبك 2006 لكن حرب إسرائيل على لبنان حالت دون تقديمها في القلعة الأثرية. وكانت"صح النوم"أوقفت عن العرض طوال ليال بعد أيام على افتتاحها في 28 أيلول سبتمبر 1970 عقب وفاة الزعيم جمال عبدالناصر. أما الجديد الذي تحمله المسرحية الغنائية في صيغتها الحديثة فيتجلى في اللمسات التي وضعها زياد الرحباني على المقاطع الموسيقية وبعض الأغنيات. ويشارك في التمثيل: أنطوان كرباج، ايلي شويري. أما الإخراج فمن توقيع بيرج فازليان الذي طالما عمل في المسرح الرحباني. وما تجدر الإشارة إليه ان المسرحية مسجلة كاملة على طريقة ال"بلاي باك". تطل فيروز على الخشبة ممثلة ومغنية بعد دورها الأخير الذي أدته في مسرحية"بترا"عام 1977. وكان الجمهور السوري شاهد هذا العمل في معرض دمشق الدولي في العام نفسه. وطوال تلك الأعوام آثرت فيروز الاكتفاء بإحياء حفلات غنائية.