حشدت الإدارة الأميركية أمس في ختام مؤتمر أنابوليس جهودها الديبلوماسية لإطلاق المفاوضات الثنائية في مرحلة ما بعد المؤتمر التي كانت الموضوع الرئيس على طاولة القمة الثلاثية في البيت الأبيض بين الرئيس جورج بوش والرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت. راجع ص 4 وكان متوقعاً أن تعلن واشنطن أمس تعيين القائد السابق لقوات حلف شمال الأطلسي الجنرال المتقاعد جيمس جونز لمراقبة تنفيذ الفلسطينيين والإسرائيليين التزاماتهما وفق المرحلة الاولى من"خريطة الطريق". وستكون اولوياته التأكد من أن الجانب الفلسطيني ينفذ التزاماته الأمنية، وعلى رأسها ملاحقة الفصائل المسلحة، وايضاً التأكد من تجميد إسرائيل أنشطتها الاستيطانية. واستقبل بوش أمس في البيت الأبيض عباس وأولمرت في جولة أخيرة من الاجتماعات، قبل أن يعقد لقاء قمة بين الزعماء الثلاثة لتدشين المفاوضات وبنود وثيقة أنابوليس. وحضرت الاجتماعات وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، قبل أن يعقد بوش وعباس وأولمرت مؤتمراً صحافياً جددوا فيه التزاماتهم التي أعلنوها في أنابوليس. وكانت رايس حددت في البيان الختامي للمؤتمر"اسس مرحلة ما بعد انابوليس". واعتبرت أن اجتماع بوش -عباس - أولمرت سيدشن المفاوضات على القضايا النهائية. وقالت:"مع انتهاء المؤتمر سنركز على الخطوات المقبلة، وهذه الخطوات ستناقش في اللجنة الرباعية الدولية التي ستعقد أول اجتماعاتها في 17 كانون الأول ديسمبر، في موازاة اجتماعات الدول المانحة في باريس". وكشفت أن اجتماعات الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ستبدأ في 12 الشهر المقبل، بعدما"اتفقا على تطبيق فوري لخريطة الطريق لتحسين الظروف على الارض ووضع الاسس لحل الدولتين"و"سيخوضان في مفاوضاتهما في القضايا الجوهرية، من ضمنها الحدود واللاجئين، والامن، والمياه، والمستوطنات، والقدس". وفي قراءة لنتائج أنابوليس، اعتبر دنيس روس المبعوث السابق للشرق الاوسط في ولايتي بيل كلينتون وجورج بوش الأب أن الوثيقة المشتركة التي خرج بها المؤتمر"لم تتضمن أسساً واضحة لمرحلة المفاوضات، سواء خريطة الطريق أو القرارات الدولية". وقلل في حديث إلى"الحياة"من شأن تضمين الوثيقة سقفاً زمنياً هو نهاية ولاية بوش، مشيراً إلى أن الإدارة السابقة حددت جداول زمنية للتوصل إلى دولة فلسطينية ولم تتحقق. واستبعد نجاح بوش في التوصل الى تسوية نهائية بحلول عام 2008، لكنه توقع اتفاقات صغيرة تضع الأسس للإدارات المقبلة لتحقيق تسوية. من جهة أخرى، أكدت مصادر متطابقة ل"الحياة"في دمشق أن قادة المنظمات الفلسطينية رفضوا دعوة رسمية لزيارة طهران أمس ولقاء الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، مشيرة إلى أن"ضغوطا وإغراءات كبيرة قدمت إلى قادة المنظمات"قبل أن تتبلغ السفارة الإيرانية في دمشق رغبة المدعوين"إرجاء"الزيارة. وفهم أن لدى قادة المنظمات"تحفظات كبيرة عن توقيت"الدعوة على خلفية مشاركة سورية في الاجتماع الدولي، في مقابل استمرار الانتقادات الإيرانية لمؤتمر أنابوليس. وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي مثل بلاده في أنابوليس دعا إلى إعادة إطلاق المفاوضات على المسار السوري. وأكد أن"إنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل، كما نصت عليه المبادرة العربية، يجب أن يأتي ثمرة للسلام الشامل وليس استباقاً له أو التفافاً عليه. وبمعنى أوضح وقاطع أن يأتي ذلك بعد الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي العربية المحتلة منذ العام 1967". وفي إسرائيل، بدا واضحاً أن المؤتمر الدولي لن يؤثر في استقرار الائتلاف الحاكم، بعدما أعلن رئيسا الحزبين اليمينيين المتشددين"شاس"و"إسرائيل بيتنا"إيلي يشاي وافيغدور ليبرمان أنهما باقيان في الائتلاف لقناعتهما بأن التسوية الدائمة التي تحدثت الوثيقة المشتركة عن بذل مسعى للتوصل إليها في غضون عام"ليست في متناول اليد". ونقلت وسائل الإعلام العبرية عن أوساط أولمرت ارتياحه لنتائج المؤتمر.