اعلن مسؤول أميركي أمس، ان برنامج الاعتقال السري في الخارج الذي تعتمده وكالة الاستخبارات المركزية سي أي أي والذي أكد الرئيس جورج بوش تطبيقه السنة الماضية ما زال نشطاً وساهم في اعتقال ناشط واحد من تنظيم"القاعدة"على الاقل، هو عبد الهادي العراقي، منذ ذلك الحين، ونقل الى غوانتانامو بعدما امضى اشهراً في سجن سري ل"سي أي أي". وتجنبت الناطقة باسم البيت الابيض دانا بيرينو تأكيد استئناف الوكالة ايداع سجناء في أماكن سرية، وقالت:"لم نعتد نشر بيان صحافي عن احتجاز معتقل لدينا،"مشددة على ان الولاياتالمتحدة لا تمارس التعذيب. اما الناطق باسم وكالة الاستخبارات المركزية جورج ليتل فأكد ان برنامج الوكالة للاعتقال والاستجواب طبق بحسب القانون وخضع لعناية كبيرة ومراجعة دقيقة". وكانت صحيفة"نيويورك تايمز"افادت اول من امس، بأن"سي أي أي"عادت لتحتجز سجناء في"مواقع سوداء"في الخارج، وان وزارة العدل اصدرت عام 2005 في عهد الوزير المستقيل البرتو غونزاليس مذكرة سرية تجيز اعتماد أساليب استجواب قاسية استخدمتها الوكالة سابقاً. وقالت اليسا ماسيمينو، مديرة جماعة هيومان رايتس فيرست لحقوق الانسان في واشنطن، إن"استمرار تطبيق برنامج سي أي أي استناداً الى تعميم وزارة العدل يبعث على القلق". على صعيد آخر، كشفت صحيفة"نيويورك تايمز"وثيقة اصدرتها وزارة العدل عام 2005 تسمح وتبرر اللجوء الى تقنيات عنيفة تخلف ضرراً معنوياً وجسدياً اثناء استجواب المعتقلين في اطار"الحرب على الارهاب". ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سابقين وحاليين في الوزارة لم تكشف اسماء غالبيتهم، ان الوثيقة صدرت في كانون الاول ديسمبر 2005 حين اقر الكونغرس قانوناً يمنع"الممارسات الوحشية وغير الانسانية والمذلة". واضافت ان"الوثيقة التي صاغها القسم القضائي في الوزارة تضمنت عدم منع القانون صفع الموقوفين واخضاعهم لدرجات حرارة قصوى ومحاكاة اعدامهم غرقاً، وسمحت بممارسة الافعال كلها في وقت واحد". وطالب مركز الحقوق الدستورية الذي يتولى تنسيق عمليات الدفاع عن مئات المعتقلين في غوانتانامو، وبينهم كثيرون حقق معهم في سجون"سي أي اي"، في بيان اصدره أول من امس، بأن يلتزم وزير العدل المقبل مايكل موكاسي وضع حد لهذه السياسة. وفي نيويورك، كشفت منظمة حماية الصحافيين ان مراسل"هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي"الن جونستون الذي خطف في قطاع غزة قبل 12 آذار مارس الماضي بعث رسالة الى مصور قناة"الجزيرة"التلفزيونية المحتجز في معتقل غوانتانامو العسكري في كوبا للتعبير عن مساندته له. وشكر جونستون في الخطاب الحاج لمناشدته الخاطفين في غزة اطلاقه، وقال:"على ضوء تجربتي في الاحتجاز ادرك صعوبة ان يتحتم عليك وعلى عائلتك تحمل اعتقالك، وآمل بأن تحل قضيتك قريباً".