يأخذ استعداد السفر للخارج من الغالبية اهتماماً كبيراً بأدق التفاصيل، والتجهيزات الأساسية والكمالية على قدرٍ واحدٍ من الأهمية، ومن ذلك تحديداً شراء الملابس التي تستنزف جزءاً من الميزانية، وتأخذ وقتاً طويلاً في الاختيار وتنسيق الألوان، واقتناء ما هو جديد في عالم «الموضة» وما يلفت الانتباه. ويرى البعض أن ملابس السفر تعكس جانباً من شخصيته وقدرته المالية أمام الآخرين؛ لذلك يحرص على أن تكون من «ماركات» معينة، أو ذات قيمة عالية في الذوق والشكل الجذاب، بينما لا يعطي البعض الآخر الملابس الاهتمام الكبير، ويكتفي بارتداء ما هو مناسب له وليس ما يحب أن يراه الآخرون عليه، وبين هذا وذاك شريحة تجمع بين «الماركات» وبين «التقليد»، ويحكمها في اللبس وجهة السفر، ومكان التنزه، وحجم الحضور. الشراء من الخارج! وكشف «سامي العيثان» أنّه يخطط لاختيار ملابس سفره، من خلال اطلاعه على عروض الصيف ﻷكثر من محل ليقرر بعدها الشراء، وﻻ يهتم بأن يكون السعر غالياً، حيث إنّه يبحث عن المناسب منها والبسيط، كما أنّه يبتعد عن ارتداء البدلات الرسمية؛ تحاشياً -على حد قوله- من أن يستغله أحد!. وذكر «زاهر محمد العلي» أنّه يميل للملابس كونه رياضيا، وليس لديه أولويات في شراء ملابس السفر؛ كونه يمتلك كمية جيدة منها، إلاّ أنّه يوفر لعائلته الحد الأدنى من تلك الملابس، حرصاً لأن تكون حقيبة السفر خفيفة لسهولة حملها والتنقل بها، ويفضل شراء ملابسه من الخارج بسبب النوعية الجيدة المتوفرة، إضافةً إلى كثرة التخفيضات الكبرى، رافضاً فكرة أن يعطي ملابس السفر أهميه كبيرة، وأن يخصص لها ميزانية كبيرة، معتبراً أنّه من المهم الإفادة من الميزانية في السكن والمواصلات والسياحة داخل الدولة، مؤكّداً على أنّه في الخارج لا يحرص الناس على النظر إليك أو إلى ملابسك التي ترتديها، معرباً عن أسفه من وجود مثل هذه الظاهرة في مجتمعاتنا الشرقية بشكل لافت. جودة عالية وأوضح «محمد خليفة الصالح» أنّه يبدأ بتجهيز الملابس بالتعرف على أحوال الجو في الدولة التي سيسافر لها، مبيّناً أنّه لا يزيد من كمية الملابس، معتبراً أنّ الاختيار مهم، وكذلك تنسيق الملابس والألوان؛ لذا يحرص على شراء الملابس ذات الجودة العالية والراقية له ولأفراد أسرته، ولا يبحث عن التخفيضات، وإذا كانت الدولة التي ينوي السفر إليها باردة يختار أفضل أنواع الصوف، مشيراً إلى أنّه يبتعد عن ارتداء بعض الملابس التي تكون ذات نوعية صوفية خشنة ترهق الجسم، ويميل إلى الألوان الفاقعة كالأصفر، أو الأحمر، أو الأزرق. اهتمام مبرر وبيّن «داود سلمان العبدالمحسن» أنّه يتبع أسلوباً خاصاً في اختياره لملابس السفر، عبر فرز مجموعة منها، ومن ثم تحديد القطع الضرورية وفقاً للنشاط الذي سيمارسه خلال السفر، ثم ترتيبها في الحقيبة بشكل مرن وسلس، معتبراً أنّ الاهتمام بانتقاء ملابس السفر أمراً طبيعياً، وأن ذلك يعكس جانباً من شخصيه الفرد، لافتاً إلى أنّ اختياراته تكون مقيدة بالمجتمع الذي سيسافر إليه، فيحاول قدر الإمكان أن يندمج معهم، إذ يختار ملابسه بناءً على الغرض من سفره، مع وجود قطعة احتياطية تحسباً لزيارة الأماكن الراقية، أو الدعوات العرضية وغير المتوقعة، موضحاً أنّه يتجنب الملابس التي تحتاج إلى كَيْ وغسيل مستمر، والملابس الغالية، حيث يحاول أن تكون مريحة ومعقولة الثمن. وأضاف أنّ لكل دولة ينوي السفر لها طابع خاص في نوعية الملابس، فالجينز يعتبر علامة أمريكية شهيرة، والملابس ذات الألوان الزاهية والمواكبة لصيحات الموضة طابع أوروبي، كما يلعب فصلا الصيف والشتاء دوراً في اختيار الألوان، موضحاً أنه يحدد ميزانيته بمساعدة المتاجر الإلكترونية الشهيرة، حيث توفر قسماً خاصاً لملابس السفر ومستلزماته. تحديد ميزانية وبيّن «أحمد العبدالمحسن» أنّه ليس هناك أسوأ من أن يصل الشخص إلى مكان سفره ليكتشف فيما بعد بأنّ ملابسه التي تَعِبَ على ترتيبها قد تلفت؛ بسبب مادة سائلة وضعها كالعطور، أو قد يكون نسي جزءاً منها، منوهاً بضرورة وضع قائمة بما يحتاجه الشخص من الملابس، مراعياً طبيعة الأجواء، مبيناً أن أهمية ملابس العيد لا تعني أن تكون أكبر هم الشخص، وأن لا يبالغ في تكديس كميات كبيرة منها، موضحاً أنّ لكل مكان ومناسبة نوع معين من الملابس، وعلى من من ينوي اختيار ملابس السفر أن يضع نصب عينية المعيار الديني والأخلاقي خلال ارتداء تلك الملابس، ناصحاً بارتداء ما هو جميل ومحتشم، وأن لا يختار الشخص الملابس التي تخدش الحياء العام، أو التي تحتوي على رسومات وعبارات بذيئة تنعكس سلباً على من يرتديها، ويكون مثاراً لسخرية من يراه. وأضاف أنّ نوعية الملابس تحددها وجهة المسافر، فإذا كانت الدولة المتجه لها دولة سياحية فإنّ مناخها سيكون رطباً ومعتدلا، وهنا عليه أن لا يصطحب معه ملابس رسمية أو ثقيلة، بل يكتفي بملابس خفيفة تتناسب والأجواء، على العكس إذا كانت الوجهة لدولة باردة حينها ستكون الملابس ثقيلة، معتبراً أنّ اختيار الألوان مهمٌ جداً بالنسبة له، مبيناً أنّه يفضل الألوان الأسود أو الأبيض، مؤكّداً أنّه يبتعد عن الألوان اللافتة للأنظار أو ما هو متعب للعين أثناء النظر لها، كالأصفر الفاقع، والبرتقالي، وغيرها، مؤكّداً على أهمية تحديد الميزانية لكل شيء قبل شرائه. تعكس الشخصية ورأى «إبراهيم عبدالله العبدالمحسن» أن ما يرتديه الشخص يعكس شخصيته، موضحاً أنّه لا يشترط أن تكون تلك الملابس غالية الثمن، حيث إنّ المهم فيها أن تكون مناسبة وذات شكل لائق ومرتب، لافتاً إلى أنّه يميل إلى الألوان الهادئة، ويتحاشى ارتداء الملابس الشاذة والألوان اللافتة للانتباه، التي لا تليق به كرجل ارتدائها، إلى جانب الملابس الشبابية، منوهاً بأنّه يكتفي بارتداء البدلة الرسمية خلال توجهه للعمل فقط، ويعزف عنها خلال السفر، مبيّناً أنّ نوعية وسعر الملابس تحددها الدولة التي ينوي السفر لها ومستواها، مشدداً على ضرورة عدم الإفراط أو التفريط في السعر. برتوكول خاص واعتبر «علي أحمد الشخص» أنّ اختيار الملابس هماً مؤرقاً؛ بسبب وزنه، حيث إنّه لا يجد القياس المناسب، فيعوض ذلك بتفصيلها قبل وقت من السفر لتكون مريحة، موضحاً أنّه يتبع نظاماً خاصاً خلال عملية التفصيل، إذ يتعمد وضع جيوب مخفية خاصة للمبالغ المالية؛ احترازاً عليها من السرقة، إلى جانب الحرص على اختيار الألوان، وأن يكون هناك تناسق بينها، بالإضافة إلى اختيار الأقمشة ذات النوعية الجيدة، والمناسبة في سعرها. وأضاف أنّه لا يميل إلى لبس البدلات الرسمية، بل يفضل لبس «الكجوال» المناسب، كما أنّه يرتدي الزي السعودي أحياناً، فهو يشعره -على حد تعبيره- بالثقة والاعتزاز بوطنه، معتبراً أنّ ارتداء الزي السعودي جميل، لا سيما في الدول العربية، منوهاً بأنّه يرمي من ذلك إلى تعريف الآخرين باللباس الوطني الذي يفخر به، منتقداً بعض الشباب الذين يتهربون من ارتداء الزي الوطني حتى داخل بلدانهم، موضحاً أنّه يتجنب ارتداء الملابس التي تحمل رسومات غير ملائمة، أو الألوان اللافتة للنظر، أو اللبس المتكلف. ملابس السفر تعكس جانباً من المستوى الاجتماعي والمادي علي الشخص أحمد العبدالمحسن داود سلمان زاهر العلي إبراهيم العبدالمحسن سامي العيثان