تصاعد الجدل حول قرار ديوان "الوقف السني" إغلاق مقر "هيئة علماء المسلمين" بزعامة الشيخ حارث الضاري الرافض للعملية السياسية في البلاد، إذ هددت الأخيرة بمقاضاة الوقف واتهمته ب"العمالة"للقوات الأميركية والحكومية. وفيما أعرب زعيم"جبهة التوافق"السنية عدنان الدليمي عن رفضه إغلاق مقر الهيئة، مطالباً بإلغاء القرار، و"رص الصفوف لمواجهة أعدائنا"، هددت"هيئة علماء المسلمين"بمقاضاة رئيس ديوان"الوقف السني"أحمد السامرائي. إلا أن"الحزب الاسلامي"الذي طالبته الهيئة ببيان عن موقفه من الحادث، اعتبره"شأناً داخلياً"يجب عدم مناقشته في الاعلام. وأعرب الدليمي في بيان صدر عن مكتبه وتسلمت"الحياة"نسخة منه، عن أسفه الشديد لإغلاق"الوقف السني"مقر الهيئة، ووقف بث إذاعتها، وطالب بإلغاء هذا القرار فوراً. وقال الدليمي الذي كان يشغل منصب رئيس"الوقف السني"إن"علينا أن نصل الليل بالنهار من أجل رص الصفوف، ورأب الصدع، والتخندق في خندق واحد، لمواجهة أعدائنا ممن يسعون إلى إبادتنا وهدم ديواننا وهيئتنا وجبهتنا وكل صرح من صروحنا". وأضاف أن"أي جهة تسعى إلى الخلاف وبث سموم الفتنة بين الاخوة، ومهما كانت، فهي تقامر بمصير الأمة وتهزأ بدماء الشهداء". من جهتها، هددت"هيئة العلماء"على لسان الناطق باسمها بشار الفيضي بمقاضاة رئيس"الوقف السني"أحمد السامرائي لاتخاذه قراراً بإغلاق مكتبها في جامع أم القرى في منطقة الغزالية، واتهمته ب"العمالة"للحكومة العراقية والقوات الاميركية. وعن مصير عمل الهيئة داخل العراق، أشار الفيضي الى أن"نشاطها لن يتوقف بإغلاق هذا المقر، وأن عملها لم يعد متعلقاً بأشخاص أو مبان، فلديها مقرات بديلة ستواصل عملها من خلالها". وتابع أن الاقتحام الأخير لمبنى الهيئة كان متوقعاً، ويأتي ضمن سلسلة نفذتها قوات وزارة الداخلية والقوات الاميركية بهدف إغلاق مقر"هيئة العلماء"نتيجة"مواقفها المعارضة للاحتلال والميليشيات الطائفية المستشرية في أجهزة الحكومة". وقال رئيس"الوقف السني"الشيخ احمد السامرائي ل"الحياة"إن قرار اغلاق مقر الهيئة"جاء على خلفية مواقفها المعادية والرافضة للوضع الحالي، وتبريرها كثيراً من الأعمال المجرمة التي يرتكبها تنظيم القاعدة في العراق". وأضاف أن"الهيئة رفضت كل الدعوات الموجهة اليها من الأطراف الدينية بغية إنشاء جهة واحدة تأخذ على عاتقها توحيد الخطاب الديني"، مشيراً الى أن"تشكيل مجلس لعلماء العراق يضم رجال دين سنة وشيعة، وبالتالي لا حاجة إلى هيئة علماء المسلمين التي تعد خطاباتها متشددة". يذكر أن هذه الهيئة تأسست في منتصف نيسان أبريل عام 2003 وأصبحت المرجع الديني للسنة، غير أن اتهام السلطات العراقية والقوات الاميركية لها بالوقوف الى جانب"الارهاب"، عرّض مقرها الى عدد من عمليات الدهم على يد القوات الاميركية والعراقية، وهو ما أرغم أعضاءها ورئيسها حارث الضاري الى مغادرة البلاد. ويعتبر ديوان"الوقف السني"بزعامة احمد عبد الغفور السامرائي الممثل الديني للسنة حالياً، وهو مسؤول عن الجوامع والاماكن الدينية السنية وتعيين الخطباء والمشاركة في المؤتمرات والتنسيق مع الحكومة.