باشر المصرف العراقي - الإيراني أعماله في مدينة كربلاء، بهدف خدمة الزوار الإيرانيين للعتبات الدينية، وفقاً لاتفاقات بين حكومتي البلدين. وأوضح مصدر مطلع، ان رأس مال المصرف 30 مليون دولار، وهو رأسمال مشترك بين مصرفي"اقتصاد نوين"و"كشاورزي"الإيرانيين من جهة، ومصرف"التعاون للتنمية الإقليمية"العراقي من جهة أخرى. وأولت الأوساط الاقتصادية والسياحية في محافظة كربلاء، هذه الخطوة اهتماماً بالغاً، باعتبارها تصب في إطار خطة شاملة تطمح إليها المحافظة، لاستقبال الأعداد الغفيرة من الزوار الإيرانيين وغيرهم. ويزور نحو 150 ألف إيراني كربلاء سنوياً، ويمكن مضاعفة هذا الرقم، إذا ما استكملت الاستعدادات اللازمة لذلك، خصوصاً على صعيد توفير البنية التحتية، واستتباب الأمن داخل المحافظة وخارجها. وقال رئيس"رابطة المصارف العراقية"فؤاد الحسني، ان هذه الخطوة تلبي طموح قطاعات اقتصادية واسعة، متوقعاً ان تحذو مصارف إيرانية أخرى، سبق وان منحت موافقات من المصرف المركزي العرقي، حذو المصرف العراقي - الإيراني في الوجود في المحافظة، إلى جانب اكثر من 15 فرعاً لمصارف عراقية خاصة تزاول نشاطها المصرفي في المحافظة والمصارف الحكومية الأخرى. ووقعت إيران اتفاقات مع العراق في مجال الطاقة والتجارة والنفط، والسياحة الدينية، كما تستفيد من علاقاتها الاقتصادية مع جنوبالعراق، اكثر مما هو حاصل مع إقليم كردستان، إذ تجاوزت تجارتها معه اكثر من بليون دولار عام 2006، وفقاً لرئيس غرفة تجارة كردستان حسان باقي، ويبدو ذلك جلياً من خلال الحضور الإيراني المتزايد في مدينتي كربلاء والنجف، كما منحت الحكومة الإيرانية مدينة النجف 20 مليون دولار سنوياً لبناء المنشآت التي تؤوي الزوار الإيرانيين، و3 ملايين دولار سنوياً لكربلاء، إضافة إلى ما ينفقه الزوار الإيرانيون على الفنادق والطعام وشراء المقتنيات المختلفة، وهو مبلغ يزيد على 1500 دولار خلال الزيارة الواحدة للشخص الواحد. وترى أوساط اقتصادية عراقية في عرض إيران إقراض العراق بليون دولار، نقطة جذب لاستثمارات إيرانية أوسع، وتجسد مقولة البعض ان إيران هي الملاذ الجيد المتوافر لدى العراقيين حالياً في تنمية تجارتهم معها.