أدلى الناخبون في الجمهورية الصربية كيان صرب البوسنة باصواتهم امس لاختيار رئيس لهم خلفاً للرئيس السابق ميلان ييلاشيتش الذي توفي في أيلول سبتمبر الماضي، قبل ثلاثة سنوات من انتهاء فترة ولايته الرئاسية. ورجحت استطلاعات آراء الناخين بعد خروجهم من مراكز الاقتراع فوز القيادي في"حزب الاشتراكيين الديموقراطيين المستقلين"الحاكم ورئيس أكاديمية العلوم في الكيان رايكو كوزمانوفيتش 76 سنة. وتنافس في هذه الانتخابات عشرة مرشحين، بينهم ملادن ايفانيتش رئيس"الحزب الديموقراطي التقدمي"في الكيان ووزير الخارجية البوسني السابق. وأكد كل المرشحين في برامجهم التزامهم الدفاع عن الاستقلال الذاتي الذي يتمتع به الكيان بحسب اتفاق"دايتون"المبرم آخر 1995 لوقف الحرب البوسنية 1992-1995 والذي يشكل الى جانب كيان"الاتحاد البوسني المسلم - الكرواتي"جمهورية البوسنة - الهرسك بوضعها الحالي المشترك بين أعراقها المسلمة والصربية والكرواتية. وبحسب قانون الانتخابات في جمهورية البوسنة - الهرسك، فإن المنافسة بين المرشحين تقتصر على جولة انتخابية واحدة، يكون الفائز بنتيجتها الأوفر حظاً في الحصول على الاكثر في الأصوات، ويكمل الفائز الولاية المتبقية للرئيس المتوفى ومدتها ثلاث سنوات. وبحسب دستور الكيان، فإن الرئيس يتمتع بمسؤوليات رمزية، لأن السلطة الفعلية تتركز بيد رئيس الحكومة، وهو حالياً ميلوراد دوديك رئيس"حزب الاشتراكيين الديموقراطيين المستقلين". وأفادت المعلومات بأن نسبة المشاركة في التصويت تجاوزت الستين في المئة من أصل 1.1 مليون ناخب يحق لههم التصويت من بين سكان الكيان البالغ عددهم مليوني شخص. وتأتي هذه الانتخابات بعد أقل من أسبوع من توقيع اتفاقية بدء محادثات عضوية البوسنة في الاتحاد الأوروبي، والذي جاء ضمن الجهود الدولية لحض الصرب على توحيد اجهزتهم الأمنية مع أجهزة الاتحاد البوسني المسلم ? الكرواتي. وأوضحت استطلاعات الرأي العام في الكيان الصربي، ان السكان"يعتبرون أن الانضمام الى الاتحاد الأوروبي سيكون أمراً جيداً، شريطة أن لا يرغم ذلك الجمهورية الصربية على التخلي عن سلطاتها الذاتية التي حصلت عليها في اتفاق دايتون". ويسود المشاعر الصربية في الكيان"ضرورة حماية المصالح القومية، بما فيه العلاقة الأخوية مع صربيا، بأي ثمن". وكان الزعماء الصرب قرروا تعطيل عمل المؤسسات المركزية لجمهورية البوسنة ? الهرسك من خلال الاستقالات الجماعية وعدم المشاركة في اجتماعات البرلمان المركزي، كتحدٍ للمسؤول الدولي الأعلى ميروسلاف لايتشاك، الذي سعى الى التقليل من صلاحيات صرب البوسنة خلال التصويت على القرارات المركزية. ومن المؤشرات الى التعطيل، استقالة رئيس الحكومة المركزية الصربي نيكولا شبيريتس الذي أدى الى شلل كامل في عمل الحكومة.