تترقب الأوساط السياسية في مصر إطلاق مبادرة "منظّر الجهاديين" سيد إمام الدكتور فضل خلال أيام، فيما توقعت مصادر مطلعة على ملف الإسلاميين قرب الإفراج عن القياديين عبود الزمر وطارق الزمر اللذين حكم عليهما في قضية اغتيال الرئيس أنور السادات العام 1981. وتتوالى، في غضون ذلك، الإفراجات عن عناصر"جماعة الجهاد"استباقاً لإعلان مبادرة وقف العنف التي يحضّر"منظّر"هذه الجماعة لإطلاقها بدعم من قادة التنظيم داخل السجون. وكان"الدكتور فضل"دعا، قبل شهور، الحركات الجهادية والإسلامية في العالم أجمع إلى"ترشيد"عملياتها وفق ضوابط شرعية، منتقداً ظهور"صور مستحدثة"من القتل والقتال باسم الجهاد انطوت في رأيه على مخالفات شرعية في كثير من البلدان. وقال المحامي الإسلامي المصري منتصر الزيات ل"الحياة"إن"الإفراجات تتوالى عن عناصر الجهاد"، متوقعاً إعلان مبادرة الدكتور فضل خلال أيام. وعن إمكان إطلاق عبود الزمر وابن عمه الدكتور طارق الزمر، قال الزيات ان"المؤشرات تشير إلى قرب الإفراج عنهما، وأتوقع أن يتم الإفراج عن طارق قريباً ثم الإفراج عن عبود". وأضاف:"الإفراج عن طارق، وعن عبود خصوصاً، في يدي وزارة الداخلية، لكن إغلاق ملف عبود بات وشيكاً، إذ تم الإفراج عن قيادات كبيرة في الجماعة الإسلامية فور إعلان مبادرتهم وعلى رأسهم كرم زهدي مثلاً". وتكهن بأن يتم الإفراج عن كل قيادات"الجهاد"قبل نهاية السنة. وكانت محكمة جنايات القاهرة رفضت النظر في طلب القيادي السابق في"الجهاد"عبود الزمر، أحد مدبري عملية اغتيال السادات، الإفراج عنه لانتهاء فترة محكوميته. وكان الزمر، وهو ضابط سابق في الجيش، قدم إلى محكمة القضاء الإداري في مجلس الدولة طلباً لإطلاقه بعدما قضى عقوبة السجن 25 عاماً في القضية. لكن المحكمة رفضت طلبه، متعللة بصدور حكمين بمعاقبته بالأشغال الشاقة المؤبدة، أحدهما من المحكمة العسكرية العليا، والآخر من محكمة جنايات أمن الدولة العليا. ورأت المحكمة أنه"ينبغي أن يقضي الزمر العقوبتين الصادرتين ضده". أما طارق الزمر فقد حصل، من جهته، على حكم بإلزام وزارة الداخلية الإفراج عنه وإخلاء سبيله بعد قضاء فترة محكوميته. وأعلن القياديان في السابق تأييدهما مبادرة وقف العنف، في خطوة رأى مراقبون أنها تؤشر إلى أن إغلاق ملف"سجناء الجهاد"في مصر بات قريباً. في غضون ذلك، روى القيادي في"الجماعة الإسلامية"طه أبو العباس ذكرياته في السجن مع عبود الزمر، وقال في تصريحات إلى موقع"الجماعة الإسلامية"على الانترنت:"الدكتور طارق الزمر هو الذي دعا الشيخ عبود إلى الانضواء للحركة الإسلامية، وعلى رغم أن الشيخ عبود لم تعجبه في بداية التزامه طريقة وعجلة الحركة الإسلامية في كل أمورها، خصوصاً رغبتها الجامحة إلى التغيير بالقوة من دون ترتيب أو تجهيز أو قواعد إدارية سليمة، إلا أنه رفض أن ينفض يده من العمل للإسلام حتى حدث ما حدث". وينتمي طه إلى عائلة أبو العباس الشهيرة في"الجماعة الإسلامية"، وأطلق سراحه قبل زهاء شهرين.