سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تأجيل الاجتماعات الإيرانية - الأميركية الى ما بعد عيد الأضحى وبارزاني إلى دمشق . زيباري ل "الحياة": عدد المتسللين عبر الحدود السورية تراجع إلى أقل من 30 شخصاً شهرياً بفضل الاجراءات والإرادة السياسية
قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في حديث الى "الحياة" أمس، ان عدد المتسلل عبر الحدود السورية - العراقية انخفض من نحو مئة شخص الى أقل من 30 شهريا"بفضل الاجراءات الأمنية التي قامت بها دمشق والأهم توفر الارادة السياسية في سورية". وأشار زيباري الى ان الجولة المقبلة من المحادثات بين الجانبين الاميركي والايراني حول العراق أرجئت من 18 الجاري الى ما بعد عيد الاضحى. وأكد انه"يشجع بقوة"حصول لقاءات اميركية - سورية. وعلمت"الحياة"ان نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح سيزور دمشق الاحد المقبل للبحث في التعاون الاقتصادي بين البلدين، خصوصاً إنشاء انبوب للنفط من كركوك الى بانياس، وأن عضو المكتب السياسي ل"الحزب الديموقراطي الكردستاني"ازاد براوي زار دمشق قبل ايام للتمهيد لزيارة رئيس الحزب مسعود بارزاني في الأيام المقبلة. وكان زيباري اختتم امس زيارة رسمية لدمشق تضمنت لقاءين مع الرئيس بشار الاسد، احدهما مغلق استمر نحو ربع ساعة، وجلسة من المحادثات مع وزير الخارجية وليد المعلم. وقال وزير الخارجية العراقي:"من دون شك هناك رضى عراقي، وليس اميركيا، بفضل تحسن ملحوظ في جانب التعاون الامني وانخفاض نسبة المتسللين الاجانب من شبكات ارهابية وتفجيرية كانت تدخل العراق عبر الأراضي السورية حيث اتخذت سلسلة من الاجراءات المؤثرة والفعالة أدت الى تراجع نسبة هؤلاء الى أقل من النصف حسب التقديرات". واوضح ان"عددهم كان بحدود 80 الى 100 شخص شهرياً. وانخفض العدد حالياً الى اقل من 30. أي، ما زال هناك تسلل قائم، لكن بنسب أقل. وهؤلاء من الانتحاريين والمجرمين الخطرين الذين كانوا يستهدفون الابرياء بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة والذين كانوا يشكلون تهديداً أمنياً خطيراً جداً. وزاد:"منذ البداية قلنا إن التعاون الأمني والاقتصادي والتجاري بين سورية والعراق، لا يتحقق ما لم تتوفر الارادة السياسية وما لم يحصل تفاهم سياسي، وقبول الوضع الجديد في العراق والتعامل معه بشكل واقعي، ونلاحظ أن هناك توجها سليما في هذا الاتجاه ومن خلال سلسلة الزيارات التي قامت بها القيادات العراقية والمسؤولين لسورية ونتيجة للجهود الثنائية وايضاً لمؤتمرات دول الجوار تحقق تفاهم أكبر بين الاجهزة الأمنية". وقال زيباري رداً على سؤال إن"الهدف المشترك هو الوصول الى تسلل بنسبة صفر، هذا ما بحثناه وهذا ما طرحناه، وقلنا اننا نتوقع استمرار هذه الجهود وهذه المحاولات المؤثرة"، مشيراً الى وجود"ادراك"في دمشق ان"عدوى هذا الارهاب وهذه الشبكات يمكن ان تصيب سورية ايضاً، وحصلت او حدثت مجموعة من المواجهات والاشكالات الأمنية داخل سورية نتيجة لنفوذ واتصالات هذه الشبكات. وأعتقد انه حصل ادراك لخطورة هذه الشبكات على الأمن السوري". ومن الخطوات التي جرى الاتفاق عليها، بحسب زيباري، ما يتعلق ب"اجراءات على الحدود والمطارات والمنافذ الحدودية وفي التحقق من المشتبه بهم، وأعمارهم وظروف سفرهم"، مشيراً الى ان"بغداد تعمل مع دول المصدر في شمال افريقيا وفي الجزيرة وفي السعودية ودول الخليج لضبط حركة هؤلاء فالجهود لم تشمل سورية وحدها بل دولاً أخرى". وسئل عن المعدات التي تطالب دمشق بالحصول عليها للمساهمة في ضبط الحدود، فأجاب:"المسألة ليست فنية هي مسألة ارادة سياسية. الاجهزة الأمنية السورية مشهود لها بحرفيتها وبقدرتها وبمعرفتها لذلك في تقديري انه ربما كانت هناك حاجة الى بعض المستلزمات الفنية لكن الاساس، هو الارادة السياسية. واعتقد ان هناك قدراً كبيراً من هذه الارادة. وهذا ما لمسناه خلال المحادثات مع الرئيس الاسد والقيادة وهو ما نراه من اجراءات داعمة للمطلب العراقي، ولذلك نريد ان نبني على ذلك". وعن الحوار بين ايران واميركا قال زيباري:"نحن الذين بادرنا به ونحن الذين أسسناه والجولة المقبلة ستعقد قريباً. أعلنّا انها ستكون في 18 الجاري، لكن ربما ستتأخر بضعة ايام. أي الى ما بعد العيد". وعندما سئل عن احتمال انضمام امنيين اميركيين الى اللجنة السورية - العراقية، قال:"نحن على تواصل مع سورية. واميركا لديها اتصالات مع سورية. السفارة الاميركية قائمة. بعكس ايران، لذلك ساهمنا وساعدنا في تحقيق ذلك. كمبدأ نحن نؤيد حقيقة أي تقارب او تفاهم بين اميركا وسورية وايران لتخفيف حدة هذا التوتر لأن تخفيف التوتر يساعد الوضع الأمني والسياسي في العراق". وسئل عن صحة معلومات تفيد انه يسعى الى ترتيب زيارات مسؤولين عسكريين وسياسيين اميركيين لدمشق، فأجاب:"لا استطيع ان اكشسف كل أوراقي. لكن هذا هو المبدأ الذي نحن ننطلق منه. ليست لدي أي مواعيد أو شخصيات: من سيزور سورية ومن سيأتي، ولكن نشجع"حصول لقاءات اميركية - سورية. وسئل هل زيارته تعني"رسالة"اميركية الى دمشق، فقال:"نحن لا نمثل الاميركيين بل نمثل الحكومة العراقية، ونمثل الشعب العراقي. وسورية بلد جار مهم ومؤثر نحتاج الى ان تكون خطوط التواصل والتحاور معها مفتوحة باستمرار. وهناك فرص هائلة وكبيرة أمام البلدين لتطوير هذه العلاقات الى مستويات كبيرة جداً في الجوانب النفطية والاقتصادية والتجارية، لذلك فالأجواء مهيأة والجو العام أفضل من السابق". ورفض الاتفاق مع الفرضية القائلة ان هناك صفقة بين دمشقوواشنطن، وقال:"مسألة الصفقات ولّى زمانها. في تقديري ان العراق حالة قائمة ثابتة. لكن كلما تمكنّا من تخفيف التوترات الاقليمية او بين الأطراف الدولية ودول الاقليم، كلما تحقق المزيد من الأمن والاستقرار. والانجازات الحالية ما زالت هشة تحتاج الى تدعيمها بالمصالحة والخدمات بالاعمار لاستمرار هذا التعاون الاقليمي الأمني مع العراق بشكل حقيقي". ووصف الموقف السوري من العراق والقوات الأميركية بأنه"عقلاني نابع من واقع الميدان. حالياً القوات العسكرية والأمنية العراقية لم تصل الى مرحلة من الجهوزية للاعتماد على نفسها، لذلك هناك حاجة الى استمرار هذا الدعم الأميركي. والأزمة الأخيرة مع تركيا أظهرت مدى انكشاف العراق كبلد أمام التهديدات الخارجية، بغض النظر عن كل التفاصيل"، مشيراً الى أهمية"استمرار التعاون مع واشنطن لبناء المؤسسات العراقية للتوصل الى اتفاقية بعيدة المدى، لذلك فإن الانسحاب الفوري غير مطروح لدى كل التيارات والتجمعات أو الكتل السياسية العراقية. والغالبية العظمى هي مع بناء القوات العراقية بالتوازن مع خروج هذه القوات.