سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إستراتيجية إسرائيلية لمواجهة "قنبلة" إيرانية ... وطهران تعلن إعتقالات في قضية "التجسس". البرادعي : إيران حققت تقدماً جوهرياً لكنها تحجب أسراراً لبرنامجها النووي
أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ان إيران "حققت تقدماً لكنه غير كاف" في كشف طبيعة برنامجها النووي ومداه. وأشار تقرير للبرادعي سيكون حاسماً في المناقشات الدائرة في مجلس الأمن حول احتمال تشديد العقوبات على إيران، الى ان تعاونها مع الوكالة"لم يتسم بالمبادرة"، وفي الإجابة طوعاً عن أسئلة تتعلق خصوصاً بمصادر يوارنيوم مشع شديد التخصيب بدرجة تستخدم في تطوير قنبلة وجد في أجهزة طرد إيرانية. واعتبر كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي سعيد جليلي ان تقرير البرادعي يظهر ان طهران تفي وعدها في شأن التعاون مع الوكالة. في مقابل ذلك، قال الناطق باسم الخارجية الاميركية شون مكورماك، ردا على سؤال عن التقرير:"هذه اجابات جزئية."واضاف:"يواصل الايرانيون تحدي المجتمع الدولي"، وان الولاياتالمتحدة ستمضي قدما في جهودها لاستصدار قرار ثالث من الاممالمتحدة بعقوبات ضد ايران. وفي تقريره الذي صدر في فيينا مساء أمس، أكد البراعي ان إيران"لم تحسم بعد مسائل رئيسية"موضع جدل مع الوكالة، على رغم انها"خطت خطوات مهمة نحو الشفافية"في تحديد نشاطاتها النووية. وأشار التقرير الى ان إيران وسعت تخصيب اليورانيوم، على رغم طلب مجلس الأمن وقفها، وزادت أجهزة الطرد المركزي التي تملكها الى ثلاثة آلاف. وتحدث البرادعي في تقريره الذي رفعه الى مجلس الأمن عن تعاون"جزئي"لطهران. وأكد"تناقص إلمام وكالة الطاقة بمجريات البرنامج النووي"لإيران، نتيجة حجبها معلومات. وأشار التقرير الى قضيتين رئيسيتين تتصلان بطبيعة البرنامج، الأولى تتعلق بمراحله السابقة والثانية بوضعه الحالي وما وصل إليه من تطور على صعيد التخصيب. وأكد البرادعي ان الإيضاحات التي قدمتها إيران حول هذه الأجهزة متوافقة مع استنتاجات الوكالة. وذكر البرادعي أن إيران باشرت تشييد بنية أساسية لإقامة مراكز تكنولوجية في أصفهان وخرج. وخلص الى أنها واصلت التخصيب وتشغيل مفاعل الماء الثقيل، ما يؤكد عدم التزامها قرارات مجلس الأمن. ورأت مصادر ديبلوماسية في فيينا أن"المعسكر المناهض لإيران سيوظف النواحي السلبية في التقرير لتشديد العقوبات عليها". إسرائيل في غضون ذلك، أفادت مصادر سياسية ودفاعية إسرائيلية أن تل أبيب تعد بهدوء استراتيجية ثلاثية الأبعاد لمواجهة احتمال تحول إيران الى دولة نووية، على رغم تعهدات علنية بحرمانها من وسائل تمكنها من أن تصبح"تهديداً للوجود"الإسرائيلي. وقالت أن رئيس الوزراء ايهود أولمرت طلب من مسؤولين صوغ اقتراحات لكيفية تعامل إسرائيل مع احتمال فقدان احتكار السلاح النووي في الشرق الأوسط. وقالت المصادر:"هناك عواقب بعيدة المدى يجب تناولها، مثل كيفية احتفاظنا بقوة الردع، وقدرتنا على الرد العسكري، أو كيف نتجنب آثار الاستنزاف على المجتمع الإسرائيلي والذي يمكن أن ينتج عن المخاوف من أسلحة نووية إيرانية". ورفض عامي يعلون الوزير في المجلس الأمني الذي شكله أولمرت، مناقشة عمليات صنع القرار السرية، لكنه قال ان على إسرائيل أن تنتهج استراتيجية ثلاثية الأبعاد حيال إيران:"أولاً، ان نوضح ان هذا التهديد ليس موجهاً الى إسرائيل فحسب بل الى العالم، وثانياً ان ندرس جيداً الخيارات الوقائية، وثالثاً ان نتوقع فشل هذه الخيارات". اعتقالات على صعيد آخر، تفاعلت قضية المفاوض الإيراني السابق في الملف النووي حسين موسويان الذي يواجه تهماً بنقل معلومات الى دول أجنبية، خصوصاً بريطانيا، بالتزامن مع زيارة وفد برلماني بريطاني لطهران، وفي ظل استمرار الانتقادات الداخلية للحكومة الإيرانية على خلفية سياستها الخارجية. وأعلن المدعي العام الإيراني قربان علي دوري نجف ابادي اعتقال"أشخاص آخرين في قضية التجسس النووي"التي تطاول موسويان، من دون تحديد عددهم او تاريخ توقيفهم. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية إرنا عن نجف ابادي قوله:"وحدهم المسؤولون القضائيون مخولون بت ملف موسويان"، لكنه أكد ان"المحكمة ستصدر حكمها على اساس أدلة كافية". تزامن ذلك مع إعلان ديبلوماسيين في طهران زيارة عمل لنواب بريطانيين لإيران، في مبادرة نادرة لوفد من مجلس العموم. ووصل النواب الثمانية الأعضاء في لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الى طهران الاثنين، ويتخلل زيارتهم لقاء مع كبير المفاوضين في الملف النووي سعيد جليلي. ويرأس الوفد رئيس اللجنة مايك غيبس.