القمح هو أقدم غذاء عرفه الإنسان، وكان الناس في الماضي يقولون عنه انه نبات مبارك وما زالوا الى اليوم ينظرون اليه هذه النظرة. وكما هو معروف يتمتع القمح بخصائص غذائية وصحية قلما نجدها مجتمعة في غذاء آخر، ووجد الباحثون ان القمح غني بمضادات أكسدة فريدة من نوعها لها أهميتها في تقديم الدعم للجسم للتخلص من الشوارد الكيماوية الحرة الضارة التي تمهد للإصابة بأمراض خطيرة مثل أمراض القلب والأورام السرطانية والإصابات الاستحالية والداء السكري والساد في العين المياه البيضاء والشيخوخة والتجاعيد. واذا كان القمح يملك صفات بالغة الأهمية، فماذا عن القمح المبرعم المستنبت؟ الواقع ان القمح المبرعم هو غذاء حي يقدم فوائد جمة تفوق تلك التي نحصل عليها من القمح العادي. والقمح المبرعم ما هو إلا القمح العادي الذي تم تعريضه للرطوبة، ما يؤدي الى نشوء خمائر أنزيمات تعمل على تحويل عدد من مكونات القمح الى مواد حيوية طازجة تتمتع بمواصفات بيولوجية عالية الجودة تعود بالنفع على الجسم. ففي القمح المبرعم تنشأ خميرة ألفا-أميلاز التي تعمل على تفكيك النشاء الموجود في القمح من سكريات معقدة الى سكريات بسيطة سهلة الامتصاص، وكذا الأمر مع البروتينات المعقدة، اذ تتحول هذه الى أحماض أمينية بسيطة سهلة الامتثال. أما الخمائر الأخرى التي تتوافر في القمح المبرعم فتحول بعض المركبات الى عناصر غذائية أكثر فائدة أو الى زيادة تراكيز عدد معين من الفيتامينات المهمة للصحة. ان القمح المبرعم ينضح بالعناصر الغذائية المهمة للجسم، فكمية البروتينات تزداد بنسبة عالية. ويحتوي القمح المبرعم على فيتامينات مهمة مثل ب1، ب2، ب3، ب9، وفيتامينات أخرى وغيرها، خصوصاً الفيتامين ث الذي لا يوجد في القمح العادي. والى جانب البروتينات هناك المعادن مثل الكلس والحديد والبوتاسيوم والمغنيزيوم والمنغنيز والنحاس والزنك والصوديوم والفوسفور. ان القمح المبرعم بما يحتويه من عناصر ومركبات، يملك فوائد صحية متعددة، فهو يقوي الجسم، ويزيل السموم المتراكمة ويساعد على الهضم، ويخفف من التعب والإجهاد، ويزيد من مناعة الجسم ضد الأمراض، وينشط الغدة الدرقية، ويؤمن للحوامل والمرضعات الإمدادات الغذائية اللازمة لهن وللأجنة التي تسبح في أرحامهن. يبقى السؤال المهم: كيف يحضر القمح المبرعم؟ ان عملية التحضير هي على الشكل الآتي: يغسل القمح جيداً وينقع في مياه نظيفة من المساء وحتى الصباح، ومن ثم تصفى الحبوب من الماء وتوضع في وعاء مناسب ويغطى بقطعة من القماش المناسب، ومن ثم يتم قلبه على فوهته لمدة 10 دقائق لتصفيته من الماء وبعدها يوضع الوعاء على قاعدته تحت الضوء. وتعاد العملية مرتين الى ثلاث مرات كل ست ساعات لتظهر بعدها براعم القمح بطول 1 الى 3 ميلليميترات.