أعرب الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون عن أمله في ان يصبح إذا فازت زوجته هيلاري في انتخابات الرئاسة، مبعوثاً مهمته العمل على تحسين صورة بلاده في العالم، المدمرة بسبب سياسات الرئيس الأميركي جورج بوش"الأحادية". وقال كلينتون ان زوجته ذكرت انها ستطلب منه اذا فازت ان يعمل"فوراً"على استعادة مكانة اميركا وأن تؤكد للعالم ان الولاياتالمتحدة تسعى الى التعاون من جديد وأنها مفتوحة للأعمال بعد ثمانية أعوام من حكم بوش الذي أثار حنق العالم بسبب سياساته. وأعلن الرئيس السابق ذلك في مقابلتين خص بهما صحيفة"ذي غارديان"وهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي لمناسبة زيارته الحالية الى لندن لجمع التبرعات لحملة زوجته، وكذلك لتدشين كتابه الجديد"العطاء"الذي يخصصه للدعوة الى دعم العمل الخيري في العالم. وانتهز كلينتون هذه التصريحات للتأكيد ان زوجته ستصبح زعيمة عظيمة إذا فازت بانتخابات الرئاسة، كما شن هجوماً شديداً ضد سياسات بوش وبخاصة إهدار التأييد العالمي الكبير لبلاده بعد هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001. وأوضح كلينتون ان سياسات بوش أثارت الغضب والقلق في العالم، ولذلك فإن الناخب الأميركي العادي يريد انتخاب الرئيس الذي سيكون بوسعه استعادة هيئة ومكانة اميركا العالمية خصوصاً بعد الحرب في العراق واتخاذ مواقف سلبية حول التغييرات المناخية في العالم خلال حكم بوش. وأكد الرئيس السابق على ان اميركا لن تستطيع بمفردها التوصل الى حلول لمشاكل العالم، ولكن ذلك سيتحقق من خلال التعاون الدولي، وضرب مثلاً على ذلك الأزمة النووية لكوريا الشمالية وكيف تم التوصل الى حل لها من خلال التعاون الدولي. وفي الوقت ذاته، انتقد كلينتون الحرب في العراق التي رأى انها أسفرت عن تبديد وإضاعة الدعم الدولي الكبير الذي حصلت عليه واشنطن بعد احداث 11 ايلول. كما هاجم ما وصفه بالسياسات الأحادية الأميركية خلال الأعوام الثمانية الماضية من حكم الرئيس بوش مما نجمت عنه إثارة الغضب العالمي. وانتقد الرئيس السابق خصوصاً بعض العناصر الإيديولوجية اليمينية الاتجاهات في إدارة الرئيس بوش وكذلك انتقد وسائل الإعلام اليمينية في أميركا التي برز دورها خلال الأعوام الأخيرة. وحول الصورة التي رسمها بعض المنتقدين لهيلاري باعتبارها شديدة الطموح وفي شكل قاس، قال كلينتون ان مثل هذا الهجوم يتسم بعدم الإنصاف ولا يعكس الحقيقة. وأكد انه اذا فازت هيلاري في الانتخابات الرئاسية فإنها هي وحدها التي ستتخذ القرارات، وأنه لن يصبح رئيساً"بالوكالة"، من دون ان يستبعد إمكانية تقديم المشورة إليها. وقال انه سيكون أكثر الناس سعادة في العالم إذا أصبحت زوجته سيدة البيت الأبيض الجديدة، مؤكداً انها ستكون رئيسة"عظيمة". وأشاد كلينتون برئيس الوزراء البريطاني غوردون براون وخصوصاً إنجازاته الاقتصادية عندما كان وزيراً للمال. وقال انه يريد ان يلتقي مع زعيم حزب المحافظين المعارض ديفيد كاميرون. وبالنسبة الى رئيس الوزراء السابق توني بلير، كشف كلينتون انه قدم له النصح بأن يأخذ عطلة بعد استقالته ولكنه تفهم انه لم يكن بوسع رئيس الوزراء البريطاني السابق عدم قبول الفرصة المتاحة لكي يتولى منصب مبعوث اللجنة الرباعية الدولية في الشرق الأوسط. كلينتون وساركوزي تزامنت تصريحات كلينتون مع زيارته قصر الإليزيه في باريس حيث التقى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وأشاد كلينتون بساركوزي، باعتباره"رجل قول وفعل"، متمنياً"شراكة مستقبلية معه"، كونه رجلاً إصلاحياً. كما تزامنت زيارة كلينتون لساركوزي مع استقباله الرئيس الأوكراني فيكتور يوتشينكو الذي أجرى محادثات مع الرئيس الفرنسي تناولت الازمة في أوكرانيا والعلاقات مع فرنسا.