تزامنت محادثات أجراها وزير الدفاع الإيراني الجنرال حسين دهقان في موسكو أمس، تناولت تعزيز التعاون العسكري بين الجانبين، مع تقارير إعلامية روسية عن وضع الطرفين اللمسات الأخيرة على صفقة ضخمة تشتري بموجبها طهران أسلحة ومعدات حربية قيمتها 8 بلايين دولار. والتقى دهقان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير الدفاع الجنرال سيرغي شويغو، ونائب رئيس الوزراء المكلف شؤون المجمّع الصناعي - العسكري ديمتري روغوزين، ومساعد الرئيس الروسي لشؤون التعاون العسكري الخارجي فلاديمير كوجين. وعلى رغم تكتم الجانبين على سير المحادثات، نقلت صحيفة «كوميرسانت» الرصينة عن مصدر في الهيئة الفيديرالية للتعاون الفني - العسكري مع البلدان الأجنبية، إن المحادثات الروسية - الإيرانية تتمحور حول إبرام صفقة ضخمة، «تبلغ قيمتها 8 بلايين دولار، وتتعلق بأسلحة ومعدات قتالية وتقنيات حربية متنوعة». وأضاف أن زيارة دهقان «ستمنح هذا المسار دفعة قوية». وأشارت «كوميرسانت» إلى أن وزارة الدفاع الروسية والحكومة والكرملين درست لائحة بأسلحة ومعدات يسعى الجيش الإيراني إلى اقتنائها، سلّمتها طهرانلموسكو. ونقلت وكالة «انترفاكس» عن مصادر روسية إن المحادثات بين العسكريين الروس والإيرانيين تركّز على «ملف شراء أسلحة روسية جديدة، إضافة إلى مناقشة تطبيق العقود الموقعة سابقاً، بينها توريد منظومات أس - 300» للدفاع الجوي». لكنها استبعدت إبرام عقود خلال زيارة دهقان. ولفتت إلى أن إيران أبدت اهتماماً بمنظومات «أس - 400» للدفاع الجوي، لكن مصدراً في الهيئة الفيديرالية الروسية للتعاون قال إن موسكو «لن تناقش هذا الملف». وتحدثت أوساط عسكرية روسية عن احتمال توصّل الجانبين إلى اتفاق في شأن شراء مقاتلات من طراز «سوخوي 30»، أو تنظيم إنتاج تلك المقاتلات في الأراضي الإيرانية، بترخيص من موسكو. وأضافت أن المشاورات الروسية - الإيرانية تشمل احتمال تسليم طهران منظومات من طراز «باستيون» الساحلية الذاتية الحركة، المزودة صواريخ «ياخونت» المضادة للسفن، وطائرات تدريب وقتال من طراز «ياك-130»، ومروحيات من طراز «مي-8» و»مي-17»، وفرقاطات روسية الصنع وغواصة ديزل كهربائية، ومعدات حربية أخرى. على صعيد آخر، أعلن الجنرال حسين ذوالفقاري، مساعد وزير الداخلية الإيراني، أن السلطات اعتقلت أخيراً «أفراداً كانوا يعتزمون الإخلال بأمن انتخابات» مجلسَي خبراء القيادة والشورى (البرلمان) المرتقبة في 26 الشهر الجاري. وأضاف أن هؤلاء «اعترفوا في التحقيقات بأنهم كانوا يعتزمون القيام بتدابير أُحبطت مسبقاً»، وتابع: «اتُخذت احتياطات وليست لدينا مشكلة أمنية». أما علي رضا نيلجي، مدير عام الانتخابات في مجلس صيانة الدستور، فأعلن أن «لا تقارير عن حدوث أي مخالفة في الانتخابات»، لافتاً إلى أن «قائمة المرشحين اكتملت وسُلِّمت إلى وزارة الداخلية لنشرها». وأعرب عن أمله بأن «ينتخب الشعب الفرد الأصلح بين الصالحين، بناءً على المؤشرات التي رسمها قائد الثورة» علي خامنئي. ويبدأ المرشحون للانتخابات النيابية غداً حملتهم رسمياً، والتي تنتهي قبل يوم من الاقتراع. وأعلن الناطق باسم وزارة الداخلية الإيرانية حسين علي أميري أن مجلس صيانة الدستور وافق على ترشيح 38 شخصاً، كان رفضهم سابقاً، ليبلغ العدد النهائي للمرشحين 6229، ما يشكّل 51 في المئة من المتقدّمين، علماً أن في ايران حوالى 55 مليون ناخب. وشكّل الإصلاحيون تحالفاً انتخابياً مع أنصار الرئيس حسن روحاني، فيما نشر الأصوليون لوائحهم. وهناك لائحة في طهران تضمّ 20 عضواً برئاسة النائب المحافظ البارز علي مطهري. إلى ذلك، أعلن وزير الاستخبارات الإيراني السابق حيدر مصلحي القبض أخيراً على «جاسوس كان هدفه إيجاد تيار ثقافي مشبوه»، معرباً عن أسفه لأن «مسؤولين كانوا يتعاونون معه من دون وعي».