قال مصدر ديبلوماسي عربي ل "الحياة" امس ان وزير خارجية خليجياً وجه انتقادات شديدة الى السياسة الايرانية في العراق، واصفاً اياها ب "الطائفية" وتساهم في"زرع الفتنة"عبر"تقديم الدعم الى الشيعة من دون السنة بدلاً من تقديم الدعم الى جميع العراقيين لتقديم نموذج لوحدة العراق". واوضحت المصادر ان الجدل حصل في الجلسة المغلقة لوزراء خارجية دول جوار العراق الموسع، على خلفية اقتراح وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي"خطة"تتضمن"انسحاباً فورياً"للقوات المتعددة الجنسية من العراق مع احتمال نشر قوات من ايران والسعودية وباقي دول الجوار بدلاً منها. كما اقترح متقي ايضاً تشكيل لجنة عراقية - سعودية - ايرانية - سورية ل"بحث سبل حل الازمة في العراق". وبحسب المصادر فإن الوزير العربي انتقد المطالبة ب"الانسحاب الفوري"قبل اعداد مؤسسات الجيش العراقي على اسس وطنية لملء الفراغ، مشددا على وجوب"عدم تقرير اي شيء نيابة عن الحكومة العراقية باعتباره قرارا عراقيا"، واشار الوزير الى السياسات الايرانية من دون ان يسميها، وقال انه لا يريد ان ينتقد احدا لكن هناك"سياسات تزرع التفرقة وتتضمن تدخلا في الشؤون الداخلية العراقية"وان"بعض الدول يريد صنع العراق حسب صورته"بحيث ان هذه الدول"تقدم المساعدات للشيعة وليس السنة بل تقديم المساعدات لباقي الشعب العراقي لتقديم نموذج لوحدة العراق". وعلم ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس تأخرت في الانتقال من فندق"كونراد"الى"قصر تشيران"، كي لا تشارك في الصورة الجماعية لجميع المشاركين التي التقطت صباح امس. وقال مصدر ديبلوماسي"لا تريد ان تكون مع متقي في صورة واحدة". من جهة ثانية نقلت"وكالة الانباء السعودية"عن وزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل قوله إن بلاده تدين"إدانة قاطعة"، العمليات الإرهابية التي تعرضت لها تركيا. وأكد أهمية دعم وحدة العراق والحفاظ على استقلاله وسيادته والامتناع عن التدخل في شؤونه الداخلية. وأوضح أن الرياض تنظر إلى العراق"باعتباره بلداً شقيقاً وجاراً عزيزاً وجزءاً أساسياً وأصيلاً لا يتجزأ من أمته العربية والإسلامية". وقال سعود الفيصل خلال مشاركته في الاجتماع الموسع:"ننظر إلى جميع أبناء الشعب العراقي الثري بتنوعه وتعدد أطيافه نظرة الأخ لأخيه، من دون أي تصنيف طائفي أو مذهبي أو عرقي، ونقف على مسافة واحدة من جميع مكوناته وتياراته السياسية". وأضاف:"إن إحساسنا وشعورنا العميق بمدى وحجم المعاناة الإنسانية التي يتكبدها الشعب العراقي الشقيق لا يعادله إلا حرصنا المستمر على بذل كل جهد ممكن لمساعدتهم على تخطي الأوضاع المأسوية التي ما زالت تواجههم في هذا البلد الأصيل". واعتبر سعود الفيصل أنه على رغم التطورات الأمنية"المشجعة"والجهود الدولية لتحقيق مصالحة عراقية وطنية، فإن الوضع في العراق"لا يزال يراوح مكانه". محذراً من أن"هذا الوضع المضطرب"يسمح باستمرار النزاعات الطائفية والعرقية ...، و"بات يعرّض أمن الدول المجاورة للعراق لمخاطر كبرى وتهديدات إرهابية خطيرة".