كشفت عائلة مسؤول حكومي عراقي خُطف من مقر عمله وسط بغداد قبل حوالي سنة، أنها تمكنت من العثور على جثته في إحدى مقابر جنوب العاصمة، وأعادت دفنه في مقبرة العائلة في مدينة الرمادي غرب البلاد. وكان حوالي 150 موظفاً من دائرة البعثات الثقافية، وهي إحدى دوائر وزارة التعليم العالي، خُطفوا من مقرات عملهم وسط بغداد في منتصف تشرين الثاني نوفمبر الماضي على يد جماعة مسلحة كان يرتدي أفرادها زي قوات الأمن العراقية. واعتبرت السلطات العراقية لاحقاً أن قوات الأمن تمكنت من تحرير عشرات من هؤلاء الموظفين لكن وزارة التعليم العالي أعلنت أن عشرات آخرين ما زالوا مفقودين. وكان من بين المخطوفين مدير الدائرة سلام سويدان الذي يحمل شهادة دكتوراه في العلوم السياسية. وقال عدنان سويدان وهو شقيق سلام إن الأسرة"طرقت كل الأبواب للوصول اليه أو إلى معلومات تدل عليه... لكن من دون فائدة". وأضاف:"ذهبنا مرات الى وزارة الداخلية وإلى مكتب الهلال الاحمر في بغداد... لكننا لم نحصل على أي شيء يدلنا عليه أو إن كان حياً أو ميتاً". وتابع:"على رغم صعوبة وخطورة الوضع الأمني خلال تلك الفترة... ذهبنا مرات الى مستشفى الطب العدلي، وكانوا في كل مرة يقولون لنا إنه ليس لديهم أي معلومات عنه". ويحتفظ مستشفى الطب العدلي في وسط بغداد بالجثث لوقت محدد قبل أن ينقلها في حال عدم سؤال أحد عنها الى إحدى المقابر الموجودة إما في محافظة كربلاء أو النجف الجنوبيتين وهما منطقتان ذات غالبية شيعية. وقال سويدان:"قبل أسبوع، اتصل بنا أصدقاء قالوا لنا إنهم رأوا صورة سلام في الطب العدلي عندما كانوا هم أيضاً يبحثون عن جثة لفقيد لهم". وأضاف أن شهادة الوفاة بينت أن أخاه توفي بسبب الخنق بواسطة شريط لاصق، وأن معلومات الطب العدلي دلت على أن الجثة دفنت في كربلاء في مقبرة خاصة لمجهولي الهوية. وتابعت:"وهنا بدأت مرحلة أخرى من الصعوبات... فنحن سُنة والمنطقة التي دفن فيها سلام شيعية... وتوسطنا لاصدقاء لنا شيعة ذهبوا الى المقبرة وأخرجوا الجثة وجلبوها الى مدينة الرمادي قبل يومين حيث دفنّاها في مقبرة العائلة في مدينتنا".