سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جثمان مدير العمليات في الجيش اللبناني يشيع اليوم ... ودعوات الى مشاركة كثيفة في مأتمه . لبنان : التحقيق في اغتيال الحاج يركز على كشف هويات 3 أشخاص اشتروا السيارة المفخخة والتقطت كاميرا وجوههم بوضوح
يشيّع اليوم جثمان الضحية العسكرية الأولى لجرائم الاغتيال في لبنان مدير العمليات في الجيش الشهيد اللواء الركن فرنسوا الحاج الى مثواه في بلدته رميش الجنوبية مروراً بحريصا وقبلها بعبدا, وذلك في مأتم شعبي ورسمي, وسط حداد وادانة واسعة. التحقيق وتتواصل التحقيقات القضائية في الجريمة, وأظهرت بحسب معلومات"الحياة"أن السيارة المفخخة التي استهدفت اللواء الحاج وهي من نوع"بي ام دبليو"لم تكن مسروقة وإنما باعها قبل مدة شخص الى معرض سيارات في عبراشرق صيدا وقبل يوم واحد من الانفجار حضر ثلاثة اشخاص الى المعرض واشتروا السيارة. ويحاول التحقيق كشف ظروف عملية الشراء. وأشارت المعلومات الى ان في المعرض كاميرا تمكنت من التقاط صور الاشخاص الثلاثة بشكل واضح والعمل يجري على التحقق من هوياتهم تمهيداً لتوقيفهم. وأكدت المعلومات ان السيارة المذكورة لم تدخل مخيم عين الحلوة لأنها لو فعلت لكان حاجز الجيش اللبناني عند مدخل المخيم سجل لوحتها لأنه يرصد كل السيارات التي تدخل الى المخيم وتخرج منه. وسطر أمس, قاضي التحقيق العسكري الاول رشيد مزهر استنابات قضائية الى الأجهزة الأمنية في الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة لإجراء التحريات والاستقصاءات والبحث عن الفاعلين والمحرضين والمتدخلين والمشتركين في قضية اغتيال اللواء الحاج ومرافقه خير الله هدوان وفي حال معرفتهم والعثور عليهم سوقهم الى دائرته. وتبين من التحقيقات الأولية ان ليست ثمة كاميرات في مسرح الجريمة تعود لأي مؤسسة موجودة في المكان يمكن الاستفادة من رصدها للحركة صباح اليوم التي حصلت فيه الجريمة او اليوم الذي سبقه, وإنما هناك كاميرات مراقبة تابعة لفرع"البنك اللبناني للتجارة"في محيط مستديرة بعبدا والتحقيقات تجري لمعرفة ما اذا كانت التقطت اشكال الجناة. وكلف القاضي مزهر شركتي الخلوي"ألفا"وپ"أم تي سي تاتش"الاستحصال على كل المعلومات المتعلقة بالاتصالات التي أجريت في مكان الحادث، كما كلف الخبير المختص الكشف على السيارة المستخدمة في الانفجار. وتواصل امس, الاستماع الى الجرحى والشهود لمعرفة كيفية حصول الانفجار وزنة العبوة ونوع المواد. ونقلت"الوكالة الوطنية للاعلام"الرسمية عن مسؤول عسكري ان الجيش الذي يتولى التحقيق في الجريمة قرّر اعتماد اكثر من فرضية، ولكنه يركز على فرضية الاستهداف من جانب جهات أصولية إرهابية إقليمية بسبب معلومات استخباراتية ووقائع معينة، منها نوعية العبوة ومقارنتها بعبوات استهدفت شخصيات سياسية سابقاً، والعبوات التي استهدفت قوات"يونيفيل". وكشف المسؤول العسكري"ان قيادة الجيش وضعت عدداً من المسؤولين في جو المعلومات المتوافرة، وان ثمة قرائن تجعل من الممكن التوصل الى نتائج سريعة وان التحقيقات قطعت شوطاً كبيراً، وهناك تركيز على جوانب متصلة بالسيارة والعبوة وبعض المشتبه بهم اضافة الى موضوع الاتصالات والتهديدات التي تلقاها الجيش خصوصاً بعد معركة نهر البارد". ونفت مصادر قضائية لپ"الحياة"ان"يكون هناك موقوفون مشتبه فيهم وإنما هناك محتجزون يجري التحقيق معهم في شأن السيارة المفخخة, وبينهم الذي باع السيارة الى المعرض والوسيط, اما المحتجز الملتحي الذي اوقف في مسرح الجريمة فلا يزال التحقيق معه مستمراً". وأشار مصدر قضائي الى ان التحقيق يضع كل الاحتمالات في الحسبان وانه سيتم التنسيق مع لجنة التحقيق الدولية على غرار ما حصل من حوادث أمنية سابقة. بعبدا الحزينة وخيّم امس, الحزن على قاعة رعية كنيسة مار عبدا - وفوقا في بلدة بعبدا القريبة من منزل الشهيد اللواء الحاج ومن مسرح الجريمة التي اودت بحياته, وأحاط بعائلته الاهل والأقرباء والأصدقاء، وغصت قاعة الاستقبال بوفود الضباط رفاق السلاح من الرتب وبالشخصيات السياسية والروحية والنقابية والعسكرية والإعلامية وحشد كبير من اهالي بلدتي رميش وعين إبل ووفود من القرى الجنوبية خصوصا القرى الحدودية. وكان مشهد والدة الشهيد المفجوعة وتضم صورته الى صدرها وتردد"قتلوا البطل، قتلوا الغالي"مؤثراً, كما مشهد ارملته وابنتاه المفجوعات. أما نجله ايلي، فكان يردد:"كفى... كفى... لبنان شبع دماء وهل المطلوب المزيد من الشهداء ليحقق لبنان ذاته؟ أوجّه رسالة الى كل اللبنانيين وخصوصاً الى المسؤولين ليتفقوا على اعمار لبنان. استشهد والدي ليعيش لبنان, والدي كان يحلم دائما بالمؤسسة العسكرية. كان هدفه دائماً ان يقوي الجيش لأن الوطن يقوى بجيشه. خاض أشرس المعارك وهو رافع الرأس، 103 أيام في نهر البارد يدافع عن الوطن. كان دائماً يسأل عن اولاده. كل يوم احد كان يتوجه الى الكنيسة لسماع القداس مؤمناً". وحضر الى الكنيسة معزياً: الرئيس امين الجميل والوزيران المستقيلان فوزي صلوخ وطلال الساحلي، ورئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري يرافقه النائب السابق غطاس خوري ونادر الحريري, وقدم التعازي عضو تكتل"التغيير والاصلاح"النيابي ابراهيم كنعان ووفد من كتلة"التحرير والتنمية"النيابية القيادي في"التيار الوطني الحر"اللواء عصام أبو جمرة، وحضر كذلك وفد من الرابطة المارونية برئاسة جوزف طربيه ووفد من"الكتلة الشعبية"النيابية في زحلة برئاسة الياس سكاف، وآخر من كبار ضباط الحرس الجمهوري والمدير العام للأمن العام اللواء وفيق الجزيني على رأس وفد من كبار الضباط، وعدد كبير من ضباط الجيش اللبناني وضباط من قوى الأمن الداخلي وأمن الدولة ووفد من الكتيبة الايطالية العاملة في إطار قوات"يونيفيل"في الجنوب كذلك الملحق العسكري في السفارة الفرنسية. وحضرت معزية عقيلة قائد الجيش وفاء ميشال سليمان ومنى الياس الهراوي، ووفد كبير من مشايخ الطائفة الدرزية، ووفد من مشايخ الجمعية الخيرية الإسلامية ووفود شعبية، ووفود من عائلات بعبدا واللويزة والقرى المجاورة لبلدة بعبدا. وزار معزياً النائب اغوب بقرادونيان على رأس وفد من حزب الطاشناق ودعا الى"العودة الى الضمائر والارتقاء الى المسؤولية واحترام الاستشهاد، ووفاء له علينا ان نبذل اقصى جهود لحل المشكلات المستعصية في لبنان". وحضر ممثل منظمة التحرير الفلسطينية لدى لبنان عباس زكي على رأس وفد فلسطيني وقدم التعازي باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس. قداس في بعبدا وبمبادرة من أهالي بعبدا اقيم قداس لراحة نفس الحاج مساء, في كنيسة مار عبدا - وفوقا، ثم مسيرة شموع نظمتها الرعية الى مكان موقع الانفجار. مسرح الجريمة ولوحظ انتشار امني كثيف لوحدات الجيش في مختلف المناطق, وأعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه ان لجاناً من قيادة الجيش بالتنسيق مع الهيئة العليا للاغاثة بدأت منذ امس, ولغاية 30 الجاري ضمناً، معاينة الاضرار الجسدية، ومسح وتخمين الاضرار المادية ابنية سكنية، تجارية وصناعية، اراضٍ، آليات... التي لحقت بالمواطنين نتيجة الانفجار الذي وقع في منطقة بعبدا. ودعت القيادة المواطنين الى تحضير المستندات الثبوتية الشخصية والمستندات القانونية للممتلكات المتضررة، مع إمكان تزويد اللجان فيلم فيديو او صوَراً فوتوغرافية لمواقع الاضرار في حال الرغبة بمساعدتها قبل اجراء عملية المسح، وذلك لتسهيل عمل اللجان وإنهاء العمل المطلوب بالسرعة الممكنة. دعوات الى المشاركة في التشييع وتوالت الدعوات الى المشاركة الكثيفة في تشييع الشهيد اللواء الحاج, وبين الداعين:"التيار الوطني الحر"ولجنة الشباب والشؤون الطالبية في التيار التي دعت"طلاب المعارضة ولبنان وناشطي التيار ومؤيديه، الى اقفال الجامعات والمعاهد والمدارس اليوم بين العاشرة قبل الظهر والثانية عشرة ظهراً، والمشاركة الكثيفة في مراسم الجنازة". كما دعت"القوات اللبنانية"الى المشاركة في جناز حريصا. وفي صيدا, دعا رئيس اتحاد بلديات صيدا - الزهراني عبدالرحمن البزري الى اعلان الحداد اليوم في خلال مرور جثمان الشهيد الحاج في صيدا. ودعا الفاعليات الى استقبال الجثمان على مدخل نهر الأولى. ورفعت بلدية صيدا اللافتات والاعلام اللبنانية في ساحاتها منددة بالجريمة. وبحثت النائب بهية الحريري في اجتماع تحضيري لوداع الشهيد الحاج، عقد في مجدليون، وشاركت فيه فاعليات التحضير لاستقبال ووداع موكب تشييعه،ابتداء من الثانية عشرة والنصف ظهراً. ودعت فاعليات قضاء بنت جبيل الى الاضراب العام اليوم استنكارا, والمشاركة الكثيفة في الجنازة في رميش. وأصدر وزير التربية خالد قباني تعميماً الى المدارس الرسمية والخاصة لتجميع التلامذة في الملاعب في العاشرة صباحاً وإنشاد النشيد الوطني أثناء الجناز.