استقرت أسعار النفط الخام فوق 91 دولاراً للبرميل في التعاملات الآجلة أمس، إذ قابل انخفاض حاد في المخزون الأميركي مخاوف بشأن النمو الاقتصادي في الولاياتالمتحدة. وأظهرت تقارير أول من أمس تراجع مقياس النشاط الاقتصادي الأميركي والصناعات التحويلية في منطقة وسط الساحل الأميركي على المحيط الأطلسي. وطغت دلائل على تجاوز الضعف قطاع الإسكان على تقرير حكومي أكد ان الاقتصاد نما بأسرع معدل منذ أربع سنوات في الربع الثالث من السنة، عندما بدأت أزمة الرهن العقاري تطفو على السطح. وارتفع سعر مزيج"برنت"تسليم شباط 32 سنتاً إلى 91.20 دولار للبرميل، و الخام الأميركي 20 سنتاً إلى 91.26 دولار للبرميل، فيما انخفض سعر السولار زيت الغاز 1.75 دولار إلى 819.25 دولار للطن. وفي آسيا، واصلت أسعار النفط ارتفاعها فوق مستوى 91 دولاراً للبرميل في تعاملات خفيفة قبل موسم العطلات. وارتفع سعر الخام الأميركي الخفيف تسليم شباط، 40 سنتاً إلى 91.46 دولار للبرميل بعد انخفاضه 18 سنتاً في نيويورك أول من أمس. وكسب مزيج برنت 36 سنتاً ليسجل 91.24 دولار للبرميل. وأعلنت"أوبك"ان سعر سلة خاماتها القياسية ارتفع إلى 87.50 دولار للبرميل أول من أمس من 87.38 دولار الأربعاء الماضي. الى ذلك، أظهر استطلاع أجرته وكالة"رويترز"أمس ان الارتفاع القياسي في أسعار النفط سيستمر السنة المقبلة ليتجاوز متوسط الأسعار 77 دولاراً للبرميل. وأشار خبراء شاركوا في الاستطلاع ان القيود على إنتاج"أوبك"والتوترات في الشرق الأوسط ستوازي أثر التباطؤ في الاقتصاد الأميركي. وقدر المسح الشهري الذي شمل 36 محللاً، توقعات الأسعار الآجلة للخام الأميركي في 2008 عند مستوى قياسي بلغ 77.62 دولار للبرميل بارتفاع 3.19 دولار عن التقديرات في استطلاع الشهر الماضي. وبلغ متوسط أسعار النفط حتى الآن هذا العام 71.76 دولار للبرميل. وأفادت"ميريل لينش"في تقرير بحثي:"نظراً لعدم استعداد أوبك لاتخاذ قرار بزيادة الإنتاج بعد ان بلغ سعر الخام 99 دولاراً للبرميل، يبدو ان أسعار النفط المرتفعة ستستمر". واتفق الأعضاء في"أوبك"في 5 كانون الأول ديسمبر الجاري على الإبقاء على مستويات إنتاجهم من دون تغيير، متجاهلين دعوات من الدول المستهلكة بضخ مزيد من النفط الذي بلغت أسعاره ذروتها عند 99.29 دولار للبرميل في 21 تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وحدت"أوبك"المسؤولة عن ثلث إنتاج النفط العالمي، إمداداتها فيما يرجع جزئيا إلى مخاوف من تباطؤ الطلب العالمي على النفط إذا ضعف الاقتصاد الأميركي بدرجة أكبر. لكن وكالة الطاقة الدولية تقول ان ارتفاع الطلب في الصين والهند والشرق الأوسط سيعوض التباطؤ في الولاياتالمتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم ويتخطاه. وقال وزير الطاقة الفنزويلي رافاييل راميريز أمس ان دول"أوبك"تنتج كميات من النفط كافية لتحقيق توازن الأسعار. وصرح لصحافيين في كوبا أثناء اجتماع للطاقة"نعتبر ان المعروض من النفط في السوق كاف". وفي القاهرة كشف سفير فنزويلا لدى مصر فيكتور رامون كارازو، ان بلاده ستستضيف أوائل السنة المقبلة مؤتمراً للطاقة لدول أميركا الجنوبية والدول العربية يتاح من خلاله فتح مجالات تعاون أوسع بين الجانبين. وأوضح في تصريح نقلته"وكالة أنباء الشرق الأوسط"ان الإعداد لهذا المؤتمر يأتي في إطار التحضير للقمة العربية اللاتينية المزمع عقدها في أيار مايو المقبل بالمغرب. وتبين من خطة اعتمدتها وزارة الصناعة والطاقة الروسية ان حجم الصادرات الروسية من النفط عبر خطوط الأنابيب التابعة لشركة"ترانسنفت"في الربع الأول من عام 2008، سيتراجع بنسبة 1.5 في المئة عن الربع الرابع من عام 2007. ومن المفروض ان تصدر روسيا 45 مليون طن من النفط إلى بلدان خارج المنظومة السوفياتية السابقة بين كانون الثاني يناير وآذار مارس 2008. ويعزو خبراء سبب خفض صادرات روسيا من النفط إلى زيادة الرسوم الجمركية منذ الأول من الشهر الجاري، موضحين ان الشركات النفطية تنتظر ان تخفض الحكومة هذه الرسوم بعد ان تنخفض أسعار النفط في الأسواق الخارجية في بداية عام 2008.