ربما يبدو تلفزيون الانترنت بالنسبة الى البعض وعداً ينتمي الى المستقبل، بمعنى أن زمانه لم يأت بعد. والأرجح أن يفاجئ هذا البعض أن هذه التلفزة باتت تمتلك أكثر من 4000 قناة رقمية تبث عبر الشبكة الالكترونية الدولية، من بينها ما يزيد على 300 قناة تمارس البث الحيّ بصورة مباشرة. وتحتوي الشبكة العنكبوتية على مواقع متخصصة في تقديم لوائح عن أقنية تلفزيون الانترنت، مثل موقع"ويب تي في ليست. كوم"webtvlist.com الذي يُعطي معلومات برامجها، وطرق الاشتراك فيها، وسبل الحصول على برمجيات الكومبيوتر التي تساعد في مشاهدتها وغيرها. ويلفت في ذلك الموقع أن تلفزيون الانترنت يساوي بين الدول والشركات، فتتساوى فيه قناة شبكية تديرها شركة"توشيبا"اليابانية مع تلك التي تديرها دولة من وزن روسيا على سبيل المثال. في هذا المنحى، تشبه التلفزة الرقمية نظيرتها الفضائية، التي سبقتها في إخراج الترفيه البصري - السمعي من هيمنة الدولة ومؤسساتها إلى المؤسسات الخاصة. ويوزع موقع"ويب تي في ليست. كوم"أقنية التلفزة الشبكية على أنواع مثل الترفيه والموسيقى والرياضة والدين والسياسة والتعليم والتسوّق والأفلام والعائلة والأعمال والسفر وغيرها. ويعطي هذا الملمح فكرة عن قدرة الانترنت على إعطاء المشاهد السيطرة على هذه الفرجة، إذ يستطيع التعامل مع أربعة آلاف قناة سوية. ومن المهم ملاحظة أن معظم أقنية التلفزيون على الانترنت ليست امتداداً للأقنية المتلفزة الفضائية والأرضية، على رغم أن قلة منها هي فضائيات منقولة الى الألياف الضوئية للشبكة الدولية. ويعتمد الكثير منها على بث أشرطة فيديو عبر الشبكة، ويتكل قسم آخر على البث المباشر وكذلك المُبرمج عبر الانترنت. ويعني ذلك أن نوعاً جديداً من الترفية يولد على الانترنت، وعبر المزاوجة بين فني التلفزة والاتصال الشبكي الرقمي. ولكن، يجدر عدم الغرق في الأوهام الوردية التي غالباً ما ترافق الحديث عن العالم الرقمي. فلحد الآن لم تسجّل هذه التلفزة اختراقاً لافتاً يؤهلها للمنافسة القوية في مجال الإعلام العام، وخصوصاً المرئي- المسموع منه. ويُذكّر هذا الأمر بأن شركات المعلوماتية لم تستطع أن ترفع من مكانة البث الشبكي أيضاً، بل اكتفى معظمها بپ"ابتلاع"خسائره التي نجمت عن مراهنته على النجاح السريع لهذا البث الذي انطلق في تسعينات القرن الماضي. والأرجح ان تلفزيون الانترنت ما زال في انتظار حدوث"اختراق ما"يدخله الى زمن الانطلاق في المجال العام. وقد يأتي هذا الأمر من التكنولوجيا أو من معطيات مثل المحتوى أو من أشياء أخرى. وفي المقابل، يجدر إبقاء العين مفتوحة على تجربة التغطية المشتركة للانتخابات الرئاسية الأميركية بين قناة"سي ان ان"الفضائية وموقع"يوتيوب"الشبكي المتخصص في تبادل الأشرطة المرئية المسموعة بين الجمهور. إذ ربما تعطي تلك التجربة خلاصات مهمة لتلفزيون الانترنت.