مع إعلان وزارة التربية في حكومة إقليم كردستان بدء العام الدراسي الجديد غداً، يشغل توفير المستلزمات الدراسية المختلفة بال أولياء أمور التلاميذ في ظل ارتفاع الأسعار من جهة، ونية الوزارة عدم توفير الأدوات المدرسية لطلبتها من جهة أخرى. وقال الناطق باسم الوزارة إسماعيل برزنجي في تصريح صحافي إن «الوزارة لم تقرر حتى الآن توفير القرطاسية للطلبة، من دفاتر وأقلام ومستلزمات الدراسة الأخرى، عدا كتب المناهج الدراسية»، لكنه لم يستبعد ذلك «في حال توافر الإمكانات المالية اللازمة من الموازنة». وأثار هذا الإعلان الذي رافق موجة غلاء في الإقليم، انشغال أولياء أمور الطلاب. ويقول فرهاد صابر، وهو اب لتلميذين، إن «غلاء أسعار القرطاسية في الأسواق يجعل من توفيرها لأبنائنا أمراً لا يخلو من الصعوبة. حتى وان تمكنت من توفيرها، لن أتمكن من توفير النوعية الأفضل». وأضاف: «أعمل في إحدى شركات المقاولات وزوجتي موظفة حكومية، وراتبانا لا يكفيان لسد حاجة العائلة، لكنني أجد وضعنا أفضل جداً من العائلات التي لها معيل واحد فقط». ولفت إلى أن «الأولاد يطالبون بملابس جديدة، خصوصاً أن نظام الزي الموحد مطبق في مدارس اربيل، كما أن القرطاسية المعروضة من دفاتر وأقلام وحقائب مدرسية وحافظات أقلام تباع بأسعار باهظة قياساً ببساطتها». أما أحلام خورشيد، وهي أم لطالب في المرحلة الإعدادية، فتقول إن «تلاميذ هذه الأيام لا يرضون بالقليل، فكيف بحال طالب في المرحلة الاعدادية يعتبر نفسه شاباً بالغاً؟». وأضافت أن «ظروف الحياة تغيرت إلى حد بعيد، عندما كنا طلاباً لم يكن في يدنا أي خيار في شراء ملابسنا وحقائبنا المدرسية، بل كان كل شيء عبارة عن هدايا إجبارية». وتابعت: «ابني له حاجاته الكثيرة التي يجب أن نوفرها له أنا ووالده قبيل بدء العام الدراسي الجديد بدءاً من الملابس والقرطاسية وانتهاء بتوفير وسيلة للنقل وما إلى ذلك، المشكلة أن الأسعار بلغت حداً جنونياً، صحيح أن مستوى دخل الفرد في إقليم كردستان مريح، لكن هذا الدخل الجيد يقف عاجزاً أمام أسعار السوق، خصوصاً في ظل غياب رقابة مركزية على الأسواق والأسعار». لكن ارتفاع أسعار اللوازم الدراسية ليس كل شيء، إذ انتشرت خلال السنوات الماضية ظاهرة المدارس الأهلية في إقليم كردستان، وهي تدرس مناهج تختلف عن المدارس الحكومية، لكن برسوم تسجيل باهظة تجعل غالبية العائلات عاجزة عن تسجيل أبنائها فيها.