رحب الرئيس اليمني علي عبدالله صالح امس بعودة قادة "الحزب الاشتراكي اليمني" المقيمين في المنفى كما أمر بالافراج عن المعتقلين الذين شاركوا في التحركات الاحتجاجية للمتقاعدين العسكريين والمدنيين في جنوب وشرق البلاد. ودعا علي صالح في كلمة ألقاها أمام المهرجان الكبير الذي أقيم صباح أمس في عدن لمناسبة العيد ال45 لجلاء القوات البريطانية عن جنوب اليمن في 30 تشرين الثاني نوفمبر 1967، الشعب اليمني بكل أحزابه وشرائحه الى تضافر الجهود من أجل بناء اليمن وفتح صفحة جديدة من التضامن ومواجهة التحديات المحدقة بالبلد، وأعلن عن ترحيبه بعودة"رموز النضال الوطني الموجودين خارج اليمن، ليكونوا معنا ولنفتح صفحة جديدة من العمل السياسي ويعودوا مكرمين مجللين مثلما عاد رموز قبلهم من مناضلي ثورة أيلول سبتمبر في شمال اليمن أمثال الرئيسين عبدالله السلال، وعبدالرحمن الأرياني، بالاضافة الى أحمد محمد نعمان، واللواء حمود الجيافي والفريق حسن العمري، ومحسن العيني". وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها الرئيس اليمني عن ترحيبه بعودة معارضيه الجنوبيين الموجودين في الخارج منذ حرب صيف العام 1994 وفي مقدمهم نائب رئيس مجلس الرئاسة السابق علي سالم البيض، ورئيس الوزراء السابق حيدر أبو بكر العطاس بالاضافة الى الرئيس السابق علي ناصر محمد المنقطع عن زيارة اليمن منذ سنوات طويلة وعدد آخر ممن نزحوا إبان حرب 1994 إلى خارج اليمن ممن يعرفون بأعضاء قائمة ال16 التي صدرت بحقهم أحكام قضائية بتهمة التخطيط والتنفيذ للانفصال وصفت بأنها سياسية وجرى اسقاطها بعفو من الرئيس صالح بعد سنوات على صدورها. وعاد معظم عناصر القائمة الى اليمن ومنهم عبدالرحمن الجفري زعيم حزب رابطة أبناء اليمن رأي الذي عين نائباً لرئيس الجمهورية الانفصالية في 1994، واللواء هيثم قاسم طاهر وزير الدفاع السابق وعدد من الكوادر العسكرية والأمنية والمدنية. واعتبرت مصادر يمنية ان دعوة علي صالح الى عودة المعارضين الجنوبيين في الخارج تهدف الى قطع الطريق أمام أي تحالفات بين معارضة الداخل المتمثلة في أحزاب"اللقاء المشترك"ومعارضة الخارج، بالاضافة الى احتواء الغليان الشعبي الذي هددت المعارضة بتصعيده في المحافظاتالجنوبية على خلفية تظاهرات واعتصامات المتقاعدين العسكريين والمدنيين المطالبين بمعالجة أوضاعهم وعودتهم الى مواقعهم ووظائفهم التي كانوا عليها قبل حرب 1994 وجرى إقصاؤهم بعدها. وعلى رغم تمنيات الرئيس صالح في خطابه أمس بأن يكون رموز ثورة 14 تشرين الأول اكتوبر"بيننا"الا أنه اشترط لعودتهم أن يمارسوا عملاً سياسياً مشروعاً، مطالبا بان تكون عودتهم"كما كانت عودة بينظير بوتو ونواز شريف الى باكستان، فليس هناك ما يمنع من ممارستهم العمل السياسي بشرط عدم إثارة مخلفات التشطير الذي رحل في 22 أيار مايو 1990، يوم تحقيق الوحدة". واستثنى صالح من دعوته"من يحاول المساس بوحدة الوطن"ملوحاً بأن ملفه"سيظل مفتوحا". وفيما كان الرئيس اليمني يحضر الاحتفال في استاد 22 مايو، كانت بعض الأحياء القريبة تشهد تظاهرات لأنصار أحزاب"اللقاء المشترك"رددت فيها شعارات"بالروح بالدم نفديك يا جنوب"، كان اكبرها في ساحة الهاشمي حيث استخدمت الشرطة قنابل مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. وحلقت فوق المنطقة مروحيات عسكرية تابعة للأمن المركزي. وقالت مصادر المعارضة ان شخصاً قتل واصيب عدد آخر بجروح برصاص الشرطة. ونفت مصادر امنية في عدن نفت ل"الحياة"ان تكون قوات الامن منعت دخول سيارات تقل متظاهرين الى المدينة، وقالت انه كان هناك ازدحام شديد نتيجة الاجراءات الأمنية وكان لا بد من ضبط حركة الناس والسيارات. الى ذلك، أعلن علي صالح عن توجيهات بالإفراج عن جميع المعتقلين في التظاهرات والاعتصامات التي شهدتها المحافظاتالجنوبية خلال الأسابيع الأخيرة وشارك فيها عدد من قيادات المعارضة في مقدمهم العميد ناصر النوبة وعضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي في محافظة حضرموت حسن باعوم.