بدأت الولاياتالمتحدةوالصين الجولة الثالثة من "الحوار الاقتصادي الاستراتيجي" في شيانغ جنوب شرقي بكين، تستمر يومين في شيانغ يحضره وزير الخزانة الأميركي هنري بولسون مع مسؤولين أميركيين، لمعالجة أسباب التوتر في العلاقة الاقتصادية بين البلدين. وأعلن بولسون في افتتاح أعمال الحوار، أن الصين"تحتاج الى عملة اكثر مرونة لكبح جماح التضخم قبل وصول الاقتصاد الى مرحلة الغليان". لكن نائبة رئيس الوزراء الصيني وو يي أكدت، في حفلة الافتتاح، أن الصين"لا تسعى الى تحقيق فوائض تجارية كبيرة"، واقترحت أن"تبحث الولاياتالمتحدة داخلياً عن مصدر متاعبها الاقتصادية" وحذّرت من مضي الكونغرس الأميركي في تمرير مشاريع قوانين مقترحة لفرض إجراءات حمائية تتصل باليوان، لأن ذلك"سيقوّض بشدة علاقات العمل الأميركية مع الصين". واعتبرت أن اللجوء الى أسلوب الحماية التجارية وتحميل دولة أخرى مسؤولية مشاكل هيكلية في الاقتصاد الأميركي"خاطئ لن يؤدي سوى الى الإضرار بمصلحة الولاياتالمتحدة نفسها". وكان سبق الجولة الثالثة ل"الحوار الاقتصادي الاستراتيجي"محادثات تجارية في بكين وسط جو من التوتر بين الدولتين، بعدما أعلنت الولاياتالمتحدة أن سلامة المنتجات الغذائية وواردات أخرى من الصين"تأتي على رأس جدول الأعمال". يشار الى تفاقم التوتر بينهما في الشهور الأخيرة، بعد سحب ألعاب صينية الصنع ومنتجات أخرى من متاجر أميركية، وسحبت شركة ماتل لإنتاج الألعاب أكثر من 21 مليون قطعة صينية الصنع من المتاجر. وشددت وو على وجوب ان تتحمل الولاياتالمتحدة"نصيبها العادل من المسؤولية في تحسين نوعية المنتجات وسلامة الأغذية". واتهمت أطرافاً أميركيين، بإثارة مشاكل، مؤكدة على"التصدي الى محاولات تسييس القضايا التجارية". وجددت الدعوة الى الولاياتالمتحدة لرفع القيود على تصدير منتجات ذات تقنية متطورة الى الصين، ورأت أن هناك"مجالاً واسعاً في قطاعي الطاقة وحماية البيئة يمكن للبلدين التعاون فيه". لكن بولسون ركز على التهديد المتمثل في تنامي المشاعر الحمائية في البلدين، مجدداً الدعوة الى رفع سعر العملة الصينية بوتيرة أسرع، لأن ارتفاعها هو في مصلحة الصين. ورأى أن التجارة مصدر استقرار للعلاقات بين الصينوالولاياتالمتحدة،"باتت مصدر توتر وليس فقط بسبب المخاوف حول سلامة المنتجات الصينية"،"فلا يمكن للصين او للولايات المتحدة استخدام الحماية التجارية لزيادة رخائهما"، مشدداً على ضرورة"مقاومة المحاولات الهادفة الى تقويض الشفافية وتعزيز المعوقات الإجرائية لحماية الصناعات المحلية". وحدد البنك المركزي الصيني أمس السعر الأساس لتداول اليوان عند 7.3647 يوان للدولار، وهو أعلى مستوى منذ التخلي عن ربط العملة الصينية بالدولار في تموز يوليو 2005، والسماح لها بالتحرك في نطاق يخضع لسيطرة محكمة. وارتفع اليوان منذ تعويمه 12.4 في المئة أمام الدولار، لكن اقتصاديين رأوا أن العملة"لا تزال مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية، ما يمنح المصدرين الصينيين ميزة تنافسية غير عادلة في الأسواق العالمية".