استيقظت العاصمة العراقية امس على حريق كبير اندلع في مصفاة الدورة شرق بغداد وسحب من الدخان غطت سماء المنطقة. وفيما يكافح رجال الاطفاء الحريق حذر مسؤولون من امتداده الى مناطق مجاورة، وتضاربت الأنباء حول سببه، بين قصف بالصواريخ أو حادث عرضي، فيما ذكر أحد المسؤولين ان الحريق يهدد بأزمة وقود جديدة. وأعرب المتحدث باسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد عن اعتقاده بأن" صواريخ كاتيوشا عدة سقطت على عدد من الخزانات المملوءة بالوقود في المصفاة ما أدى الى اندلاع حريق كبير"، لافتاً الى ان الحادث ادى الى اصابة عدد من افراد حماية المنشآت النفطية بحروق وألحق اضراراًً مادية. وأضاف أنه"تم عزل الحريق الذي بات تحت السيطرة، وسيخمد خلال بضع ساعات". واضاف جهاد ان وزير النفط حسين الشهرستاني زار المصفاة للاشراف على عملية إخماد الحريق، فيما قامت قوات الامن العراقية باغلاق الطرق الرئيسية المؤدية الى مكان المصفاة وفرضت طوقاً امنياً حول مكان الحريق فيما غطت سماء بغداد سحب من الدخان شاهدها معظم سكان العاصمة. لكن مدير الدفاع المدني العميد عبد الرسول الزيدي أبلغ"الحياة"ان الحريق الذي اندلع في المصفاة كبير، وحذر من احتمال امتداده الى المناطق المجاورة، لافتاً الى ان"الصواريخ لسوء الحظ سقطت في اربعة من الخزانات الممتلئة بمادة"النفتة"بسعة 6 مليون لتر"، واوضح ان"الحريق لن يتم اخماده الا بعد نفاد هذه المادة التي تستغرق وقتاً طويلاً ما قد يعطل عمل المصفاة بشكل كامل". لكن وكالة"اسوشيتد برس"نقلت عن ناطق باسم القوات الأميركية أعلن في بيان ان"سبب الحريق حادث عرضي"، موضحاً ان"القوات الأميركية التي هرعت الى مكان الحريق تأكدت ان سببه انفجار أحد الأنابيب"مضيفاً انه"لا يعرف عدد الضحايا بعد". ولم تتعرض المصفاة، التي تعد من اقدم المصافي النفطية واكبرها في العراق، خلال 4 سنوات الى اي عمل تخريبي باستثناء تعرض الانبوب الذي ينقل النفط الخام اليها الى عمليات تفجير، حيث تستقبل المصفاة النفط الخام من شمال العراق وجنوبه لتكريره للاستخدام في بغداد. ويعود بناء المصفاة، التي يطلق عليها ايضا شركة مصافي الوسط، الى عام 1953 ابان الحكم الملكي في العراق، وتتألف من 18 قسماً، منها 5 تشغيلية تقوم بعملية تكرير النفط الخام و13 قسماً خدمياً، ويعمل فيها حاليا نحو 3300 منتسب يعملون 24 ساعة يوميا بالتناوب. وابلغ مدير شركة مصافي النفط المهندس دثار الخشاب"الحياة"ان"المصفاة تنتج مليوني لتر يوميا من مادة البنزين مخصصة للعاصمة التي تحتاج يوميا الى 5 ملايين لتر"، مشيرا الى ان توقف عمل المصفاة سيسبب ازمة وقود جديدة.