البوتاسيوم من المعادن الأساسية للجسم، خصوصاً للجهاز العصبي وعضلة القلب. ويلعب هذا المعدن دوراً مهماً في الحفاظ على التوازن الحامضي، ويعمل بالمشاركة مع معدن الصوديوم على ضمان حسن توزيع السوائل في الجسم وتنظيمها. وأول من اكتشف معدن البوتاسيوم الكيماوي الإنكليزي السيد همفري دافي في العام 1807، وأعطاه الرمز وهو الحرف الأول من الكلمة اللاتينية KALIUM التي تعني القلوي. يوجد البوتاسيوم في الدم بكمية معينة إذا نقصت عن حد معين أدت إلى تبدلات في العديد من الوظائف الفيزيولوجية. وإذا نقص مستوى البوتاسيوم بشدة فإنه يقود إلى تعرض الشخص لإصابات كثيرة، وانخفاض ضغط الدم والضعف العضلي والغثيان والتقيؤ والإمساك والكآبة والعصبية، وانتماء بالإسهال وظهور التورمات والتشنجات. وهناك دراسات أشارت إلى ان فقدان البوتاسيوم من الجسم له علاقة بظهور أمراض عصبية عضلية مجهولة الأسباب. وليس نقص البوتاسيوم مضراً فقط، بل ان فرط مستواه في الجسم يمكن أن تتمخض عنه تأثيرات ضارة، مثل ضعف العضلات والشلل، واضطرابات في كهرباء القلب، إضافة إلى المشاكل الهضمية، كالإسهال والمغص المعوي والغثيان. لقد أفادت دراسات حديثة بأهمية النظام الغذائي الغني بمعدن البوتاسيوم في إبعاد شبح الإصابة بارتفاع ضغط الدم والحوادث الدماغية والوعائية والحصيات الكلوية. وفي الولاياتالمتحدة سمحت إدارة التغذية والدواء للشركات بوضع ملصقات على الأغذية الغنية بالبوتاسيوم والفقيرة بالصوديوم، تفيد بأنها تقي من ارتفاع ضغط الدم والأزمات الدماغية الوعائية، وطبعاً يجب أن تكون هذه الأغذية فقيرة بالدهنيات عموماً، خصوصاً الدهنيات المشبعة. أين يوجد البوتاسيوم؟ ان الأغذية كلها تحتوي على معدن البوتاسيوم وعلى الأخص الخضروات والفواكه. وتبلغ حاجة الإنسان البالغ اليومية من هذا المعدن من 1.5 إلى 4 غرامات وذلك وفقاً للعمر وحالة النشاط الفيزيائي. ومن أهم الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم المشمش الجاف والعدس والتين والمكسرات والبلح، أما أفقر الأغذية به فهي الحليب والبيض والخبز. يتوافر البوتاسيوم على شكل مكمل غذائي، قد يخطر ببال البعض أن ينهلوا منه من دون حاجتهم غذائي، وحري بهؤلاء أن ينتبهوا إلى الإقلال من واردات معدن الصوديوم كي تكون نسبة البوتاسيوم إلى الصوديوم واحداً إلى واحد. وفي كل الأحوال يتوجب على المصابين بأمراض معينة. كالجفاف المزمن والداء السكري وأمراض القلب والقرحة المعدية أو المريئية، ان يستشيروا الطبيب قبل تناول مكملات البوتاسيوم، وهذه الأخيرة محظورة كلياً للذين يعانون من انسداد في المريء أو في الأمعاء، أو الذين يشكون من مرض اديسون داء يصيب الغدة فوق الكلية، أو الذين يعانون من اضطرابات في حركة الأمعاء كالإمساك والإسهال مثلاً. بقي أن نعرف ان الكافيين والتدخين يقللان من امتصاص معدن البوتاسيوم، في المقابل فإن أمراض الكلى ومدرات البول والإسهال تؤدي إلى انهيار منسوب البوتاسيوم في الجسم.