قلل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من أهمية التساؤلات التي أثيرت حول زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف طهران، مشيراً إلى التطرق إلى"موضوعات دولية وإقليمية ضمن جملة المسائل التي تم التباحث بها"، وأكد أنها"كانت جلسة لتبادل وجهات النظر"واستكمالاً لزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وعن الملف النووي لبلاده، قال احمدي نجاد إن لافروف"نقل رغبة روسيا الشديدة في حل سلمي"للأزمة. وأفادت وكالة الطلبة بأن لافروف سلم أحمدي نجاد رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولم تقدم المزيد من التفاصيل. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية إرنا عن أحمدي نجاد قوله لطلاب في ال"باسيج":"هذه الأمة لن تتفاوض مع أحد حول حقوقها الواضحة المشروعة. ونحن غير مهتمين بالتفاوض معك الولاياتالمتحدة، والأمة الإيرانية لا تحتاج أميركا". في المقابل، نُقل عن لافروف، الذي التقى أيضاً نظيره الإيراني منوشهر متقي، تأكيده"رغبة روسيا بحل سلمي وضرورة تبديد المخاوف الدولية"، ودعا إيران إلى إبداء مزيد من"التعاون النشط مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والإجابة على السؤال الأساسي المتعلق بماهية برنامجها النووي وسلميته، وإعادة بناء الثقة". وانتقد لافروف العقوبات الأميركية الجديدة على إيران، وقال إنها"لن تؤدي الى أي نتيجة ولن تساعد في المحادثات الجارية". ووصف متقي نتائج زيارة بوتين بأنها"فتحت آفاقاً جديدة في العلاقات بين البلدين والتعاونين الإقليمي والدولي". داخلياً، عبر احمدي نجاد عن استعداده للمشاركة في مناظرة"مع أي طرف كان"، وذلك في رد على سؤال عن استعداده للمشاركة في مناظرة مع الرئيسين السابقين محمد خاتمي وهاشمي رفسنجاني، في ظل الانتقادات الأخيرة التي وجهاها إليه. يأتي ذلك فيما أعلن مسؤولون أميركيون رويترز ان القوى الكبرى تعتزم الاجتماع في لندن هذا الأسبوع، لمناقشة فرض عقوبات دولية جديدة على إيران. وأضاف المسؤولون الذين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم نظراً لعدم تفويضهم بمناقشة الأمر علناً انهم يتوقعون أن تجتمع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الولاياتالمتحدةوروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين وألمانيا في نهاية الأسبوع. في غضون ذلك، انتقد رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني التغيرات التي طاولت المجلس الأعلى للأمن القومي، ودعا الى"حل أزمات البلاد واتخاذ القرارات الصائبة في الوقت المناسب من قبل نواب الشعب"، معتبراً أن"الوعي والالتفات الى المسائل الاقتصادية من جملتها التصنيع والمبادلات الدولية والاستيراد والتصدير، تستلزم أصحاب اختصاص، وصرفاً حكيماً لمردود الثروة"النفطية. وعن الانتخابات النيابية المقبلة، شدد على ضرورة"مشاركة كل عائلة الثورة"فيها، وأن تتم"في أجواء سليمة"و"صيانة آراء الناخب". في المقابل، أكد رفسنجاني تلازم السياسة الداخلية والخارجية، ودعا إلى الحفاظ على الوحدة الداخلية لمواجهة الضغوط الدولية. إلى ذلك، أفادت الإذاعة الرسمية الإيرانية بأن الرئيس احمدي نجاد قرر تثبيت غلام حسين نوذري، الذي يتولى الآن منصب القائم بأعمال وزير النفط، في موقعه. وهي خطوة كانت متوقعة على نطاق واسع. ويتعين موافقة البرلمان على تعيين الوزراء. وقال احمدي نجاد في خطاب الى البرلمان بث مباشرة عبر الإذاعة:"أقدم الى البرلمان... غلام حسين نوذري وزيراً مرشحاً لوزارة النفط"، ودعا البرلمان الى إجراء اقتراع على الثقة في الوزير المرشح. كما اقترح الرئيس وزيراً جديداً للصناعة. تحذيرات في موازاة ذلك، أكد وزير الدفاع الإيراني مصطفى نجار قدرة بلاده"على تصنيع ما تحتاجه القوات العسكرية من أسلحة"لاستخدامها في مواجهة أي ضربة أميركية محتملة، فيما ردّ القائد العام للحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري على التهديدات الأميركية، مؤكداً ان واشنطن ستجد نفسها في"مستنقع اعمق من العراق وأفغانستان"، إذا اختارت مهاجمة بلاده. وقال الوزير نجار إن"التهديدات الأميركية ليست جديدة، ولكنها تشهد تصعيداً وإن فقدت رونقها". وربط التصعيد الأميركي ب"الهزيمة في تحقيق أهدافهم وتحريض الرأي العام الدولي ضد إيران"، مؤكداً أن"القوات البرية والبحرية والجوية الإيرانية في أقوى حالاتها، ولا مخاوف لدينا من أي شيء". ونقلت وكالة أنباء فارس شبة الرسمية عن جعفري ، قوله:"إذا أبدى الأعداء قلة خبرة، وأرادوا غزو إيران، فسيلقون صفعة قوية"، مضيفاً:"يعلم العدو انه سيسقط في مستنقع اعمق من العراق وأفغانستان وانه سيتعين عليه الانسحاب مدحوراً"من دون ان يسمي الولاياتالمتحدة. وقال جعفري ان واشنطن التي فرضت عقوبات جديدة على إيران وعلى الجهاز الذي ينتمي إليه، وتضغط من اجل مجموعة أخرى من العقوبات تفرضها الأممالمتحدة، تشن"حرباً نفسية"على إيران، مشيراً إلى أن"هذا النوع من الحرب موجود منذ سنوات طويلة، ولا يزال مستمراً. ينبغي ان يعلم العدو ان الإيرانيين لا يتأثرون بتلك المؤامرات، وسيدافعون عن إيران الإسلامية بقوة". وذكر خبراء عسكريون ان الحرس الثوري يتدرب على أساليب لا تماثل حرب العصابات تأهباً لاحتمال تصديه للقوات الأميركية التي تتفوق عليه تكنولوجيا. ويقول ديبلوماسيون ان جعفري، الذي شارك في التخطيط الاستراتيجي قبل تعيينه في منصبه، ربما لعب دوراً في تطوير تلك الأساليب قبل ان يصبح قائداً عاماً. صحة بوش العقلية وفي واشنطن رويترز، عبر السياسي الديموقراطي دينيس كوسينيتش، الذي يتنافس على الفوز بترشيح الحزب الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة، عن شكوكه في الصحة العقلية للرئيس جورج بوش، لقوله ان الطموحات النووية الإيرانية قد تؤدي الى حرب عالمية ثالثة. وقال كوسينيتش:"اعتقد بجدية بأنه يجب ان نبدأ في التساؤل حيال صحته العقلية. هناك شيء خطأ. فلا يبدو انه يتفهم ان كلماته لها تأثير حقيقي". وكان كوسينيتش يتحدث الى مجلس تحرير صحيفة"فيلادلفيا انكويرير،"قبل مناظرة بين متنافسين على الفوز بترشيح الحزب الديموقراطي في فيلادلفيا.