راوحت ردود المعارضة اللبنانية على مواقف الاكثرية من الخطاب الذي ألقاه الأمين العام لپ"حزب الله"السيد حسن نصر الله، في إطار السجال القائم على خلفية الاستحقاق الرئاسي والاغتيالات التي تطاول شخصيات من قوى 14 آذار من دون غيرهم، بين منتقد بشكل عنيف للأكثرية وبين متمسك بالتوافق معها، وكررت كتلة رئيس المجلس النيابي،"التنمية والتحرير"، تمسكها بمبادرة رئيس الكتلة نبيه بري، فيما كرر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان مطلب"إطلاق سراح جميع المسجونين بالحق العام الذين هم رهن التحقيق الإداري من دون محاكمة". وطالب قبلان"المعارضة بعدم الرد على أي خطاب فيه تشنج وإساءة للمجتمع اللبناني. وشدد على ان"المبادرة التي أطلقها الرئيس نبيه بري مبادرة جيدة التزموا بها واعملوا لأجلها". وكرر نائب الأمين العام لپ"حزب الله"الشيخ نعيم قاسم، بعد لقائه المرجع الديني السيد محمد حسن فضل الله، الدعوة الى"إفساح المجال، من الجميع، لكل المبادرات التي تعيد اللحمة الداخلية وتؤسس لتعاون جديد لبناء الوطن بعد التداعيات الكثيرة التي خلقتها الأزمة الراهنة". واعتبر رئيس كتلة"الوفاء للمقاومة"النيابية محمد رعد"ان الاتصالات والمشاورات بدأت عبر الرئيس نبيه بري، مع زعيم الموالاة التي تتصدر السلطة في هذه المرحلة، والمؤشرات هنا كانت إيجابية لكن بعد ما سمعناه من واشنطن نحتاج الى تشييك على الايجابيات التي سمعناها قبل السفر الى واشنطن". وكرر رعد الحاجة الى رئيس توافقي، وقال:"الرئيس الذي يأتي بنصاب نصف زائداً واحداً رئيس لا يصنعه اللبنانيون بل يصنعه الاميركيون". ورأى ان"الأمل لا يزال مفتوحاً وان كانت نسبته متدنية، نحن لا نقطع الأمل ما دام بقيت لحظة واحدة قبل نهاية الموعد الدستوري للاستحقاق الرئاسي". أما وزير الطاقة المستقيل محمد فنيش فرد على"حملة الشتائم والافتراءات التي يسوقها فريق الموالاة في مواجهة خطاب الأمين العام لپ"حزب الله"بكل ما اتسم به من هدوء وموضوعية ومنطق وحجة ودليل"، بالقول:"إنها تدل بوضوح الى حال الهستيريا التي مست هذا الفريق لأن هذه الصفات تكشف عوراتهم وتفضحهم أمام الرأي العام على حقيقتهم". وشدد الوزير المستقيل طلال الساحلي على ضرورة"الالتفاف حول مبادرة بري لأنها يمكن ان تخرج لبنان مما هو فيه في وقت نسمع جوقة من هنا وهناك تعمل على الاصطياد في الماء العكر". واتهم تكتل"التغيير والإصلاح"النيابي قوى الاكثرية بپ"إسقاط جو التهدئة"، لافتاً الى"ان الحدة التي رافقت المواقف التصعيدية لهذه القوى تهدف الى ضرب المساعي والمبادرات الوفاقية وتؤشر الى نية مبيتة للسير في خرق الدستور". وقال التكتل في بيان بعد اجتماعه الدوري برئاسة النائب ميشال عون، ان"المواقف التصعيدية الصادرة عن فريق الموالاة تؤشر الى نية مبيتة للسير في خرق الدستور والعرف والميثاق بانتخاب رئيس من طرف واحد بالنصف زائداً واحداً او بمن حضر. لذلك يحذر التكتل فريق الموالاة من الإقدام على هذه الخطوة المتهورة التي تدفع بالبلاد الى ما هو اشد خطراً من الفراغ الدستوري والفوضى العارمة والصدام الذي لا يفيد منه سوى أصحاب المشاريع التقسيمية في الداخل وفي المنطقة، ما يسقط صيغة العيش المشترك". وإذ سجل التكتل للقضاء اللبناني موقفه من قضية التوقيفات لناشطين من"التيار الوطني الحر"، حذر السلطة"من استخدام أدواتها الأمنية المعروفة لقمع الحريات الحزبية والفردية والعامة والدفع بموظفين عسكريين في الإدارة العامة الى جرم إفشاء معلومات وتجاوز صلاحياتهم المنصوص عنها في القوانين". موالاة وفي المقابل، اعتبر عضو"كتلة المستقبل"النيابية مصطفى هاشم ان خطاب نصر الله كان لپ"تبرئة النظام السوري من كل الاغتيالات والأحداث الأمنية التي حصلت في لبنان"، سائلاً:"إذا كانت إسرائيل هي الفاعلة، فلماذا إذاً يصرون على عرقلة المحكمة ومنع قيامها؟ لماذا اعتكفوا ثم استقالوا عند مناقشتها ثم إقرارها؟ لماذا ينعون المحكمة ويرفضونها بهذه الطريقة ويعتبرونها ضربة قاضية لآخر نظام عربي ممانع؟ لماذا لا يكونون معنا، أول المطالبين بالعدالة لإدانة إسرائيل ومحاكمتها؟ وإذا كانت إسرائيل هي فعلاً من تقوم بهذه الاغتيالات فلماذا لا تغتال سوى المعارضين اللبنانيين لسورية ومن قوى 14 آذار؟ أهناك برأيه تقاطع مخفي للمصالح بين النظامين، لتساعد إسرائيل بالتالي سورية على التخلص من أعدائها؟ أهذا ما يسميه ممانعة؟". وسأل أيضاً عن"مغزى الضغط على القضاء اللبناني للإفراج عن المتهمين الأساسيين في عملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أي الضباط الأربعة"، واعتبر ذلك"تدخلاً في القضاء وتهديداً مباشراً له لا يجوز التغاضي عنه". ورأى"أن التكلم عن استفتاءات واستطلاعات رأي في موضوع رئاسة الجمهورية مخالف نصاً وروحاً لاتفاق الطائف". ولفت الى أن انتخاب الرئيس بالنصف زائداً واحداً"ليس تهديداً وإنما حق دستوري يمنع الفراغ". ودعا النائب بطرس حرب من قوى 14 آذار ومرشح للرئاسة"جميع الفرقاء السياسيين الى درس الاحتمالات والمخاطر التي قد نبلغها في حال لم نتوصل إلى اتفاق قبل 23 الجاري والعمل على تحقيق الاتفاق على تمرير الاستحقاق الرئاسي بسلام". وأكد النائب السابق تمام سلام"ان الأجواء المحيطة باستحقاق الانتخابات الرئاسية تنم عن حال اضطراب وضياع". وشدد على ان هناك"مسؤوليات كبيرة وجسيمة في هذه المرحلة التاريخية تقع على عاتق القيادات السياسية كافة في اعتماد الموقف والرأي العاقل والمعتدل بدلاً من الخطابات والمواقف الرنانة والتصعيدية والمليئة بالتحدي والاستفزاز على مختلف مستويات تلك القيادات". واعلن"اتحاد الرابطات المسيحية"ان"اللجوء الى السلاح لحل الخلافات السياسية هو من المحرمات الوطنية".