كشف وكيل وزارة الخزانة الأميركية للشؤون الدولية ديفيد ماكورماك، أن محادثاته مع المسؤولين الإماراتيين التي بدأها في أبو ظبي واستكملها في دبي باجتماعه مع نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تناولت الوضع الذي بلغته مفاوضات التجارة الحرة بين البلدين. وأوضح أن الصلاحية التي منحها الكونغرس للإدارة الأميركية في هذا الشأن"انتهت صيف هذه السنة، ولن تكون الإدارة قادرة على الدخول في الجولة التالية من مفاوضات التجارة الحرة مع الإمارات، من دون أن يقر الكونغرس مرة أخرى هذه الصلاحية". ولفت ماكورماك، الذي يزور الإمارات في إطار جولة خليجية، الى أن محادثاته مع المسؤولين تتركز على الشؤون الاقتصادية والمالية، وپ"تهدف الجولة إلى البحث في قضايا عدة مع المسؤولين في المنطقة، من بينها الاستثمارات والبرامج الاقتصادية". وعقد المسؤول الأميركي اجتماعات مع وزيرة الاقتصاد ومحافظ البنك المركزي والمسؤولين الكبار في شركة"مبادلة للتنمية"وپ"جهاز أبو ظبي للاستثمار". ورفض في مؤتمر صحافي عقده في مبنى السفارة الأميركية في أبو ظبي التعليق على سياسات ربط العملات الخليجية بالدولار، واعتبر أن مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي المصرف المركزي الأميركي هو"الجهة الوحيدة المخولة الإدلاء بتصريحات حول هذه المسألة". وأشار الى أن جولته في المنطقة تهدف أيضاً إلى"تعزيز إعلان الرئيس الأميركي جورج بوش في أيار مايو الماضي لتعزيز انفتاح الولاياتالمتحدة على الاستثمارات الخارجية وفوائد سياسة الانفتاح التي تتبناها أميركا"، واعترف بوجود"قلق"في المنطقة حيال انفتاح الاقتصاد الأميركي. وناقش مع وزيرة الاقتصاد الإماراتية ومجلس الأعمال الإماراتي - الأميركي والمسؤولين عن الشؤون الاستثمارية في البلاد، المفاوضات على اتفاق التجارة الحرة، كما تناول مع الشيخة القاسمي، البيئة الاستثمارية في البلدين اللذين لديهما تشريعات وفرص تساهم في جذب مزيد من الاستثمارات. وأوضح أن مسألة تملك موانئ دبي العالمية عمليات في موانئ أميركية"تركت لدى كثر في المنطقة انطباعاً بأن الولاياتالمتحدة أقل انفتاحاً على الاستثمارات الخارجية مما كانت عليه في الماضي"، وعزا ذلك الى"التغطية الإعلامية الكثيفة لهذه المسألة". ولفت الى أن أطرافاً كثراً في الولاياتالمتحدة يشاركون في مراجعة الاستثمارات الخارجية المتدفقة إليها"، نافياً أن تكون لدى الولاياتالمتحدة"مخاوف من احتمال انخفاض مستوى الاستثمارات الخارجية وحجمها في الأسواق الأميركية". ورأى أن الولاياتالمتحدة"ما زالت تقدم أسواقاً رأسمالية جاذبة، إذ استقطبت استثمارات أجنبية بلغت 1.9 تريليون دولار العام الماضي". وأكد المسؤول الأميركي العلاقات الاقتصادية بين بلاده والإمارات، على رغم ما أثير حول مسألة تملك موانئ دبي العالمية إدارة موانئ أميركية"استثنائية وقوية"، ويلتزم البلدان"تحقيق مزيد من التكامل بينهما". وأشار ماكورماك الى"مخاوف تتعلق بالأمن القومي الأميركي، غير أننا ندرك أهمية الاستثمارات الخارجية. وأقر الكونغرس تشريعاً وقّعه الرئيس بوش، يعنى بضمان تحقيق توازن صحي بين مسائل الأمن القومي من جهة وتعزيز الاستثمارات من جهة أخرى".