سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التقى بري والحريري وجعجع وعون وأكد ان الانتخاب الرئاسي سيحصل بعد يومين . كوشنير يهدد بكشف من يعرقل التوافق في لبنان : مبادرتنا وافق عليها الجميع وفوجئنا بوجود أمر عالق
هدد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بإطلاع "العالم بأسره على من تسبب بعرقلة التوافق في لبنان إذا لم تجرَ الانتخابات الرئاسية في موعدها"، موضحاً أن مبادرة بلاده، انطلقت بموافقة الأكثرية والمعارضة وسورية وايران و"الجميع كان موافقاً على لائحة البطريرك الماروني نصرالله صفير للمرشحين التوافقيين لكنني أفاجأ بأن هناك أمراً عالقاً ومجمداً وفي غير محله، ومن يعترض على الانتخابات يتحمل المسؤولية". وسأل:"من الذي لم يوافق؟ ومن الذي له مصلحة في الفوضى وفي عدم إجراء الانتخابات؟". مواقف كوشنير الذي عاد الى بيروت ليل أول من أمس لمتابعة المبادرة الفرنسية، جاءت في تصريحين منفصلين بعد لقائه أمس رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ورئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري. وقال كوشنير بعد لقائه بري في حضور السفير الفرنسي اندريه باران: "بعد بذل جهود كثيرة، وبعدما قبلت الأكثرية والمعارضة وسورية، وبعدما تكلمنا مع إيران، قمنا بمبادرة مقبولة من الجميع وطلبنا من البطريرك صفير وضع لائحة أسماء وقد وضعها. وكان الجميع موافقاً على اختيار مرشح توافقي، وهذا هو الوضع وهكذا هو دائماً، لا تتخذ القرارات دائماً في لبنان بل البلدان المجاورة تدخل في اللعبة. لماذا لا تمشي مبادرة فرنسا؟ لكن في اللحظة الأخيرة أي بعد يومين ستنجح المبادرة، بعد يومين سيكون للبنان رئيس للجمهورية". وأضاف:"هناك عقبات، أنا لا أدخل في الأسماء، لكن لا بد من التوافق على اسم واحد، أنا لن أختار أحداً. أريد أن أحذركم: فرنسا ليست من سيختار الاسم وليست من سيحدد مصير لبنان بل اللبنانيون جميعاً. لا بد من انتخاب الرئيس ولن أختار شخصاً معيناً ومن سيعترض على هذه العملية سيتحمل المسؤولية". والتقى كوشنير الحريري في حضور نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري والنائب باسم السبع والنائب السابق غطاس خوري ونادر الحريري وباران، وقال كوشنير بعد اللقاء:"كالعادة أنا مسرور من الطريقة التي تتلاقى بها أفكارنا. عدت إلى لبنان لأنني وعدت بذلك، ولأنني أود أن تكون الأمور واضحة في بلد من النادر أن تكون الأمور فيه كذلك". وأضاف:"توافقنا مع جميع القوى السياسية التي جاءت إلى مؤتمر سان كلو، وطُلب منا القيام بمبادرة. ولأن كان هناك 30 مرشحاً للانتخابات الرئاسية، أخذنا على عاتقنا بعدما أجرينا مشاورات مع الجميع، بمن في ذلك سورية، وتحملنا مسؤولية الطلب من البطريرك، كما طُلب منا، أن يحضر لائحة أسماء، فما كان من البطريرك الذي أحييه من هنا، وبطيبة خاطر وشجاعة، إلا أن وافق على تشكيل هذه اللائحة بكل حرية. هذا أمر تم انجازه، وكان جزءاً من المبادرة الفرنسية، وتم اطلاع الطرفين الأساسيين، أي الرئيس نبيه بري والنائب الحريري على الأسماء، وكان يفترض بهما أن يتفقا على اسم أو اثنين أو ثلاثة من اللائحة، تُقدم فيما بعد على أنها الأسماء التوافقية للانتخابات الرئاسية، التي لا بد أن تحصل في اليوم المحدد ما بين 21 و23 الجاري". وأكد كوشنير أن"الجميع كان موافقاً وأعلن قبوله بذلك، إلا أنني الآن أُفاجأ وكذلك فرنسا، بأن هناك أمراً عالقاً ومجمداً وفي غير محله. يجب أن يتحمل الجميع مسؤولياتهم. ففرنسا تحملت مسؤوليتها وهي تريد مساعدة لبنان بكل طوائفه. كل تلك الطوائف كانت موافقة على الانتخابات الرئاسية. أنا لا أتكلم هنا عن البقية ولا عن الحكومة ولا عن رئيس الوزراء، بل فقط عن الانتخابات الرئاسية". وتابع:"الجميع كان موافقاً على أن تكون هذه اللائحة منطلقاً لقوى 14 آذار والمعارضة ممثلة بالرئيس بري لاختيار رئيس للجمهورية يتم التوافق عليه. والسوريون وافقوا على ذلك. وأود أن أعرف من الذي لم يوافق عليها، ومن الذي له مصلحة في الفوضى، وفي عدم إجراء الانتخابات؟ في مصلحة من أن تزداد حياة اللبنانيين تعقيداً؟". وجدد كوشنير تأكيده"أننا أصدقاء اللبنانيين، وهذا لا يعني أننا لسنا أصدقاء المسيحيين، نحن أصدقاء لهم وبالقدر نفسه أو ربما أكثر. أريد أن أعلم من الذي يعرقل ومن يتحمل المسؤولية؟ أود أن أقول لكم بكل وضوح: إن من سيتحمل مسؤولية عرقلة هذه العملية التي وافق عليها الجميع سيتحمل مسؤولية عدم الاستقرار في لبنان والعواقب الإقليمية لذلك. وأود أن يعوا ذلك، وفرنسا ستطلع العالم بأسره على ما حصل". سئل كوشنير: هل رئيس تكتل"التغيير والاصلاح"النائب ميشال عون وراء هذه العرقلة؟ فأجاب:"لا أتكلم عن الجنرال عون الذي التقيته، بل أتكلم في شكل عام عن كل اللبنانيين وسألتقي عون مجدداً، ولا أعتقد أنه هو وحده المسؤول عن هذه العرقلة، لا". وعن المسؤول عن العرقلة؟ قال كوشنير:"بحسب خبرتي فإنه من بين الأطراف من يجب أن يتحمل مسؤوليته. الجميع يجب أن يتحمل مسؤوليته بما في ذلك خارج البلد. يجب أن نأخذ الأمر في الاعتبار، ويجب أن نرى اليوم أمس وغداً اليوم من الذي سيتحمل المسؤولية. سنعلن ذلك في شكل واضح وسأتشاور مع الجميع كالعادة ومن ثم نتكلم". الحريري وشكر الحريري لكوشنير زيارته لبنان و"أعلم أن فرنسا لطالما حملت لبنان واستقراره في قلبها". وجدد تأكيده"أننا في تيار"المستقبل"قبلنا، كما قلنا دائماً، بما يقوله البطريرك صفير، ونحن نقف خلفه دائماً". وأعلن"أن هذه اللائحة بالنسبة إلينا مقبولة بكل أسمائها، ولطالما قلنا نحن وحلفاؤنا إننا وراء البطريرك، وكذلك قالت المعارضة. واليوم ربما نواجه انسداداً وعرقلة، لكن لبنان هو الذي يواجه المشكلة". وقال الحريري:"إن استقرار لبنان ومصالحه يجب أن تكون أهم منا جميعاً كأفرقاء سياسيين. اللبنانيون واستقرارهم أهم من سعد الحريري ووليد جنبلاط وحسن نصرالله وميشال عون وسمير جعجع والآخرين. وفي هذا الإطار تصب كل الجهود التي تقوم بها فرنسا وجميع أصدقاء لبنان. انهم يقومون بذلك ليس من أجلي ولا من أجل أي قطب آخر بل من أجل لبنان واللبنانيين". وخاطب الحريري كوشنير قائلاً:"أشكرك لأنك كنت دائماً إلى جانب لبنان، وآمل بأن تبقى إلى جانبه لنتوصل إلى حل لأن لدينا النية الحسنة". وانتقل كوشنير الى لقاء رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية"سمير جعجع وقال انه تحدث معه ب"اخوة وانفتاح وناقشنا اللائحة جزئياً". وقال:"أريد أن يخرج لبنان من أزمته ديموقراطياً ودستورياً، نريد مرشحاً توفقياً"، معلناً أن"المجتمع الدولي كله سيكون الى جانبكم اذا انتخب مرشح توافي". وأوضح أنه يفعل ما بوسعه ل"أقرب اللحظة الأخيرة"، معتبراً أن"الخطر هو الفراغ الكامل بغض النظر عمن يكون وراءه". وقال إنه لا يريد أن يزعج الرئيس إميل لحود الآن"فهو سيرحل"، موضحاً أنه لا يريد"تحميل المسؤوليات فأنا هنا لأسهل الأمور". وقال كوشنير إنه لا يدري إن"كنت سألتقي"حزب الله"أم لا"، داعياً الى"عدم التنبؤ بالأسوأ، أنا أريد أن أحمل الأمور الإيجابية، واللبنانيون يفعلون ما يشاؤون". جعجع أما جعجع فتحدث عن وضع"مقعد جداً"، مشككاً بإمكان حصول الانتخابات، وواعداً بپ"جهود إضافية لنصل إلى خواتيم سعيدة لكنني لا أستطيع أن اعد بأي شيء". وأوضح أن البطريرك صفير"قدم لائحة من 6 أسماء، والحريري بذل جهوداً هائلة ليصل إلى حل مع الفريق الآخر، والله وحده يعرف كم تحمل الشيخ سعد من أجل أسماء ممكنة، لكنها رفضت". وقال:"في نهاية المطاف حين نحشر سأسمي الأمور بأسمائها، المرشح الذي يريدونه ليس توافقياً، طرحنا 5 أسماء ولم يمشِ الحال. حين تكون نتيجة التوافق أن نقبل بمرشحهم لن نصل إلى نتيجة". واعتبر أن"أكبر تهميش لحق بالمسيحيين هو التهديدات التي صدرت بتعطيل الاستحقاق الرئاسي ما جعل أطرافاً كثراً داخليين وخارجيين، يضطرون إلى أخذ الاستحقاق بطرق لا نريدها"، مشيراً الى أن مرشحي الأكثرية بطرس حرب ونسيب لحود"لا يستطيع أحد أن يضع أي علامة استفهام عليهما وتاريخهما يشهد على ذلك". وقال:"نريد أن نعطي المبادرة الفرنسية فرصة أخيرة"، معلناً استعداده"لأي لقاء يمكن أن يفيد في هذه المرحلة التي يجب أن تتكثف فيها الاتصالات". ونفى جعجع وجود خلاف داخل 14 آذار لكن"المشكلة ان الفريق الآخر يأتي الى الجلسة بشيء ويذهب منها بشيء آخر". وأشار الى أن"فريقنا لم يبق متمسكاً بمرشحيه لكن ذلك لم ينفع أيضاً، ماذا نفعل؟ اما أن نحمل مرشحهم على أكتافنا وإما لا، فنحن لا نقدر أن نفهم تماماً ماذا يريدون. أحياناً يقولون إنهم ملتزمون لائحة البطريرك صفير، ثم يأتي منهم من يقول إن مرشح المعارضة الجنرال عون. كيف يقولون إنهم ملتزمون لائحة البطريرك وكيف مرشحهم الوحيد الجنرال عون؟". وسأل:"من يطرح اسم نسيب لحود وبطرس حرب يكون على حساب المسيحيين ومن يطرح الأسماء الأخرى يكون محصلاً لحقوق المسيحيين؟". وذكر جعجع أنه في عام 1970 ترشح الى الرئاسة الزعماء كميل شمعون وبيار الجميل وريمون اده لكن وصل سليمان فرنجية"لكن شمعون والجميل واده لم يخربوا البلد، لذا يجب أن تؤخذ الظروف في الاعتبار بالحد الأدنى". وقال جعجع:"لا يوجد انتخاب بالنصف زائداً واحداً، بل يوجد انتخاب أو لا انتخاب، وإذا أراد أحد التغيّب عن جلسة الانتخاب التي يجب أن تعقد في وقت واحد ذنبه على حاله". وأوضح أن"تحضيراتنا على القلم والورقة في المجلس النيابي وكما يقول الدستور، وليس كما سمعنا أن البعض يحضر لعمل ما في الشارع في اليومين المقبلين، فلا أحد يحاول الضغط بالفوضى فهذا لا ينفع في شيء علماً ان الجيش والقوى الأمنية ستقوم بواجبها". وقال جعجع:"إن شاء الله يكون لدينا رئيس يستطيع ترتيب الأمور بأفضل طريقة في المرحلة المقبلة". عون وبعد لقائه عون، أشار كوشنير الى أنهما اتفقا على اللقاء ثانية اليوم، لاستكمال الحوار. وقال:"لا أريد أن أتحدث باسم اللبنانيين، لكنني آمل بأن يتوصل اللبنانيون الى حل خصوصاً أن هناك حديثاً بنيات طيبة". وقال:"تعودنا أن نقف أمام الكاميرات لنعرض انفسنا لكن آمل أن نعطي أنفسنا فسحة لفترة خالية من التشنج، لا أقول أن الأمر واضح مباشرة، لكنني آمل بأن نصل الى حل في اللحظة الأخيرة قبل الانتخاب". ورأى أن"الحل يجب أن يكون لمصلحة البلد والجميع". وقال:"إذا جرت الأمور في شكل جيد، سيكون ذلك الأمر جيداً للبنان، وقد يؤدي ذلك الى تشكيل أمل بالنسبة الى الفلسطينيين أيضاً خصوصاً أننا هنا في حاجة الى السلام ولبنان جزء مما يحصل في المنطقة واذا انتهزتم هذه الفرصة ستعطون الأمل واندفاعاً رائعاً. كنت في في رام الله وسئلت هل يخرج اللبنانيون من المأزق؟ آمل بذلك".